اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ انطلاق الحفريات في تلة عرقة الاثرية في اوائل سبعينيات القرن الماضي، على ايدي البعثة الفرنسية التي منحت عقدا لمئة عام للحفريات، وتظهير القلعة الشهيرة على المتوسط، بل الموقع الاثري الاهم في المشرق العربي الذي يختزن ثمانية آلاف عام من تاريخ البشرية، والذي شهد مولد اهم امبراطور روماني الكسندرس سيفيروس، فمنذ ذلك الوقت وابناء عكار ينتظرون ولادة متحف يضم المكتشفات الثمينة والفريدة من نوعها...

حلم المتحف لا يزال يراود ابناء عكار، وارتفع منسوب الامل بتأسيس المتحف، حين اعلن وزير الثقافة منذ ايام قليلة عن تشكيل لجنة لتأسيس متحف وطني في برج السباع في الميناء، فمتى يأتي دور عكار؟ واين اصوات النواب حيال هذا المشروع المطروح منذ سنين طويلة...

مكتشفات عرقة واللقى الاثرية التي عثرت عليها البعثة الفرنسية خلال عمليات التنقيب، اغلبيتها واهمها اصبح في باريس، والبعض منها نقل الى متحف بيروت، وآثار اخرى عديدة توزعت في قصور و"فيلات" عكارية وشمالية عديدة دون رقيب او حسيب...

فمتى يعلن عن تأسيس متحف عكار الوطني، الذي كان مقررا ان يكون موقعه في تلة عرقة، حيث عمليات التنقيب التي توقفت منذ وفاة رئيس البعثة الفرنسية البروفسور جان بول تالمان العام 2017؟

التساؤلات اليوم هي برسم وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى صاحب القرارات الجريئة، ولكن يبدو ان نواب المنطقة اغفلوا هذا الملف المهم الذي ينعش القطاع السياحي في عكار ويضعها على الخارطة السياحية الاثرية، لا سيما وان المنطقة تختزن مئات المواقع الاثرية والتاريخية التي تحتاج الى اهتمام بالغ جدي...

واذ تخلو عكار من متحف وطني جامع، الا ان بعض ابنائها عمدوا على تأسيس متاحف صغيرة كهواية فردية من مواطنين مهووسين بالآثار وبالتراث العكاري، على غرار مختار بلدة عيدمون الحاج محمد خضر الحاج الذي خصص زاوية في منزله لمتحف مصغر يحتضن الكثير من التراثيات والآثار، جمعها على مدار اكثر من 52 عاما، وارثا عن والده العاشق للتراث والآثار، وجمع في منزله اكثر من الفي قطعة اثرية وتراثية وادوات برونزية ونحاسية وادوات قروية قديمة كاجران الكبة والجاروش والمحراث، والسجاد العيدموني المطرز باليد والتي اشتهرت عيدمون به، عدا عن الجناح المخصص للبنادق الاثرية العائدة الى حقبات تاريخية عديدة، والسيوف والرماح، والمسابح وغيرها...

متحف المختار ابو خضر محمد الحاج، يشكل بحد ذاته نموذجا عن ارادة العكاري وهاجسه بتاريخ وتراث منطقته، ويمكن اعتباره نموذجا فريدا من نوعه، يقتضي من الدولة اللبنانية الالتفات اليه ودعمه، لتظهير تراث المنطقة والاقتداء به لتأسيس متحف عكاري وطني يضم مكتشفات عكار، وعلى غرار المتحف الصغير الذي انشيء في بلدة منجز العكارية الرابضة على كتف النهر الكبير، والذي ضم بعض مكتشفات اثرية عثر عليها في مواقع اثرية في منجز كالمعبد الروماني وغيره من المواقع الاثرية.

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!