اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في أول زيارة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اليوم الثلاثاء، إلى أوكرانيا رغم توتر العلاقات نظراً لتقارب بلاده من موسكو ومعارضتها لمساعدة كييف.

ونقلت وكالة الأنباء الوطنية "إم تي آي"عن بيرتالان هافاسي المتحدث باسمه قوله إن الزعيم القومي "وصل إلى كييف لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".

وأضاف أن الزيارة ستتناول في المقام الأول "إمكانية تحقيق السلام".

ويبدو واضحاً أن أوربان يختلف عن نظرائه الغربيين، فيما يتعلق بأوكرانيا حيث ترفض الحكومة المجرية إرسال أي دعم عسكري إلى كييف وتدعو بانتظام إلى وقف لإطلاق النار.

وفي مطلع العام، عرقل مساعدات أوروبية بقيمة 50 مليار يورو تم المصادقة عليها لاحقاً لكن مع تأخير ندد به المسؤولون الأوكرانيون.

كما يعارض الزعيم المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي والذي يتولى السلطة منذ عام 2010، بشدة أي نقاشات حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، باعتبار أن الشروط لم يتم استيفاؤها.

في كانون الأول إمتنع رئيس الوزراء المجري خلال قمة الاتحاد الأوروبي، عن التصويت على قرار بدء محادثات مع كييف بشأن انضمامها إلى التكتل إذ غادر القاعة.

وبعث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين برسالة "تهنئة" إلى المجر على تسلمها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، معرباً عن أمله في أن تعمل على تعزيز "القيم والأهداف والمصالح الأوروبية المشتركة".

وأوربان هو الزعيم الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ويعمل على تعزيز علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع الكرملين.

ولا تزال روسيا مصدرا رئيسيا لتزويد الدولة الواقعة في وسط أوروبا بالطاقة.

كما لم يوافق على العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا ويحاول تخفيفها من دون عرقلتها بالكامل.

ولطالما وصف الحرب الروسية الأوكرانية بأنها "عملية عسكرية"، مستخدما التعبير الملطف الذي فرضه الكرملين لتجنب كلمة الحرب.

وكان أوربان قد التقى بوتين في بكين في تشرين الأول 2023 لمناقشة التعاون في مجال الطاقة. وفي المقابل فإن علاقاته مع فولوديمير زيلينسكي حديثة العهد.

وكان رئيس الوزراء المجري قد أدرج الزعيم الأوكراني ضمن "معارضيه" خلال كلمة ألقاها عقب إعادة انتخابه في عام 2022، وندد زيلينسكي من جانبه في الأيام الأولى للحرب بعدم تقديم أوربان الدعم.

لكن الزعيمين التقيا مرات عدة وخاصة في نهاية حزيران خلال انعقاد قمة المجلس الأوروبي في بروكسل.

وفي كانون الأول تحدثا على هامش حفل تنصيب الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي. وأظهر مقطع فيديو هذه المحادثة التي بدت متوترة.

ووصف زيلينسكي المحادثة بأنها "كانت صريحة"، وهذا الاجتماع بين الزعيمين كان قيد البحث منذ أشهر، بحسب مسؤولين أوكرانيين.

والتقى وزيرا خارجية البلدين في نهاية كانون الثاني/يناير للتحضير لاجتماع بين قادتهما.

والخلاف بين البلدين ليس جديدا، إذ تدهورت العلاقات بين البلدين بالفعل قبل الحرب في أوكرانيا بعد أن اعتمدت الأخيرة سلسلة إجراءات مثيرة للجدل منذ عام 2017، لا سيما حول تدريس اللغة الأوكرانية.

ويعيش أكثر من 100 ألف شخص من أصول مجرية في الدولة التي تمزقها الحرب، جميعهم تقريبا في منطقة ترانسكارباثيا التي كانت تابعة للمجر قبل الحرب العالمية الأولى.

كما استقبلت المجر المجاورة لأوكرانيا عددًا أقل بكثير من اللاجئين مقارنة بأغلبية دول الاتحاد الأوروبي.

الأكثر قراءة

حزب الله يُحبط مُخطط تصفيته وعودة ملحميّة للأهالي القرار 1701 بين النسختين: فروقات لغوية ستون يوماً مفصلية: انتخاب رئيس ووقف النار في غزة على طاولة التحديات