اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ262 من الحرب على غزة، أفادت منظمة «أنقذوا الطفولة البريطانية» بأن تقديراتها تشير إلى فقدان نحو 21 ألف طفل في قطاع غزة نتيجة الحرب «الإسرائيلية» على القطاع.

وفي حين شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات وتحقيقات ميدانية واسعة شملت عشرات الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، أعلنت المقاومة عن تنفيذ عدة عمليات كبدت خلالها الاحتلال المزيد من الخسائر.

سياسيا، أبدى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده لصفقة جزئية لتحرير الأسرى يستأنف الحرب بعدها لاستكمال أهدافها، وكشف خطته لما بعد الحرب بأنه يريد «إنشاء إدارة مدنية بالتعاون مع فلسطينيين محليين» لإدارة غزة.

في المقابل، أعلنت المقاومة عن تنفيذ عدة عمليات كبدت خلالها الاحتلال المزيد من الخسائر.

فقد قوبل حديث  نتنياهو للقناة الـ14 «الإسرائيلية « عن «صفقة جزئية» لإطلاق سراح المحتجزين في غزة ثم استئناف الحرب لاحقا ، بغضب لدى أهالي الأسرى وانتقادات داخلية وخارجية.

وقال نتنياهو في أول مقابلة له مع قناة «إسرائيلية» منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، انه مستعد للتوصل إلى صفقة يستعيد خلالها المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية -حماس وباقي الفصائل، ثم يعود بعدها إلى الحرب.

وتنفي هذه التصريحات التأكيد الأميركي على موافقة «إسرائيل» على مقترح الاتفاق الذي قدمه الرئيس جو بايدن نهاية أيار الماضي، والذي ينص على إنهاء كامل للحرب.ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر مطلع قوله إن تصريح نتنياهو يمكن أن يخرب احتمالات التوصل إلى اتفاق.

كما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» -نقلا عن مصادر مطلعة- بأن تصريحات نتنياهو تتعارض مع تفويضه فريق المفاوضات بوقف الحرب في النهاية. ووصفت المصادر التصريحات بـ»الصادمة»، مشيرة إلى أن حماس كانت تريد التأكد من الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.

كما نقل موقع «والا» الإسرائيلي عن مسؤول على علاقة بالمفاوضات أن تصريحات نتنياهو تتسبب بضرر كبير لاحتمال التوصل إلى صفقة.

من جانبه، قال غادي آيزنكوت عضو مجلس الحرب السابق والعضو في «الكنيست، إن حديث نتنياهو عن صفقة جزئية لإعادة المحتجزين يتعارض مع قرار مجلس الحرب .وأضاف أن مجلس الحرب صوّت على صفقة كاملة على مرحلة واحدة أو صفقة شاملة على 3 مراحل، موضحا أنه ربما كان كلام نتنياهو «زلة لسان»، لكنه يتطلب توضيحا فوريا لعائلات الأسرى والجنود الذين يقاتلون الآن لإعادتهم، وفق تعبيره.

كما أغضبت تصريحات نتنياهو عائلات الأسرى، حيت أدانت هيئة أهالي الأسرى في غزة بشدة «تراجع» نتنياهو عن المقترح المطروح لصفقة التبادل.

واعتبرت أن إنهاء الحرب في غزة دون إعادة المحتجزين إخفاق قومي غير مسبوق وعدم تحقيق لأهداف الحرب. وأضافت الهيئة أن الحديث يدور عن التخلي عن 120 محتجزا، وهو ما يعد «مساسا بالتزام الدولة الأخلاقي تجاه مواطنيها».

وأوضحت أنها «لن تسمح لهذه الحكومة ولرئيسها بالتنصل من التزامها بشأن مصير أحبتها، وأنه يجب على رئيس الحكومة إعادتهم جميعا».

وعلى صعيد آخر، قال يولي إدلشتاين عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن - في حديث إذاعي- إن «إسرائيل» لن تنتصر على حماس دون إعادة المحتجزين كافة.

وأضاف أن نتنياهو يدرك أنه لا يمكن الحديث عن انتصار كامل وتدمير حماس دون إعادة المحتجزين، مشددا على فعل أي شي لإعادتهم.وأوضح إدلشتاين أنه «مهما فعلت إسرائيل لتدمير قيادة حماس مع بقاء 120 إسرائيليا في غزة -منهم من قتل وآخرون لا يُعرف مصيرهم- فلا يمكن وصف ذلك بالانتصار».

تظاهرات

وتأتي هذه التفاعلات في المشهد السياسي داخل «إسرائيل»ن في وقت تتواصل فيه التظاهرات الداعية لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل، حيث أغلق محتجين مفترق طرق رئيسيا شمال «تل أبيب»، وأضرموا النار، ورفعوا لافتات كتب عليها «كفى لحكومة الخراب»، في إشارة إلى المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو.

هاليفي

من جهته، قال رئيس هيئة أركان جيش العدو الجنرال هرتسي هاليفي من رفح إن الجيش «الإسرائيلي» يقترب من لحظة القضاء على لواء رفح التابع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية- حماس.

لبيد: نتنياهو خطر على «إسرائيل»

في المقابل، جدد زعيم المعارضة «الإسرائيلية» يائير لبيد دعوته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الاستقالة، وقال عبر حسابه في منصة «إكس» إن «نتنياهو خطر على دولة إسرائيل» و»خطر على مواطني البلاد»، و»غير مؤهل للعمل رئيسا للوزراء». واتهمه بـ»الإدارة الفاشلة للحرب منذ 7 تشرين الاول «، وشدد على أن «نتنياهو يجب أن يعود إلى منزله».

من جانبه، قال يائير غولان إن «من ألحق الضرر بأمن «إسرائيل» بشكل منهجي لا يستحق أن يكون رئيسا للوزراء»، وأضاف عبر حسابه بمنصة «إكس» أن نتنياهو «لا ينوي تحمل المسؤولية والرحيل، ويجب تكثيف الاحتجاج المدني وصولا للانتخابات». واعتبر غولان أن لجنة التحقيق بقضية الغواصات «قدمت دليلا آخر على عدم كفاءة نتنياهو لإدارة شؤون الدولة».

حماس: على المجتمع الدولي التحرّك

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن تصريحات نتنياهو بشأن إدارة قطاع غزة، هي تأكيد واضح على رفضه قرار مجلس الأمن الدولي ومقترحات الرئيس الأميركي جو بايدن. وأضافت في بيان أن موقف نتنياهو هو عكس ما حاولت الإدارة الأميركية تسويقه عن موافقة مزعومة من الاحتلال على صفقة التبادل.

وأشارت إلى أن إصرار الحركة على أن يتضمن أي اتفاق تأكيدا واضحا على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من قطاع غزة، كان لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول الفاعلة للعمل بشكل حثيث لحمل حكومة الاحتلال على وقف حربها ضد الشعب الفلسطيني، وطالبت الإدارة الأميركية باتخاذ قرار واضح بوقف دعمها الإبادة الشاملة التي يتعرض لها قطاع غزة.

الضحايا تحت الركام

ميدانيا أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بوصول 28 شهيداً و66 جريحاً إلى مستشفيات قطاع غزّة، نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت الوزارة في تقريرها اليومي: «ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة إلى 37626 شهيداً و86098 جريحاً منذ السابع من تشرين الأول 2023». كما أشارت الوزارة إلى أنّه «لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

تهديد المجاعة

من ناحية أخرى، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، «من أن سوء التغذية يهدد بشكل مباشر حياة أكثر من مليون طفل في القطاع، موضحا أن 3500 طفل من أبناء قطاع غزة باتوا «أقرب للموت» بسبب انعدام الغذاء والتطعيمات».

وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة خلال مؤتمر صحافي «إن القطاع يتجه بشكل متسارع نحو المجاعة، ولا سيما في محافظتي غزة والشمال»، مشيرا «إلى أن الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة تتدهور بشكل خطير». أضاف أن حرق وتدمير الجيش الإسرائيلي (الجانب الفلسطيني) من معبر رفح يحرم 25 ألف مريض ومصاب من السفر لتلقي العلاج ويعيق إدخال 15 ألف شاحنة مساعدات للقطاع.

المقاومة تتصدى

في الاثناء تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لـ»جيش» الاحتلال ، وسط ورود أنباء عن تراجع للقوات «الإسرائيلية» في حي تل السلطان شمال غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف تجمعين للاحتلال وآلياته، الأول في جنوبي حي تل السلطان، والآخر خلف برج المصري في محيط مدرسة الخطيب جنوبي مدينة رفح، وذلك بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل. وأعلنت استهدافها أيضاً تمركزاً لجنود الاحتلال على خط الإمداد في محور «نتساريم» جنوبي غربي مدينة غزة، وذلك بقذائف «الهاون».

إلى جانب ذلك، استهدفت سرايا القدس مستوطنتي «أفيشالوم» و»حوليت» في غلاف غزة، برشقة صاروخية مركزة. وفي كيان الاحتلال، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية دوي صفارات الإنذار في عدد من مستوطنات الغلاف.

في غضون ذلك، نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد توثّق كميناً محكماً نفّذته ضدّ قوات الاحتلال في مخيم الشابورة، وسط رفح، حيث دمّرت دبابتين إسرائيليتين، بعد استهدافهما بقذيفة «R.P.G» وعبوة برميلية.

وفي تفاصيل الكمين، أوضح الفيديو أنّ المجاهدين جهّزوا عبوةً برميليةً شديدة الانفجار، وزرعوها في طريق مرور الآليات، وفجّروها بإحدى الدبابات. أما الدبابة الأخرى فاستهدفوها بالـ»R.P.G»، عند لحظة تقدّمها في اتجاه الدبابة الأولى المدمَّرة.

وأظهرت المشاهد أيضاً سيطرة مجاهدي سرايا القدس من لواء رفح على مخلّفات «جيش» الاحتلال، بعد تدمير الدبابة الإسرائيلية.

ووثّقت مشاهد أخرى عمليةً سابقةً نفّذتها السرايا، واستهدفت فيها جنود الاحتلال وآلياته في «نتساريم». ووجّه فيها مجاهد رسالةً إلى الاحتلال، أكد فيها أنّه «عائد لاستهداف قواته».

بدورها، استهدفت كتائب شهداء الأقصى تجمعات الاحتلال، وخط إمداد تابعاً له في «نتساريم»، برشقة صواريخ من نوع «107». ونشرت كتائب شهداء الأقصى مشاهد عن استهدافها القوات الإسرائيلية في محيط مسجد العطار، غربي رفح، برشقة صواريخ من نوع « 107 « وقذائف «الهاون» من عيار 60 ملم.

كذلك، نشرت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، مشاهد تظهر استهدافها موقع «كيسوفيم» العسكري التابع للاحتلال الإسرائيلي في شرقي المحافظة الوسطى برشقة صاروخية. وبثّت كتائب المجاهدين مشاهد أخرى من داخل غرفة عمليات عسكرية تابعة لها، تظهر مراقبة مقاوميها تحركات قوات الاحتلال في قطاع غزة. وأكدت الكتائب في نهاية الفيديو استمرارها في التصدي لـ»جيش» الاحتلال. 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»