اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انسحب المرشحان المحافظان أمير حسين قاضي زاده هاشمي وعلي رضا زاكاني من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها اليوم في إيران، بينما دعا الرئيس السابق حسن روحاني إلى التصويت لصالح المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي أظهر استطلاع للرأي تقدمه في السباق نحو الرئاسة، في وقت بدات امس فترة الصمت الانتخابي.

فقد بدأت امس، فترة الصمت الانتخابي في إيران على أن تجري الانتخابات، اليوم، والتي يتنافس فيها 4 مرشحين هم: سعيد جليلي، محمد باقر قاليباف، مصطفى بور محمدي، ومسعود بزشكيان، وذلك بعد إعلان انسحاب كلٍ من علي رضا زاكاني، وأمير حسين هاشمي.

وأهابت اللجنة الوطنية للانتخابات في إيران، بجميع المرشحين والأحزاب والتيارات السياسية والمواطنين عامّةً، بالتوقف عن كل الأنشطة الدعائية مع بدء دخول الصمت الانتخابي للانتخابات الرابعة عشرة لرئاسة الجمهورية في إيران.

مرشحان ينسحبان

وأعلن المرشحان لسباق الرئاسة الإيرانية علي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي انسحابهما من الانتخابات.

وقال علي رضا زاكاني في منشورٍ له عبر منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إنّه «بقي حتى نهاية المُهلة القانونية في السباق الانتخابي، لكنّ مواصلة طريق الشهيد رئيسي بالنسبة إليه أهمّ». وطالب زاكاني المرشحين قاليباف وجليلي بالوحدة وعدم ترك مُطالبات جبهة قُوى الثورة من دون ردٍ، وأن يتصدَّيا لتشكيل حكومة روحاني الثالثة.

كما أعلن المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي أيضاً انسحابه من الانتخابات الرئاسية، وقال في منشورٍ له عبر منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إن أداء الواجب الشرعيِ يتجلَّى تارةً في الإصرار على المبادئ، وتارةً في مُراعاة خير الأمة، مؤكداً أنّه في الوضع الراهن يكمُنُ الواجبُ في حماية مصالح البلاد مع تأكيد المبادئ.

وتمنَّى هاشمي أن يتفق المرشحون ضمن جبهة الثورة على التوحد خلف مرشحٍ واحد.

وأعلن المرشح الرئاسي، في الانتخابات الإيرانية، سعيد جليلي، استمراره في السباق الانتخابي حتى النهاية وبقوة.

وفي وقتٍ سابق قال، مجتبى عرب، عضو حملة المرشح سعيد جليلي، إنّه حتى الآن لا نية لدى جليلي للانسحاب من السباق الرئاسي، مؤكّداً أنّ ما يتم تداوله بهذا الشأن شائعات.

وبخصوص شروط انسحاب المرشحين من السباق الرئاسي، أوضح أمين سر مقر الانتخابات والمتحدث الرسمي باسمه، محسن الإسلامي، عدم تحديد مدةٍ زمنيةٍ لانسحاب أيّ مرشحٍ، بحسب قانون الانتخابات الرئاسية.

وطالب المسؤول الإيراني المرشحين العازمين على الانسحاب، بإعلان ذلك ضمن موعدٍ نهائيٍ ، ليُصار إلى تعميم ذلك.

وامس كشف المتحدّث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، هادي طحان نظيف، اليوم الخميس، أنّه سيتم إنشاء 59 ألف مركز اقتراع في أكثر من 95 دولة حول العالم لإجراء الانتخابات الرئاسية الإيرانية الرابعة عشرة، معلناً أنّ «المؤسسات الإيرانية كافّة على استعدادٍ لعقد هذا الحدث المهم».

عالم جديد متعدد الأقطاب

من ناحيته، دعا المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادُري جُهرمي إلى المشاركة الشعبية الكبيرة في الانتخابات الإيرانية، التي ستعقد يوم غد الجمعة.

وانتقد جهرمي خلال مقابلةً مع الميادين «الدول التي تتشدق بالديمقراطية وتمنع المواطنين الإيرانيين في الخارج من الإدلاء بأصواتهم». وأضاف أنّ المرشحين للانتخابات وعلى الرغم من اختلافاتهم السياسية، اتخذوا مواقف موحّدة وراسخة بشأن دعم قطاع غزّة، مردفاً أنّ «رؤيتنا العامة بدعم المقاومة في المنطقة، ستستمر وشعبنا الإيراني كان لديه تجربة مريرة مع القوى الكبرى».

كما أشار إلى أنّ «تاريخ غرب آسيا ما قبل طوفان الأقصى ليس كما بعده، وأبناء غزة أثبتوا وهن بيت العنكبوت الإسرائيلي»، معقباً أنّ عمليتي «طوفان الأقصى»، و»الوعد الصادق» تعكسان الحركة التي تسير نحو عالمٍ جديد متعدد الأقطاب.

وأكّد أنّ «نهج الجمهورية الإسلامية تجاه فلسطين غير قابل للتغيير بغض النظر عن الفائز»، مردفاً أنّ «أمن المنطقة وتنمية اقتصاداتها يرتبط بتعزيز العلاقات في ما بينها».

وعن التعاون الاستراتيجي بين إيران وروسيا، قال جهرمي إنّه يأتي في إطار تقوية المنطقة ككل، معقباً أنّ إيران لديها «اتفاقات متعددة الأوجه مع دول المنطقة بما يصب في مصلحتها جميعاً».

لا تساهل مع الأعداء

من جانبه، أكّد قائد قوّة القدس في حرس الثورة الإسلامية في إيران، العميد إسماعيل قاآني أنّ «التساهُل مع  أعداء إيران ولاسيّما الولايات المتحدة غير مُمكن».

وقال قاآني خلال مراسم أربعين وزير الخارجية الراحل الشهيد حسين أمير عبد اللهيان إنّ «المعيار الذي يَجبُ اتّباعُه في الانتخابات، هو نفسُه الذي جعل الإيرانيين فخورين بالشهيدين إبراهيم رئيسي، وحسين عبد اللهيان.

وأعلن هاشمي قرار الانسحاب عبر تغريدة في حسابه بمنصة «إكس» وبرر موقفه بدعم حظوظ المرشحين المحافظين في الانتخابات، وقال «حفاظا على وحدة قوى الثورة واستجابة لطلب المجلس الأعلى لإجماع قوى الثورة وبعض العلماء والحريصين، فقد انسحبت من مواصلة المسار. أرجو أن يتفق إخوتي الثلاثة الآخرون أيضا في الوقت المتبقي حتى تتقوى جبهة الثورة». وبعد ساعات من قرار هاشمي، أعلن علي رضا زاكاني انسحابه من المنافسة.

وبانسحاب هاشمي وزاكاني تبقّى 4 مرشحين في سباق الرئاسة، ويتوقع مراقبون أن تقتصر المنافسة على 3 أسماء وهم المحافظان سعيد جليلي المفاوض النووي السابق، ومحمد باقر قاليباف الرئيس الحالي للبرلمان، إضافة إلى بزشكيان.

دعم من روحاني

وحصل بزشكيان على دعم من روحاني الذي قال في رسالة مصورة إن (هذا) المرشح الإصلاحي «قادر على إزالة ظلال العقوبات» ووصفه بأنه «مخلص ونزيه». وأضاف روحاني «أطلب ممن يريدون إرساء علاقات بناءة مع العالم والاعتدال التصويت لصالح الدكتور بزشكيان» وقال إن (هذا) المرشح يريد في حال تم انتخابه «إحياء» الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى.

وقال روحاني «يتعين علينا التصويت لصالح شخص مصمم على إلغاء أي عقوبة على الشعب الإيراني». وانضم إليه الرئيس السابق محمد خاتمي الذي أعلن من قبل دعمه لبزشكيان.

استطلاع رأي

ويحق لحوالي 61 مليون مواطن التصويت غدا لاختيار رئيس جديد لإيران، خلفا للراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي في حادث تحطم مروحية يوم 19 مايو/أيار الماضي.

وأظهر استطلاع رأي أجراه مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى (البرلمان) ونشرت نتائجه أمس، تصدر بزشكيان قائمة المرشحين للفوز بالانتخابات. وأشار الاستطلاع إلى حصول بزشكيان على نسبة 23.5% من الأصوات، بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء التي أوضحت أن قاليباف حصل على المركز الثاني بنسبة 16.9% متقدما على جليلي (16.3%).

وأشار مركز الأبحاث إلى  أن 45.7% من المشاركين بالاستطلاع  قالوا إنهم سيشاركون بالتأكيد في الانتخابات، بينما قال 31.6% إنهم  مترددون، وأكد 22.6% أنهم لن يشاركوا بالانتخابات. وكان بزشكيان قد انتقد السياسة المتشددة بشأن الحجاب خلال حملته الانتخابية، ودعا إلى تحسين العلاقات مع واشنطن وأوروبا لرفع العقوبات التي تؤثر بشدة على الاقتصاد، وأعلن ولاءه لمرشد الثورة علي خامنئي، كما أشاد بالهجوم على إسرائيل بالمُسيرات والصواريخ واعتبره «تجليا لعزة الأمة الإيرانية».

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»