اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، والقى عظةً قال فيها: "لا يمكن فصل حياتنا عن إلهامات الروح وتوجيهاته. فما أجمل أن نلتمس باستمرار أنوار الروح قبل أيّ عمل أو موقف: "هلّم أيّها الروح القدس، واملأ باطن قلوب مؤمنيك". فتأتي أعمالنا ومواقفنا شاهدة للحقيقة والمحبّة التي يملأنا بها المسيح الربّ: فكلام الإنجيل يملأ عقولنا من الحقيقة، وتناول جسد الربّ ودمه في القربان يغذّي قلوبنا بالمحبّة. على أساس الحقيقة والمحبّة تُبنى الجماعة العائليّة والكنسيّة والإجتماعيّة والوطنيّة".

واشار الى الازمات التي يعيشها المواطنون، وقال: "زارنا في مطلع هذا الأسبوع وفد من الأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانيّة، وكلّمونا عن مشكلة التعاقد وتداعياتها على أوضاعهم المعيشيّة في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها الأساتذة كما سائر اللبنانيّين. وأجرينا اتصّالًا بوزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، فأكّد لنا أنّه يدرس طلبات التفرّغ، مع أمل إنهائه وطرحه على مجلس الوزراء في القريب العاجل. كما زارنا وفد من الأجراء المتقاعدين في القطاع العام والمصالح المستقلّة، يتألّف من نقيب المصالح المستقلّة في الإتحاد العمّالي، ومن ممثّل عن كهرباء لبنان، وممثّل عن الضمان الإجتماعيّ، وممثّل عن تجمّع الأجراء المتقاعدين، وممثّل عن وزارة الشؤون الإجتماعيّة. وقد شرحوا لنا مطالبهم، وأهمّها الإسراع في دراسة مجلس النوّاب لأربعة مشاريع قدّمها النوّاب طوني فرنجيّة، وفيصل كرامي، وشربل مسعد، وفراس حمدان، وبخاصّة الإستفادة من المعاش التقاعديّ أسوةً بالقطاع العام".

اضاف: "كما زارنا وفد من العسكريّين المتقاعدين من الأسلاك العسكريّة كافّة وشرحوا لنا معاناتهم في رتبتي مؤهّل أوّل ومؤهّل على التقاعد. فمع إحترامهم ومحبّتهم لمؤسّساتهم العسكريّة، الملاذ الآمن للوطن والمواطن، وقد ضحّوا في سبيلها بزهرة شبابهم، يعتبرون ذواتهم مظلومين. فحقوقهم مضمونة في القانون، المرسوم 1595 صادر في 25/4/1984 وحكم صادر عن مجلس شورى الدولة، ومذكّرة صادرة عن رئاسة الحكومة، وحكم آخر رقم 234/2016-2017، صادر بتاريخ 15/12/2016 يعلن لهم الإستفادة من تعويضات صفائح البنزين، وقرارات أخرى صادرة عن مجلس شورى الدولة. فلا يجوز عدم تنفيذ قرارات هذا المجلس، وإلّا ما الحاجة إليه".

وتابع: "إنّ إنجيل اليوم الذي يعلن الهويّة المسيحيّة والرسالة موجّه إلى كلّ مؤمن ومؤمنة، بل إلى كلّ إنسان. فالروح القدس يعمل في كلّ واحد منّا، وبخاصّة في الذين يتعاطون الشأن السياسيّ العام، من أجل حسن بنيان الجماعة الوطنيّة، القائمة على التنوّع في الوحدة. فلو كان المسؤولون السياسيّون عندنا يصغون لإلهامات الروح القدس، ولمعنى وجودهم، ولأهميّة هويّتهم ورسالتهم، لبدّلوا نهجهم وتعاطيهم الشأن الوطنيّ العام، ولسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، حفاظًا على حسن سير المجلس النيابي لكي يستعيد دوره كهيئة تشريعيّة، ومجلس الوزراء، لكي يستعيد صلاحياته الدستوريّة كاملة، ولكانوا تحمّلوا مسؤوليّاتهم تجاه شعبنا الفقير والمحروم من أبسط حقوقه الأساسيّة في المأكل والعمل والغذاء وتأسيس عائلة مكتفية، ولقاموا بالإصلاحات اللازمة لكي ينهض الإقتصاد، ويتوقّف نزيف الهجرة".

وختم الراعي: "فلنصلِّ، إلى الله كي يستجيب دعاءنا وصلوات شعبنا، ويحقّق أمنياتنا ".

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة