اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع ارتفاع وتيرة التصعيد بين "إسرائيل" وحزب الله في لبنان، صعّدت طهران من تهديداتها، في حال شنت تل أبيب أي حرب في لبنان.

وصرّح قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، بأن جبهة المقاومة سترد على أي عدوان في المنطقة"، فيما حذرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، أنه في حالة وقوع هجوم "إسرائيلي" واسع النطاق على لبنان، فإن حرب الإبادة ستبدأ، وأن كل الخيارات قيد الدراسة، بما في ذلك الانخراط الكامل لكل جبهات المقاومة.

وأكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، كمال خرازي، أن إيران وجميع فصائل "محور المقاومة" سيدعمون حزب الله بكل الوسائل في حالة نشوب صراع مع "إسرائيل"، ونوه بأنه "إذا شنت "إسرائيل" هجوما واسع النطاق ضد حزب الله، فقد يؤدي ذلك إلى إثارة صراع إقليمي"، مشيرا إلى أن طهران لا تريد صراعا إقليميا، وتحث الولايات المتحدة على الضغط على "إسرائيل" لمنع المزيد من التصعيد.

وقال وزير الخارجية "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس إن الرسالة التي بعثت بها إيران فيما يتعلق بشن "حرب إبادة" في حالة تنفيذ إسرائيل عملاً عسكريا واسع النطاق في لبنان تجعلها تستحق التدمير، متوعدا بأن "تستخدم "إسرائيل" كل قوتها ضد جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران إذا لم تتوقف عن إطلاق النار على "إسرائيل" من لبنان وتبتعد عن الحدود".

وطرح البعض تساؤلات بشأن دلالات التهديدات الإيرانية، ومدى إمكانية أن تسهم في ردع "إسرائيل" من الدخول في حرب داخل لبنان.

موقف حقيقي

اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، لموقع سبوتينك أن التهديدات الإيرانية "لإسرائيل" هي تعبير عن حقيقة موقف طهران، وهو أمر طبيعي في ظل التهديدات العلنية من "إسرائيل" وأميركا باستهداف "حزب الله" بسبب مكانته في محور المقاومة، وعلاقته مع طهران، كما أن واشنطن والعالم الأطلسي شريك ل"إسرائيل" في الاعتداءات على غزة ولبنان وسوريا والعراق.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لا يوجد أي منطق يوجب على طهران عدم الإعلان عن موقفها المتضامن مع لبنان وحزب الله وفصائل المقاومة، لا سيما وأن أمريكا و"إسرائيل" تعتبران بأن استهدافهما للمقاومة هو استهداف لإيران، بغرض تقليص قدراتها ونفوذها والساحات والمساحات التي تتحالف مع إيران لتأمين الحماية المتبادلة.

ويرى عوض أن إيران جادة في تحذيرها، وإذا ذهبت الأمور إلى حرب عاصفة على الجبهة الشمالية، ستدخل الجبهة الشرقية في الجولان السوري، وسوف يكون البعد الجغرافي من الهضبة الإيرانية، وحتى بحر العرب وباب المندب والناقورة اللبنانية، أطراف لهذه الحرب.

وأوضح أن التحذيرات من اندلاع هذه الحرب تتركز في إمكانية أن تتجاوز كونها حربا إقليمية، بل قد تصل إلى حرب عالمية، معتبرًا أن إيران ملتزمة وجادة في تهديداتها، وسبق وأن اشتبكت مع "إسرائيل" بسبب الاعتداءات التي تمت على الأراضي السورية.

دعم عسكري

بدوره اعتبر أسامة وهبي، الناشط المدني اللبناني، أن التهديدات الإيرانية تشبه إلى حد بعيد "الإسرائيلية"، لكن الفارق أن إيران لن تشارك بشكل مباشر في أي حرب ضد "إسرائيل"، حيث تكتفي بالدعم اللوجستي والعسكري والمالي لفصائل تخوض حروبها مع "إسرائيل"، لكنها لا تدخل فيها مباشرة.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إيران تعمل على الاستفادة من هذه الحروب من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية ولتحصيل الكثير من النفوذ في مواجهة أميركا والدول الأخرى النافذة في المنطقة.

واضاف ان  طهران تدافع عن نفسها من تهديدات الغرب، بتوجيه ضربة عسكرية أو الهجوم على منشآتها عبر لبنان وسوريا واليمن وفلسطين، بدعمها للفصائل المقاومة هناك.

ويرى أن الحرب المباشرة ستكون بين حزب الله و"إسرائيل"، فيما تقف إيران من الخلف بالسلاح والإمدادات التي تضمن صمود حزب الله في مواجهة "إسرائيل"، لا سيما وأن "حزب الله" في القلب الحرب، وبات مرتبطا بما يحدث في قطاع غزة، وهناك مفاوضات قائمة مع المبعوث الأميركي لإعادة ترتيب قواعد اشتباك جديدة على أساس القرارات الدولية خاصة القرار رقم 1701.

وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن "إسرائيل" ستبدأ هجوما على لبنان في النصف الثاني من شهر تموز/ يوليو الجاري ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار.

وتتبادل "إسرائيل" وحزب الله القصف بشكل شبه يومي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، منذ بدء الحرب "الإسرائيلية" في قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على الجانبين.

إلا أن حدة التوترات تصاعدت مؤخرا إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات "إسرائيلية" من شن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.وتزيد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين "إسرائيل" وحزب الله، تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»