اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ266 من العدوان الإسرائيلي على غزة، واصلت المقاومة في القطاع خوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينتي غزة شمالا ورفح جنوبا. وأكدت معلومات صحافية عن استمرار القتال في حي الشجاعية في اليوم الثاني للتوغل «الإسرائيلي»، في حين أكدت سرايا القدس أنها خاضت اشتباكات ضد قوات الاحتلال من المسافة صفر في الحي نفسه، مؤكدة إيقاع جنود بين قتيل وجريح.

وفي رفح جنوبي القطاع، قصف الاحتلال خيام النازحين في منطقة المواصي تزامنا مع توغله في المنطقة، مما أدى إلى إصابة فلسطينيين بحرائق اندلعت في خيامهم.

وامس أعلنت الحركات الاحتجاجية في «إسرائيل» عن خطة إضراب شامل، في حين أمهل القضاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شهرا، بشأن الرد على طلب للتحقيق في هجوم طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول العام الماضي.

وقال قادة الحركات الاحتجاجية ضد حكومة نتنياهو إنهم وضعوا خطة شاملة لمواصلة الحراك، من أجل تغيير الحكومة الحالية والتوجه إلى انتخابات مبكرة. وبحسب القناة 12 «الإسرائيلية»، تشمل الخطة الاحتجاجية إعلان إضراب واسع يشمل مرافق اقتصادية، وتنظيم مسيرة بمدينة «تل أبيب» وأكثر من 80 موقعا إضافيا. كما ستتواصل التظاهرات أمام بيوت الوزراء وأعضاء الائتلاف الحكومي من أجل الضغط عليهم للاستقالة.

ومن المقرر إطلاق حملة بعنوان «مليون شخص في الشوارع»، التي تهدف إلى دفع 70% من المجتمع «الإسرائيلي» ممن فقدوا الثقة بنتنياهو للنزول إلى الشوارع.

هذا، وشهدت «إسرائيل» موجة من الاحتجاجات في أكثر من 30 موقعا للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى فورية، وإسقاط حكومة نتنياهو والتوجه إلى انتخابات مبكرة. وتركزت التظاهرات أمام منزل رئيس الوزراء في مدينة قيساريّة، وأمام مقر إقامته الحكومي بمدينة القدس المحتلة، الذي حولته عائلات الأسرى «الإسرائيليين» إلى موقع احتجاج دائم حتى إعادة جميع الأسرى من غزة. وانتشرت الشرطة بكثافة في مدينة القدس المحتلة، ونشرت الحواجز مقابل بيت نتنياهو خشية اقتحامه.

كما أغلق مئات «الإسرائيليين» الشارع المقابل لوزارة الدفاع في «تل أبيب»، وأشعلوا النيران أمام بيت نتنياهو وحملوه مسؤولية مصير الأسرى.

المحكمة العليا «الإسرائيلية»
تمهل نتنياهو شهراً

في السياق ذاته، أمهلت المحكمة العليا «الإسرائيلية» حكومة نتنياهو شهرا واحدا للرد على طلب أهالي الأسرى تشكيل لجنة تحقيق في أحداث السابع من تشرين الأول الماضي.

وتطالب أسر المحتجزين بإخضاع القيادة السياسية والأمنية للمساءلة ومعاقبة المسؤولين عما حدث في السابع من تشرين الأول الماضي. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن عضو مجلس الحرب السابق غادي آيزنكوت قوله إنه «يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر، العودة لمنازلهم من قائد فرقة غزة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو».

وكشف عن «صراع في حكومة نتنياهو بين ما سماها الأهداف الظاهرة للحرب، مثل تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس، وبين الأهداف الخفية مثل احتلال غزة وعودة الاستيطان، وهو ما يتبناه وزير الأمن القومي  إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش». وقال آيزنكوت إن «الحرب على حماس لن تنتهي وستستمر لسنوات أخرى، وإن نتنياهو فاشل، وقد يقود «إسرائيل» إلى مناطق خطرة مثل السيطرة الدائمة على غزة».

ومن جانبه، قال الرئيس السابق لقسم الأبحاث في جهاز «الموساد» عوزي إن «سلوك حكومة نتنياهو ساهم في اندلاع الحرب»، وأضاف أن «تقييمه لأداء هذه الحكومة سيئ جدا، وأن «إسرائيل» تفقد الشرعية بسرعة فائقة».

مواجهة بين سموتريتش وهاليفي

وكان وقع خلاف ومواجهة «غير عاديين»، وفق وسائل إعلام «إسرائيلية» في «كابينت» الحرب بين وزير المالية بتسيلئيل سموتريتش، ورئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» هرتسي هاليفي. وحمّل سموتريتش هاليفي، بحسب صحيفة «إسرائيل هيوم»، مسؤولية الفشل «الإسرائيلي» خلال عملية طوفان الأقصى. واتهم سموتريتش هليفي بإغفال ما ورد قبل فترة السابع من تشرين الاول. وقال له: «لسنا نحن من ذهب إلى النوم في الـ6 من أكتوبر». من جهته، صرخ هاليفي في وجه سموتريتش، قائلاً: «تراجع عن هذا القول».

وهاجم سموتريتش الأركان العامة لـ «الجيش»، قائلاً إنّها «جلبت على «إسرائيل» واحدة من أعظم  الكوارث في تاريخها»، بينما أكد أنه سيطالب «كابينت» الحرب «بوقف التعيينات». وأشار أنه سيجعل هاليفي «يفهم عبر «الكابينت»، إذا لم يفهم من تلقاء نفسه، أنها تعيينات غير عاجلة».

الى ذلك قال رئيس أركان جيش الاحتلال «الإسرائيلي» هرتسي هاليفي إنهم «خسروا الكثير من الجنود في قطاع غزة، ولكنهم سيواصلون القتال من أجل تحقيق الهدف بتفكيك قدرات حركة حماس». وزعم أن الجيش «الإسرائيلي» اقترب من المرحلة التي يمكن فيها القول إنه نجح في هزيمة وتفكيك كتيبة حماس في رفح جنوب قطاع غزة». واستدرك قائلا إن «هزيمة حماس لا تعني أنه لم يعد لها وجود، لكن يعني أنها لم تعد قادرة على العمل كوحدة قتالية ومهاجمة» إسرائيل».

العدو يواصل حرب الابادة

ميدانيا، يكثّف الاحتلال الإسرائيلي في اليوم 266 من عدوانه قصفه على مختلف مناطق قطاع غزة، ولا سيما في المنطقة الوسطى ورفح وفي مدينة غزة، حيث تحاول قوات «جيشه» التوغّل في أحياء المدينة، بينما تتصدّى المقاومة الفلسطينية وتخوض اشتباكات عنيفة.

وأكدت المعلومات  أنّ الاحتلال يشنّ حرب إبادة حقيقية بالدبابات والطائرات على حيّ الشجاعية، جنوبي شرقي مدينة غزة، حيث ارتقى عدد من الشهداء بقصف مدفعي. وأضافت أنّ  العشرات من الشهداء والجرحى لا يزالون عالقين في حيّ الشجاعية، في ظلّ عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم. كما ان القصف استهدف أيضاً المنطقة الوسطى في القطاع مستهدفاً مخيمي البريج والنصيرات.

أمّا في رفح جنوبي القطاع، فقد قالت المعلومات إنّ عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال رضّع ارتقوا بالقصف على حي الشاكوش في رفح، حيث أفاد أيضاً بتلقّي اتصالات من أشخاص محاصرين حيث تمنعهم قوات الاحتلال من الخروج. وتحدّثت عن وقوع إصابات في إثر تعرّض خيام تؤوي نازحين لنيران «جيش» الاحتلال في منطقة المواصي.

