اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في استحقاق قد يحدث انقلابا حقيقيا في المشهد السياسي الفرنسي، بدأت صباح أمس عملية الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة، التي دعا إليها رئيس البلاد إيمانويل ماكرون.

وقد بدأ الناخبون الفرنسيون البالغ عددهم 49.5 مليون شخص بالتدفق بكثافة غير معهودة على مراكز الاقتراع، في إطار الجولة الأولى من الانتخابات لاختيار نوابهم الـ577 من بين 4011 مرشحاً، وذلك لولاية من خمس سنوات.

وعليه، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي، واستمرت عمليات التصويت حتى الساعة 18:00 وصولا إلى الساعة 20:00 في المدن الكبرى من البلاد».

ويتنافس في الانتخابات 4 آلاف و9 مرشحين، وسيتمكن المرشحون الذين حصلوا على 12.5 بالمئة أو أكثر من الأصوات في الجولة الأولى، المشاركة في الجولة الثانية المقرر إجراؤها في 7 تموز المقبل.

وللحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان ينبغي على الأحزاب أو التحالفات السياسية أن يصل عدد نوابها إلى 289 نائبا.

وفي السباق الانتخابي، تحالف حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، مع إريك سيوتي، زعيم الحزب الجمهوريين (يمين الوسط)، وبعض مرشحي الحزب.

وعلى الجهة المقابلة تشعر الأحزاب اليسارية والمدافعة عن البيئة بالقلق من احتمال فوز اليمينيين المتطرفين في الانتخابات، لتشكل تحالف الجبهة الشعبية.

بينما شكل حزب «النهضة» بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، تحالف «معا من أجل الجمهورية»، مع شركاء الحكومة حزبي الحركة الديمقراطية (MoDem) وآفاق (Horizons).

وكان عدد من السياسيين بينهم رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا، الذي يتصدر حزبه اليميني المتطرف كل استطلاعات الرأي، إلى جانب مارين توندولييه، زعيمة الخضر، وإدوار فيليب، رئيس الوزراء السابق في حكومة ماكرون، قد قصدوا مراكز الاقتراع باكرا في الصباح، حيث أدلوا بأصواتهم.

ولفتت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الانتخابات التشريعية قد تفرز حكومة منبثقة من اليمين المتطرف تحكم فرنسا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، في حال وصل بارديلا إلى رئاسة الحكومة.

«الداخلية»

وفي السياق، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المبكرة بلغت 59.39 بالمئة مساء بارتفاع 20 نقطة عن 2022.

وقالت الداخلية الفرنسية، في بيان، إن «نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية المبكرة بلغت 59.39 بالمئة عند الساعة 17:00 مساء بتوقيت باريس (15:00 ت.غ)، حسب صحيفة «لوموند» المحلية.

وأشار البيان إلى أن «هذا المعدل يشكل ارتفاعا ملموسا مقارنة مع الجولة الأولى من انتخابات 2022 التي سجلت 39.42 بالمئة بنفس التوقيت».

وحسب معاهد الاستطلاع، تقدر نسبة المشاركة النهائية بين 67.5 و69.7 بالمئة، فيما بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى عام 2022 47.7 بالمئة، وفق «لوموند».

ماكرون يصوت

وكان ماكرون صوّت في لو توكيه، وهو منتجع ساحلي شمالي فرنسا. وصوتت لوبان أيضًا في الشمال ببلدة «هينان بومونت»، التي تسكنها الطبقة العاملة.

وصوت رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال في بلدة فانف، أحد الضواحي الجنوبية الغربية لباريس، بينما صوت رئيس حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف - المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة - جوردان بارديلا في بلدة غارش بالضاحية الباريسية، وفق شبكة «بي إف إم تي في» المحلية.

وأدلى النائب اليساري مانويل بومبار بصوته في مدينة مرسيليا (تقع على ساحل فرنسا الجنوبي المطل على البحر الأبيض المتوسط)، كما أدلى زعيم يميني متطرف آخر من حزب «الاستعادة» (Reconquete)، والمرشح الرئاسي السابق، إريك زمور، بصوته في باريس.

كذلك، أدلى الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند بصوته في منطقة تول غربي البلاد.

ويبلغ تعداد سكان فرنسا 68 مليونا و400 ألف نسمة، بينما عدد من يحق لهم التصويت في البلاد 49.5 مليون ناخب.

يشار إلى أن ماكرون، أعلن في 9 حزيران الجاري، عن حل الجمعية الوطنية (البرلمان)، بعد ساعات على فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتشدد بقيادة جوردان بارديلا، في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، بتغلبه على ائتلاف تيار الوسط الحاكم.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»