اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الكلى عضوان حيويان على شكل حبة الفول يقعان أسفل الظهر على جانبي العمود الفقري. تتحمل الكلى مسؤولية تنقية الدم من الفضلات والمساعدة في تنظيم ضغط الدم وإنتاج الهرمونات التي تؤثر على وظائف الجسم المختلفة. وعند إصابة الكلى بالخلل، تتراوح تأثيرات ذلك ما بين خلل بسيط يمكن علاجه إلى فشل كلوي كامل يتطلب إجراء غسيل الكلى أو زرع كلية جديدة.

يعتبر مرض الكلى المزمن من أكثر الأمراض انتشارًا حول العالم، حيث يصيب ما يقارب 8% إلى 16% من سكان العالم. وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم في تزايد مستمر، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى شيوع عوامل الخطورة المرافقة له مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة.

وفي الوطن العربي، لا تختلف الإحصائيات كثيرًا عن المعدلات العالمية، إذ تُظهر الدراسات ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، لاسيما بين فئة كبار السن. ويعزى ذلك إلى عدة عوامل منها قلة الوعي بأهمية إجراء الفحوصات والكشف المبكر، بالإضافة إلى العادات الغذائية غير الصحية وارتفاع معدلات الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم.

إن من أخطر ما يميز أمراض الكلى هو صعوبة تشخيصها في مراحلها المبكرة، إذ لا تظهر عادة أي أعراض ملحوظة إلا بعد تفاقم الحالة. لذلك، يوصى بإجراء الفحوصات الروتينية خاصة للاشخاص الذين لديهم عوامل خطورة للإصابة بأمراض الكلى.

وفي هذا الصدد، يشير الدكتور ميخائيل يليسييف اختصاصي أمراض الكلى، إلى أن أمراض الكلى ترتبط بنمط حياة الشخص، لكونها أحد أنظمة التصفية الطبيعية في الجسم، لذلك تتأثر جدا عند تناول منتجات ضارة. ووفقا له، تشمل الأطعمة الضارة، الإفراط في تناول الأطعمة المالحة لأن الإكثار من الملح، يجبر الكلى على العمل بجهد أكبر لإزالة الصوديوم الزائد من الجسم. ويمكن أن يؤدي هذا إلى احتباس السوائل في الجسم، ونتيجة لذلك، إلى الوذمة وارتفاع ضغط الدم. والملح موجود بكثرة في المخللات والأطعمة المصنعة والوجبات السريعة.

ويقول: "المنتج الآخر الضار بالكلى هو الكحول. يزيل الجهاز البولي المواد السامة المرتبطة به من الجسم. ويزيد هذا بالطبع الحمل على الكلى. والأسيتالديهيد (منتج تحلل الإيثانول) ضار بشكل خاص للخلايا الأنبوبية الكلوية. ومع مرور الوقت، تتضرر هياكل الكلى، ويصبح الترشيح الكبيبي صعبا، ويتطور القصور الكلوي المزمن".

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإكثار من تناول اللحوم إلى مشكلات في الكلى لأن البروتينات الحيوانية أكثر صعوبة في الهضم، ما يعقد عملية إزالة النفايات. كما أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات الحيوانية يزيد من احتمال تكوين الحصى في الكلى. وبالإضافة إلى ذلك تحتوي اللحوم على كمية كبيرة من البيورينات التي تحفز إنتاج حمض البوليك.

ويقول: "كما هو معروف تعتبر منتجات الألبان من مصادر الكالسيوم. ولكن، عند الإفراط في تناولها، يظهر الكالسيوم بتركيزات عالية في البول، ما يزيد من احتمال تكون الحصى في الكلى". ويشير الاختصاصي، إلى الأضرار التي يمكن أن يسببها الإفراط في تناول أنواع الزيوت المختلفة، التي تعتبر مصدرا لكميات كبيرة من الكولسترول والدهون، على الكلى. يؤثر استخدام هذه الزيوت بكثرة مع مرور الوقت على عمل القلب والأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى تطور أمراض الكلى (تصلب الأوعية الدموية الكلوية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم).

ووفقا له، يجب ألا ننسى أن الموز والأفوكادو يحتويان على نسبة عالية من البوتاسيوم. لذلك فإن الإكثار منهما يسبب صعوبة في إزالته من الجسم، ما يؤدي بدوره إلى مشكلات في عمل الكلى وتشنجات عضلية ومشكلات في عمل القلب، مثل عدم انتظام النبض. 

الأكثر قراءة

الأميركيّون "الاسرائيليّون"... العرب الأميركيّون