وبحسب آخر المعطيات التي نشرتها وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة العدوان إلى 37765 شهيداً و 86429 جريحاً، منذ السابع من أكتوبر الماضي. ويُشار إلى أنّ هذه الإحصائية تشمل الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات وتمّ تسجيلهم رسمياً، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذّر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، نظراً للقصف المتواصل وعرقلة قوات الاحتلال جهود الإنقاذ واستهداف العاملين في ذلك.

المقاومة تواصل التصدي

من جهتها، تُواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزّة، مكبدةً إياه خسائر في الأرواح والعتاد، ولا سيما في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ورفح جنوبي القطاع.

وفي آخر عملياتها، أعلنت «كتائب القسّام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أنّها استهدفت دبابة «إسرائيلية» من طراز «ميركافا» بقذيفة «الياسين 105» في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كذلك، قصفت «كتائب القسّام» قوات العدو المتموضعة في محور «نتساريم» (جنوب غربي مدينة غزة) برشقة صاروخية من طراز «رجوم».

من ناحيتها، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنّها قصفت بوابلٍ من قذائف «الهاون» النظامي عيار 60 جنود وآليات العدو الإسرائيلي المتوغلين في أرض قنديل في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وأيضاً، سيطرمجاهدو «سرايا القدس» على طائرةٍ استطلاعية «إسرائيلية» خلال تنفيذها مهامٍ استخبارية في شرق رفح جنوبي قطاع غزّة.

وفي بيانٍ آخر، أعلنت «سرايا القدس» أنّها دمّرت آليةً عسكرية «إسرائيلية» بتفجير عبوةٍ أرضية، جرى زرعها بشكلٍ مُسبق في محيط مقبرة التوانسي شرق حي الشجاعية شرق غزّة.

كما قصفت «سرايا القدس» جنود وآليات العدو الإسرائيلي المتوغلة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بوابلٍ من قذائف الهاون، وفي الحيّ ذاته (الشجاعية) فجّرت «سرايا القدس» آليةً «إسرائيلية» بعبوةٍ أرضية، وخاض بعدها مجاهدو «السرايا» اشتباكاتٍ ضارية من مسافة صفر في تلة المنطار ومحيطها.

بدورها، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» أنّها فجّرت آليةً عسكرية «إسرائيلية» بعبوةٍ ناسفة، أعدّت بشكلٍ مُسبق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وكذلك، قصفت «كتائب شهداء الأقصى» قوات الاحتلال المتوغلة في محور شرق رفح محيط مسجد عائشة برشقة صاروخية من نوع (107) وقذائف الهاون.

من جانبها، أعلنت «قوات الشهيد عمر القاسم» الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أنّها قصفت برشقةٍ صاروخية موقع «كرم أبو سالم العسكري» شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة. وكذلك، بثّت «قوات الشهيد عمر القاسم» بالاشتراك مع «كتائب شهداء الأقصى» مشاهد لقصفها قاعدة «زيكيم» العسكرية بصواريخ قصيرة المدى.

قنابل 500 رطل

وكان قال مسؤولون أميركيون و»إسرائيليون» إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستفرج عن قنابل بوزن 500 رطل، كانت ضمن شحنة إلى «إسرائيل» وتم تعليقها الشهر الماضي. ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي وآخر «إسرائيلي» القول إن الولايات المتحدة تستعد لتسليم القنابل، واشارا إلى أن إدارة بايدن تراجع جزءا آخر من الشحنة يضم قنابل بوزني 1800 وألفي رطل.

وأوضح مسؤول أميركي أن الأمر نوقش هذا الأسبوع خلال زيارة وزير الدفاع «الإسرائيلي» يوآف غالانت لواشنطن، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه تم إبلاغ مسؤولين «إسرائيليين» أن «بايدن لا يتلقى أوامر من بنيامين نتنياهو للإفراج عن الشــحنة».

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»