اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


"اليوم نُحيي ذكرى كربلاء ونحن في كربلاء"... هكذا وصف أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حقيقة وأهمية المعركة الحالية بوجه الصهاينة، إنطلاقاً من غزة الى كل جبهات محور المقاومة وصولاً الى جنوب لبنان، حيث يُقاتل مجاهدو المقاومة الإسلامية في معركة الحق الجلي الذي لا شبهة فيه ولا غبار عليه...

ميزة هذه المعركة وضوح الحق فيها، وميزة فتح جبهة الجنوب تحمّل المسؤولية في مناصرته، في وقت تخلّى كثيرون عن مسؤولياتهم ليس فقط في مناصرة الحق وإنما في الوقوف الى جانب الباطل، لكن دائماً وفي كل معركة تُثبِت المقاومة في لبنان أنها تختار المكان والموقف الصحيح، وتكون حيث لا يجرؤ الآخرون، وتتحمّل مع بيئتها الهجوم والحملات التحريضية والإتهامات، ويتأكد فيما بعد صوابية خيارها، حيث انها لم تخوض يوماً معركة مع "إسرائيل" إلا وانتصرت فيها على مدى اثنين وأربعين عاماً.

بعد ٧٦ عاماً من وجود الكيان الصهيوني، وبعد كل هذا الإجرام الذي ارتكبه، وكل التجارب الفاشلة في التطبيع والسلام معه من قِبل بعض دول المنطقة التي لم تَسلم من مخططاته، لا زال البعض في لبنان مقتنعاً أن هناك إمكانية للتفاوض مع العدو الإسرائيلي أو التعايش معه، إن كان بتطبيع أو سلام على وقع حرب الإبادة في غزة والمشاهد الدامية التي حرّكت الرأي العام العالمي بوجه "إسرائيل"، ويبدو أنه لم يرف لهم جفن عليها على بُعد مسافة قليلة منها إن كان خارج الحدود أم داخلها.

على ما يبدو أنه أصبح هناك حاجة الى إعادة دراسة تاريخ "إسرائيل" وتجاه لبنان بالتحديد، لمعرفة أهمية هذا الخطر الذي لن ينتهي إلا بزوال هذا الكيان، وحتى أن هناك صعوبة ببناء دولة حقيقية و"إسرائيل" موجودة. فهذا الكيان هو النقيض الأساسي للبنان، فطالما "إسرائيل" موجودة لبنان لن يرتاح، واقع لا يعترف به البعض وحقيقة لم يرَها البعض، إما عن قصر نظر وتفكير محدود أم لارتباطهم بمشاريع ومحاور خارجية تدفعهم باتجاه إنكار هذه الحقيقة..

إذاً... مقابل الخطر الكبير الذي تُشكِّله "إسرائيل"، هناك وعي كبير في مواجهتها لم يَظهر على هذا الشكل يوماً بنطاقه الواسع، وعلى بشاعة ما تقوم به "تل أبيب" هناك مشهد نقيض له تماماً تُقدِّمه المقاومة في لبنان، حيث تقوم بأهم معركة أخلاقية وإنسانية في التاريخ، وكأنها تحصد ما زرعته على مدى ٤٢ عاماً، بخلفية تاريخية معروفة وامتداد لثورة الإمام الحسين(ع) التي تُحيي ذكراها في هذه الأيام قولاً وفعلاً بمناصرتها للحق ونُصرتها للمظلوم، فخيار المقاومة منذ البدايات وعملها كل هذه السنوات، نجح في نقل "إسرائيل" من زمن الهيمنة الى زمن الخيبة وأوصلها الى بداية مرحلة نهايتها...

الأكثر قراءة

دمشق بين الجيش التركي والجيش "الإسرائيلي"