اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


علي ضاحي

يكتسب اللقاء، الذي اعلن عنه حزب الله يوم الجمعة الماضي، وجمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والأمين العام لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان الشيخ محمد طقوش، في حضور عضو المجلس السياسي للحزب ومسؤول ملف العلاقات الاسلامية الشيخ عبد المجيد عمار، أهمية كبيرة لجهة التوقيت اولاً، وفي ظل الحرب القائمة في الجنوب وجبهة الاسناد المشتركة لغزة، واستمرار العدوان الاسرائيلي عليها بعد عملية طوفان الاقصى. وثانياً لكونه تتويجاً لمسار حواري منذ 3 سنوات، ولعدد من اللقاءات التي عقدتها وتعقدها اللجنة المشتركة المؤلفة من الشيخ عمار عن حزب الله والشيخ وائل نجم المسؤول الاعلامي للجماعة الاسلامية عن "الجماعة".

وتكشف اوساط مطلعة على فحوى اللقاء بين السيد نصرالله وطقوش، انه يصب في مصلحة المقاومة لتعزيز مشاركة كل شرائح الامة، والتصدي للتحديات التي تواجه وحدة الامة، وخاصة تلك التي يقودها محور الشر المتمثل في اميركا و"اسرائيل"، ودعم الاخوة في فلسطين من خلال جبهة الاسناد في لبنان وكافة الساحات.

وتؤكد الاوساط انه تم التطرق ايضاً خلال اللقاء الى الوضع الداخلي، وتم التأكيد على العمل دائماً لتعزيز الوحدة، ومنع كل ما من شأنه بث الإثارات المذهبية والفتنوية، ومقاربة التطورات من خلال بوابة المقاومة ومصلحتها". وتشير الاوساط الى من الطبيعي ان هذا المسار سيأخذ طابعاً تنسيقياً دائماً في كافة المجالات.

بدوره، يكشف رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية علي أبو ياسين لـ"الديار"، ان اللقاء هو الاول بين امين عام "الجماعة" الشيخ محمد طقوش والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. ويكشف ايضا عن لقاء آخر حصل بين السيد نصرالله والامين العام السابق للجماعة عزام الايوبي منذ عامين، لكنه لم يعلن عنه وقتها.

ويشير الى ان اللقاء منذ ايام، هو تعزيز لمسار حواري ونقاشي بين الطرفين، وهو تتويج لعمل لجنة نجم - عمار، وهي تناقش في كل الملفات الخلافية وغير الخلافية، وتُقرّب وجهات النظر في العديد من الملفات، ومنها ملف المقاومة وتوسيع مروحة المشاركة اللبنانية فيها، وتوحيد البندقية في وجه العدو الصهيوني. ويلفت الى ان من الطبيعي ان تستكمل مفاعيل اللقاء عبر اللجنة المشتركة، وان تتعزز العلاقة بين الطرفين لتقريب وجهات النظر في الملفات التي لا تزال عالقة وخلافية.

وعن مشاركة "الجماعة" في العمل العسكري ضد العدو في الجبهة الجنوبية، يؤكد ان الاغتيالات وملاحقة العدو لكوادرها، لن تغير في توجهات "الجماعة" وقناعتها بالدفاع عن لبنان ومناصرة فلسطين وغزة، وهي تدرك حجم الثمن والتضحيات التي يمكن ان تبذل في قضية سامية ومقدسة كهذه. ويشير الى من الطبيعي ان يكون هناك تنسيق ميداني في العمل المقاوم والعسكري مع حزب الله، وهناك تكامل وتنسيق وفق طبيعة المعركة الكبيرة التي نخوضها سوياً.

ويؤكد ان الملفات الداخلية حضرت ايضاً في اللقاء مع السيد نصرالله، ومنها ملف رئاسة الجمهورية، وضرورة الحوار وتعزيز الشفافية في التعاطي الداخلي، ومكافحة الفساد ووقف التدهور، والترهل في مؤسسات الدولة.

وعن مقاربة "الجماعة" للعلاقة مع الدولة السورية ونظام الرئيس بشار الاسد، يؤكد ابو ياسين ان موقف "الجماعة" لا يزال على حاله وهو مختلف عن موقف "حماس"، التي لها رؤيتها وتقدر طبيعة علاقتها مع النظام، وهو ايضاً مختلف عن موقف حزب الله، ولا يزال التباين بيننا على حاله في الملف السوري.