عندما أعطى العالم كلّه الفرصة لـ"إسرائيل" للقضاء على حركة حماس، وغطّى جرائمها ومجازرها بحق الفلسطينيين في غزة الى درجة المشاركة فيها كما فعلت الولايات المتحدة الأميركية، كان ذلك على أساس أنها تستطيع تحقيق هدفهم جميعاً وتغيير الواقع، إلا أن ما حصل بعد تسعة أشهر من العدوان الصهيوني على غزة، لم يكن خارج توقعاتهم فقط وإنما وجدوا أنفسهم بمأزق، فبدل من إنهاء وجود الحركة باتت "إسرائيل" في أزمة وجود.
بدأ الإنقسام داخل الكيان يتوسّع، ووصل الرأي العام الى مرحلة الإستهزاء بمسؤوليه، وبلغ الشك لديه الى حد القول: "الجيش يقاتل من أجل الكيان أم من أجل بنيامين نتنياهو"!! خاصة وأن المستوطنين يسمعون بالإنتقال من مرحلة الى مرحلة وصولاً الى الثالثة، دون تحقيق أي هدف أعلنه نتنياهو من بداية الحرب، هذا عدا عن أن قوات الإحتياط أيضاً باتت مُستَنزَفة الى درجة أن البعض لم يعد يستطيع الإستمرار في الحرب.
وما يُساهم أكثر في تكريس هذا الواقع، ارتفاع نسبة الخطاب الغير عقلاني في الكيان حتى بات مسيطراً، بعد إصرار اليمين على إكمال الحرب ورفض أي إتفاق يؤدي الى وقف إطلاق النار، الى حد تهديد وزيريْ المالية و"الأمن القومي" بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بالإنسحاب من الحكومة بغض النظر إذا كانا لديهما الجرأة على تنفيذ هذه الخطوة، لكن هذا يزيد الضغط على نتنياهو خاصة أمام الأميركيين.
من الواضح أن العقدة الأساسية هي الموقف من وقف إطلاق النار، بحيث أن نتنياهو يريد أن يذهب الى التفاوض لكن لا يريد وقف الحرب، وحماس تريد أن تذهب الى التفاوض لكن تريد ضمانات أن المفاوضات ستؤدي الى إعلان وقف إطلاق نار في غزة، وحتى اللحظة غير متوفرة، لذا تُراوح المفاوضات مكانها إذا صحّ التعبير، وأكثر من ذلك فحتى الحديث عن المرحلة الثالثة حتى اللحظة غير واضح المعالم، فمن غير المعروف إذا ستكون بداية لوقف إطلاق النار، أم التصعيد واستكمال الحرب الى درجة توسيعها، أم اعتبارها مرحلة إنتقالية.
إذاً أمام هذا المشهد، لا يمكن إلا طرح سؤال الى أي مدى ممكن أن تحتمل الأمور بعد؟ خاصة وأن الأميركي حتى الآن لا يُمارس الضغط الحقيقي والفعلي على رئيس حكومة العدو، ما يعني الإستمرار بعدوانه، لكن هذا لا يعني أنه لديه القدرة على الإستمرار بنكران الواقع، أي أنه في مرحلة تضعه وتضع كيانه على مفترق طرق بين التصعيد وتخفيف حدة العمليات، بهدف التمهيد لقرار ما، تماماً كما مهّدت أوساط مقرّبة من نتنياهو بقولها إنه ليس هناك من إمكانية لدى "إسرائيل "للقضاء على حماس كفكرة...
يتم قراءة الآن
-
المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار
-
تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال
-
ليلة الضاحية "الاستثنائية": "إسرائيل" تُقرّ بعجزها أمام صواريخ المقاومة
-
عدم تفعيل منظومة "ثاد" يطرح التساؤلات هل استعاد حزب الله معادلة الردع؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:55
إطلاق نار كثيف في الضاحية الجنوبية لتنبيه السكان على الإخلاء فورا
-
09:31
صحيفة "الغارديان" البريطانية في تحقيق لها: "إسرائيل" استخدمت ذخيرة أميركية لاستهداف وقتل 3 صحافيين في هجوم في 25 تشرين الأول جنوبي لبنان
-
09:31
"الغارديان" عن خبراء قانونيين: قتل الصحافيين في هذه الغارة "الإسرائيلية" قد يشكل جريمة حرب
-
09:08
السفير "الإسرائيلي" لدى واشنطن: نحن قريبون جدا من التوصل لاتفاق مع لبنان وقد يحدث ذلك خلال أيام
-
09:07
الإسعاف "الإسرائيلي": مصاب في نهاريا جراء سقوط شظايا صاروخ
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت