اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

«جريمة ضد أطفالنا»... «هل حياة أطفالنا بخطر»؟ سؤال بادر أذهان اللبنانيين، بعد أن كشف وزير الاقتصاد امين سلام منذ بضعة أشهر،عن جريمة جديدة ترخي بثقلها على اللبنانيين، وتدق ناقوس الخطر في المكملات الغذائية التي نطعمها للأطفال ، وبطلها متلاعبون بتواريخ مكمّلات أساسية لنمو الرضّع ، تحقيقاً للمنفعة المادية. واعتبر سلام آنذاك ان «الغشّ والتلاعب بصحّة الأطفال وبتواريخ صلاحية الأدوية والفيتامينات الأساسية لنموّهم جريمة «.

على أثر ذلك، أصدرت القاضية المنفردة الجزائية في بعبدا، الناظرة في قضايا الأحداث في جبل لبنان جويل ابو حيدر، قراراً بمنع بيع فيتامين «Fresh multi plus» وفيتامين Fresh zinc في الصيدليات، والمخصّصين لحديثي الولادة «بسبب التلاعب في تاريخ الصلاحية، وأحالت الملفّ الى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان».

النقابة ليست طرفأً في الصراع

ومؤخّراً، تعرض نقيب الصيادلة جو سلوم لحملة إعلامية تستهدفه مباشرةً، ليتم تناقلها على مواقع أخرى لاحقاً.

وفي هذا السياق، أكّد النقيب سلّوم لـ«الديار» أن « هذه الحملة هي استكمال لحملة تهديد سبقتها، تلقيتها من صاحب شركة «Fresh Farma» ، على أثر التعميم الصادر من نقابة الصيادلة بمنع صرف منتجات هذه الشركة، إنفاذاً لقرار القاضية جويل أبو حيدر.»

والجدير بالذكر أن محكمة الأحداث آنذاك، ولأنها غير مخوّلة إصدار قرارات ظنية ولا أحكام لدخول هذا الأمر حصراً، ضمن اختصاص النيابة العامة الاستئنافية، اتخذت المحكمة إجراءين: أولا تحويل القرار إلى النيابة العامة الاستئنافية مع الأدوية المضبوطة، وثانيا إصدار تدبير مؤقت ومستعجل «لحالة الضرورة»، يقضي بمنع شركة Fresh pharma من بيع المتمّمين إلى أيّ مستودع أو صيدلية في جبل لبنان تحت طائلة التغريم.

وأضاف سلّوم «لم تقف رسائل التهديد، التي أصبحت بعهدة القضاء المختص، عند هذا الحد فقط، بل شملت حملة التحقير والذم على القاضية المذكورة، ورسالة ابتزاز مفادها «إذا لم تتراجعوا عن التعميم الصادر قبل الساعة 12 سنقوم بحملة شعواء عليكم».

وتابع: « وبالفعل، بعد ساعتين بدأ كم من مقالات السّباب والشتائم ينهال عبر موقع إلكتروني لتتناقله مواقع إلكترونية أخرى.» واكد «تقدّمنا بشكوى أمام قاضي الأمور المستعجلة، وهذه المقالات أقحموها بانتخابات رئاسة «الرابطة المارونية» لأسباب أعرفها، والتي ساكشف عنها لاحقاً.»

وأوضح أن» النقابة ليست طرفأً في الصراع، الذي نشأ بين إحدى الصيدليات وشركة الأدوية والتغذية، والتي دانها  القضاء مؤخراً بتوزيع طعام منتهي الصلاحية وفاسد للرضع والأطفال، وإنّما قدّمت إخباراً بالتحقيقات التي أجراها القضاء المختص تاركاً الحكم له.»

النقابة أحالت ملف التزوير

الى القضاء... ولن نقبل الابتزاز

وبناءً على ما سبق، عقد النقيب مؤتمراً صحافياً امس لتوضيح الملابسات والرد على الاتهامات، وقال: « اليوم كنقابة صيادلة نحن انتهى دورنا وقمنا بواجبنا وأكثر، في حين أن بعض الجهات المفترض أن تقوم بدورها لم تقم بشيء، وهي تاركة الأمور على ما هي عليه، ونحن على مسافة من الطرفين أي الشركة والصيدلي المدعى عليه.»

وقال: «بدأنا اليوم بموضوع المتممات الغذائية وقريبا بنوعية الدواء وأدوية السرطان وغيرها، واذا كان ثمن رئاسة الرابطة المارونية أو أي موقع سياسي آخر هو صحة الاطفال وصحة المرضى، فنحن نختار صحة المرضى وصحة الاطفال، وألف مرحبا على رئاسة رابطة أو أي موقع سياسي آخر».

اضاف: «اذا كانوا يفهمون رئاسة الرابطة أو أي موقع سياسي هي طأطأة رأس وانحناء ومقايضة بملفات أخرى، نحن نقول لهم انهم مخطئون. بالنسبة لنا، فان النضال السياسي والوصول الى أي موقع هو مقاومة حقيقية وانتصار للحق على الباطل».

واكد «ان نقابة الصيادلة ليست طرفا في الموضوع، والقضاء هو الذي يقرر من هو المذنب، الشركة أم الصيدلي في صيدلية المنصورية موضوع الشكوى. وكل ما قمنا له كنقابة هو تقديم اخبار من مجلس النقابة مجتمعا الى القضاء حتى يأخذ حكمه، وبالتالي الموضوع ليس عندنا».

وقال: «لو السيد المسيح، السلام لاسمه موجود، وهو نقيب للصيادلة بالتأكيد، لن يقبل قتل اولاده بالدواء.»

وختم سلّوم مؤتمره الصحافي قائلاً: «الذي يهمنا اليوم هو صحة الاطفال، وهذا الملف يجب ألا ينام، والا يواصل الأطفال اخذ منتجات مشكوك في صحتها ومشكوك في نوعيتها، واذا اقرت وزارة الصحة والقضاء أن هذه المنتوجات هي جيدة، نحن سنصدر تعميماً للصيدليات بإعادة استعمالها»، واكد «انا على مسافة واحدة من الجميع من اجل مصلحة اللبنانيين والصيادلة والاطفال والمرضى، وأعمل مع الجميع لمصلحتهم، ونحن على مسافة من كل الاطراف لتوحيد هذا الوطن واستعادة سيادته وكرامته».

الأكثر قراءة

الأميركيّون "الاسرائيليّون"... العرب الأميركيّون