اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في الآونة الأخيرة، شهد لبنان سلسلة من الحوادث التي تعكس التوتر المتزايد والعنف، الذي يتعرض له المحامون أثناء ممارسة مهنتهم النبيلة. تصاعدت حالات الاعتداءات الجسدية والتهديدات، مما يسلط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجه العدالة في البلاد.

ففي حادثة مؤلمة هزت الأوساط القانونية في لبنان، تعرض المحامي علي فقيه لاعتداء وحشي أثناء وجوده في منطقة صور، ليصبح ضحية لما يبدو أنه تصفية حسابات شخصية. كانت تلك اللحظات القاسية في المقهى، لحظة فاصلة في حياة المحامي، الذي كان يعيش هدوءاً بعد إنهاء نزاع سابق بينه وبين المعتدي مصطفى الرشيد من منطقة مجدل الزوم. ما الذي دفع هذا الهجوم المفاجئ؟ ولماذا تحول الخلاف القانوني إلى اعتداء دموي؟

كشف المحامي علي فقيه لـ  "الديار" عن تفاصيل الاعتداء الوحشي، الذي تعرض له من قبل مصطفى الرشيد وخمسة أشخاص آخرين في منطقة صور، فيقول: "لقد فوجئت بالهجوم، لم أكن أتوقع أن ينتهي الأمر بهذه الطريقة."

واشار الى أن هناك دعوى سابقة كانت بينهم، وكان هو وكيلاً للمدعى عليه. وأكد أنه بعد مشكلة بين الرشيد وموكله، تم حل القضية وحصلوا على إسقاط في الملف، وانتهى النزاع دون أي تواصل آخر، خاصة بعد توقيع الإسقاطات لدى الكاتب العدل.

لكن المفاجأة جاءت يوم الخميس، عندما كان فقيه جالساً في مقهى بسنتر الساحلي في منطقة صور، قائلاً: "كنت أجلس بسلام عندما انهالوا عليّ بالضرب بشكل مفاجئ. حاول الموجودون التدخل، لكنهم كانوا مسلحين، ومنعوا أي شخص من الاقتراب. وسط الاعتداء، صرخ المعتدي قائلاً: "أريد أن أخلص عليك! "

فنُقل فقيه إلى المستشفى وهو يعاني من تكسير أربعة أضلع وكسر تحت العين وكسر في الأنف. ورغم محاولات الوساطة لحل الخلاف، خاصة من والد المعتدي، رفض فقيه الصلح تماماً، لأنه "لا يوجد سبب مقنع لهذا الاعتداء، والكرامة الإنسانية لا يمكن التنازل عنها، وقال: "رفضت أي صلح حتى أعرف السبب وراء هذا التعدي، وطالبت والد المعتدي بتسليمهم للقضاء."

وأشار فقيه إلى أن النيابة العامة تحركت بسرعة، وأصدرت بلاغات بحث وتحر للقبض على المعتدين. وأوضح أن الملف حالياً في عهدة مساعد قائد المفرزة القضائية في الجنوب النقيب حسن حمية وهو من يتولى متابعة التحقيق، كما ان نقابة المحامين قدمت ادعاءً رسمياً ضد المعتدين. وختم: "هذا الاعتداء ليس فقط هجوماً عليّ، بل هو اعتداء على العدالة والقانون، يجب أن يحاسَب المعتدون لضمان حماية كل محامٍ ومواطن في هذا البلد."

بوحمدان لـ "الديار": تعرّضتُ

 لهجوم من زوج موكلتي

ومنذ فترة انتشرت حادثة أخرى مروعة، حيث انتشر مقطع "فيديو" يظهر المحامية سوزي بو حمدان تتعرض للضرب والسحل بطريقة همجية، أمام أعين الجميع في منطقة الشياح جنوب بيروت. وكشفت بوحمدان لـ "الديار" عن قصة صادمة تكشف عن مأساة العنف الأسري وتجاهل العدالة في لبنان، حيث كانت تدافع عن امرأة تعاني من تعنيف زوجها مهدي الموسوي بسبب قضية حضانة، وتعرضت للهجوم البشع من زوج موكلتها ووالده.

وروت أن الموسوي ووالده هدداها أثناء وجودها أمام المحكمة، وعندما لجأت إلى القوى الأمنية لطلب الحماية، كان الرد صادماً: "لا تخافي، ما بيتجرأ ع محامية... نزلي وإذا صار شيء، دقي على المحكمة". في طريق عودتها، تعرضت لهجوم عنيف وسرقة ملف قانوني كان بيدها، وحتى عندما حاولت العودة إلى داخل المحكمة، تعرضت للضرب مرة أخرى على درج المحكمة.

صرخة من أجل العدالة

هذان الحادثان يسلطان الضوء على الواقع المرير الذي يعيشه المحامون في لبنان، حيث يتعرضون للتهديد والاعتداء أثناء ممارستهم لمهنتهم. فتعكس هذه القصص العنف المتزايد والتجاهل الصارخ للعدالة، مما يتطلب تحركاً فورياً من السلطات لحماية المحامين وضمان سلامتهم. كما أن استنكار نقابة المحامين ودعمها للمعتدى عليهم ، يشكل رسالة واضحة بأن العنف لن يمر دون محاسبة، وأن العدالة يجب أن تسود في وجه كل التحديات.

إن هذه الاعتداءات ليست مجرد حوادث فردية، بل هي انعكاس لمشكلة أعمق تتطلب الوقوف ضد العنف ودعم العدالة والكرامة الإنسانية.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت