اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ265 من العدوان الإسرائيلي على غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في الأحياء الشرقية لمدينة غزة وعلى رأسها حي الشجاعية، كما تواصل القصف الجوي والمدفعي على مناطق بالقطاع، خصوصا مخيمي جباليا والنصيرات، وخان يونس وبيت لاهيا.

يأتي ذلك بعد يوم بثت فيه المقاومة الفلسطينية مشاهد لحفر نفق لتنفيذ عملية ضد قوات إسرائيلية برفح، كما أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس مهاجمة جنود وآليات إسرائيلية في المنطقة.

اما في الضفة الغربية، أقر جيش الاحتلال بمقتل ضابط وإصابة 17 جنديا خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية بمخيم جنين.

غالانت

على الصعيد السياسي فقد نقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه ناقش مع المسؤولين الأميركيين اليوم التالي للحرب في غزة، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تأييده المقترح الأميركي بشأن صفقة التبادل.

وقالت رويترز إن غالانت أوضح -خلال زيارته لواشنطن التي استغرقت عدة أيام - إن المقترح الأميركي يشمل الفلسطينيين والشركاء الإقليميين والولايات المتحدة الأميركية، مضيفا أن العملية ستكون طويلة.

ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن غالانت قوله إن «إسرائيل» تدعم صفقة تبادل الأسرى التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن والتي عرضها في خطاب نهاية أيار الماضي.

ودعا غالانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى قبول الصفقة، أو تحمل العواقب، وفق تعبيره. وقال غالانت إن أهداف الحرب وغاياتها مشتركة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، وإنه عندما يقع خلاف يكون حله في غرف مغلقة.

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن غالانت تأكيده إحراز تقدم مع واشنطن بشأن تزويد «إسرائيل» بالأسلحة التي تحتاجها.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اضطر للتراجع عن رفضه مقترح بايدن وأنه لن يوافق إلا على صفقة تبادل أسرى جزئية، إثر رسائل قاسية من البيت الأبيض، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

لكن مراسل الصحيفة إيتمار آيخندر قال إن تصريح نتنياهو بقبوله مقترح بايدن لا يشكل تغييرا جذريا في مواقف نتنياهو المعلنة.

ويوم 11 حزيران الجاري، سلمت فصائل المقاومة ردها على المقترح الذي عرضه بايدن للوسطاء، شاملا تعديلات تتعلق بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مبدية استعدادها للتعاون.

غير أن واشنطن قالت إن بعض التعديلات «يمكن العمل عليها، وبعضها غير مقبولة لإسرائيل»، متهمة حركة حماس بعرقلة التوصل لاتفاق، رغم أن إسرائيل لم تبد موافقتها العلنية على الاقتراح حينها.

ويؤكد الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون أن العمل لا يزال جاريا للتوصل إلى صفقة تؤدي لوقف إطلاق النار.

وامس ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الولايات المتحدة الأميركية قدمت مساعدات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقيمة تفوق 6.5 مليارات دولار منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2033.

كما قالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن مسؤولين في إدارة بايدن راجعوا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «سطرا بعد سطر قائمة جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك للرد على ادعاء نتنياهو حول تأخير إدارة بايدن في شحنات الأسلحة».

ليبرمان

زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان اكد ان إدارة وزير الدفاع يوآف غالانت للحرب فاشلة ويتحمل المسؤولية مباشرة بعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيرا الى «اننا نخسر الحرب في غزة والردع الإسرائيلي تراجع إلى الصفر»،متابعا «مع غياب خطة واضحة للحرب الإحباط موجود لدى الجنود والضباط في رفح، مشددا على ان «الحكومة غير قادرة على اتخاذ قرار وعاجزة عن تحقيق نصر في الجنوب والشمال».

مشعل

الى ذلك قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل إن معركة «طوفان الأقصى» غيّرت كثيرا من عناصر المشهدين الإقليمي والدولي وداخل «الكيان» الإسرائيلي، ولا يصح مطلقا أن يغيب تأثيرها عن ترتيبات البيت الفلسطيني التي يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء المعركة، «وهذا أمر لا نتسوله ولا ننتظره، بل نقتحمه وسيفرض بالأمر الواقع، شاء من شاء، وأبى من أبى».

وأضاف مشعل -في ندوة نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات عبر زووم أنه يجب ترتيب البيت الفلسطيني بطريقة توافقية يشارك فيها كل الطيف الفلسطيني من دون إقصاء أي طرف، وذلك للتحضير لمرحلة ما بعد العدوان على قطاع غزة، ولن نسمح بأي فراغ في القطاع، ولا يمكن إقصاء حماس بأي شكل من الأشكال.

وفي السابع من تشرين الأول 2023، شنت حركة حماس عملية «طوفان الأقصى» على إسرائيل، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي قابل ذلك بعدوان مستمر منذ نحو 9 أشهر، وراح ضحيته مئات آلاف الفلسطينيين بين شهيد ومصاب ونازح.

احتجاجات وقطع طرقات

وامس قطع مستوطنون عدّة طرق في «تل أبيب»، احتجاجاً على الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وإتمام صفقة التبادل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ المتظاهرين ضد الحكومة أغلقوا الطريق السريع «رقم 2» في «تل أبيب»، وأشعلوا إطارات السيارات، مرددين هتاف «نتنياهو تخلى عن الأسرى»، وهتفوا أيضاً: «هذه صفقة أو دفن».كذلك، أضرم المحتجون النار في قفص حديدي كُتب عليه «النجدة».

وقالت عائلات الأسرى إنّ «رئيس الوزراء تخلى عن الأسرى، فبالنسبة له، لا يهم دفنهم في غزّة طالما أنه يحتفظ بمقعده»، مضيفين أنّه «بسبب سوء إدارة نتنياهو وصلنا إلى نقطة لم يعد لديه سلطة على حماس للتوصل إلى اتفاق».كذلك اعتبرت عائلات الأسرى أنّه إذا جرى شن حملة في الشمال قبل انتهاء الحرب في الجنوب وإعادة الأسرى، فإنّ نتنياهو «لن يدفن الأسرى في غزة فحسب، بل البلد بأكمله».

وكانت نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن وزيرة العلوم الإسرائيلية غيلا غملئيل قولها إن بعض الاحتجاجات التي تطالب بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة تجاوزت الحدود والأمر أصبح خطيرا. وأضافت غملئيل «نؤيد وقف القتال لفترة طويلة لإعادة المختطفين لكن لا يمكن السماح بعودة حماس وسيطرتها على غزة». ودعت لتشكيل لجنة تحقيق بعد الحرب تحظى بتوافق واسع من أجل قبول نتائجها التي ستكون صعبة، على حد قولها.

ميدانيا يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزة، لليوم الـ265، بحيث شنّ غاراتٍ مكثّفةً على مناطق في وسط قطاع غزة ومدينة غزة وجنوبي القطاع، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة أشخاص آخرين.

واستُشهد العشرات بينما جُرح آخرون من جراء قصف إسرائيلي استهدف مربعاً سكنياً كبيراً في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة. ووقع عدد من الإصابات أيضاً في استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة سويدان في حي الشجاعية، شرقي المدينة.

واستهدفت الطائرات الإسرائيلية في كلٍّ من الصبرة والشجاعية 5 منازل أخرى، تعود إلى عائلات الدهشان ونصار والوحيدي وأبو دلال وحسنين.

أما في وسط قطاع غزة، فاستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي محيط أبراج الأسرى ومدينة الزهراء وبلدة المغراقة، شمالي مخيم النصيرات، بالتوازي مع إطلاق القذائف من الزوارق الحربية التابعة للاحتلال.

واستهدف الاحتلال، بالقصف المدفعي أيضاً، شمالي مخيم البريج.

نسف مبانٍ

وانسحبت الاستهدافات التي نفّذها الاحتلال ضدّ الفلسطينيين إلى جنوبي القطاع، حيث استهدفت غاراته المكثّفة محيط مركز إيواء للنازحين في عبسان في خان يونس.

وفي رفح، ارتقى عدد من الشهداء وأُصيب أشخاص آخرون في غارات إسرائيلية على مخيمي الشابورة ويبنا والحي السعودي وحي البرازيل، بالتوازي مع نسف قوات الاحتلال مباني سكنيةً في غربي المدينة.

كذلك، أطلقت زوارق الاحتلال عدة قذائف في اتجاه شاطئ بحر مواصي رفح، في ظل قصف مدفعي لم يتوقف منذ أمس الأربعاء على وسط وغربي المدينة.

ويُضاف الشهداء الذين ارتقوا والجرحى الذين أُصيبوا خلال ساعات الليل إلى أكثر من 37715 شهيداً و86377 جريحاً تم تسجيلهم، منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي، بحسب الأرقام الأخيرة التي أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة.

وفي غضون ذلك، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذّر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، نظراً للقصف المتواصل وعرقلة قوات الاحتلال جهود الإنقاذ واستهداف العاملين في ذلك.

وكان كثّف الاحتلال الإسرائيلي، استهدافاته على شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزّة، بالتزامن مع محاولات قواته التقدّم البري فيها.

في غضون ذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدّي لقوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزّة، ولا سيما في حي الشجاعية، حيث تحدّثت المعلومات عن اشتباكات ضارية بين المقاومين و»جيش» الاحتلال شرقي الشجاعية.

وفجّرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عبوة أرضية في آلية عسكرية إسرائيلية خلال توغّلها شرقي حي الشجاعية.

كذلك، أعلنت السرايا تفجير عبوة أرضية شديدة الانفجار في حفار عسكري إسرائيلي مقابل مسجد الشهداء شرق حي الشجاعية، وأكّدت تدمير مقاتليها آلية عسكرية إسرائيلية قرب مقبرة التوانسة شرقي حي الشجاعية في تفجير عبوة (ثاقب - برميلية) زرعوها مسبقاً.

وقصفت سرايا القدس موقع «صوفا» العسكري شرقي مدينة رفح بعدد من قذائف الهاون.

من جهتها، استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، غرفة قيادة الاحتلال في محور «نتساريم» بصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114 ملم. وأعلنت كتائب القسّام تمكّن مقاتليها من قنص جندي إسرائيلي في محيط مسجد الشبيلي شرقي مدينة رفح.

ونشرت القسّام مشاهد من «استهداف سابق لدبابة ميركافا ضمن قوة إسرائيلية مدرعة بعد رصد حركة مرور آليات العدو لعدة أيام في شارع البحر جنوبي حي تل السلطان في مدينة رفح» جنوبي قطاع غزّة.

بدورها، عرضت ألوية الناصر صلاح الدين مشاهد من سيطرتها على مسيّرة إسرائيلية من نوع «هيرون» وسط قطاع غزّة.

كذلك، عرضت كتائب المجاهدين مشاهد لدكّ قيادة فرقة غزّة للاحتلال في مستوطنة «ريعيم « برشقة صاروخية.فيما تواصل كتائب المجاهدين دكّ قوات الاحتلال الموجودة في «محور نتساريم» بالصواريخ.

أمّا كتائب شهداء الأقصى فقصفت بوابل من قذائف الهاون غرف القيادة والسيطرة على خط الإمداد في محور «نتساريم» جنوبي مدينة غزة.

هذا وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في مستوطنة «ناحل عوز» في غلاف غزّة.

كندا

وزارة الخارجية الكندية اشارت امس الى معارضتها توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مشيرة الى انها لا نعترف بالسيطرة الإسرائيلية على المناطق التي احتلتها عام 1967، كاشفة ان المستوطنات الإسرائيلية انتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة وعائق خطير أمام تحقيق سلام شامل وعادل.

بوريل

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لا يتم تطبيقها والتجويع والقصف مستمران والمساعدات لا تدخل إلى غزة. وأكد بوريل ضرورة وقف التصعيد والعنف في الضفة الغربية، إضافة إلى وقف التوسيع المحتمل للحرب إلى لبنان.

إيغلاند

قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند للجزيرة إنه ليس هناك ضغط كاف على «إسرائيل» التي تحصل على السلاح من المانحين الغربيين. وجدد إيغلاند دعوته إلى وقف عاجل لإطلاق النار في قطاع غزة لمنع وقوع المزيد من القتلى بين المدنيين. 

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»