اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


من الطروحات التي يتمنى رئيس وزراء العدو ينيامين نتانياهو تحققها، هو أن ينتقل بالحرب الى المرحلة الثالثة في غزة، مع صفقة تبادل تُعيد المدنيين وتحرره من ضغط شارعهم، ولا تُنهي الحرب، وأن يطبق المرحلة الثالثة نفسها في لبنان مع تخفيف لحدة المواجهات العسكرية، بانتظار الانتخابات الاميركية الرئاسية والتي يتمنى من خلالها نتانياهو خروج الديمقراطيين، محاوري إيران، من السلطة ووصول الجمهوريين الذين يتبنون موقفاً شديداً مع إيران وملفاتها النووية والصاروخية ودورها في المنطقة.

لا يُبالي نتانياهو بمصلحة أميركا من الصراع مع روسيا، ولا يهتم إذا كان وصول ترامب الى البيت الأبيض سيعني انتهاء الدعم الأميركي لأوكرانيا، ما يؤدي الى استسلامها أمام المطالب الروسية، بل كل ما يعنيه هو نظرة ترامب الى إيران، فالرجل يعتقد أن وصول ترامب الى الرئاسة سيُعيد الصراع مع إيران الى الواجهة، ما يُبقي المنطقة في حالة متفاوتة من الحرب.

قدّم نتانياهو لمحة الى المجتمع الدولي والمحلي، ولمحور المقاومة، حول ماهية المرحلة الثالثة من الحرب والتي يطمح بالإنتقال إليها، فعملية استهداف المواصي هي المصداق لما يُريد نتانياهو الإقدام عليه، تقول مصادر متابعة، مشيرة الى أن المرحلة الثالثة من الحرب والتي يفترض أن تشهد تخفيضاً لحجم العمليات العسكرية، ستشهد عمليات أمنية كبيرة مثل التي حصلت في المواصي، كون "الاسرائيلي" اعتبر المجزرة عملية امنية تستهدف اغتيال محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام، وهو لا يطمح لشيء أكثر من طموحه لتحقيق إنجاز ما في الحرب على غزة.

هذه المجزرة تشكل بحسب المصادر رداً كاملاً متكاملا على ما كان سأله رئيس المجلس النيابي نبيه بري للمبعوث الاميركي أموس هوكشتاين، عندما زار لبنان مستطلعاً موقف المقاومة من احتمال انتقال "اسرائيل" الى المرحلة الثالثة من الحرب، يومها سأل بري هوكشتاين عن تفاصيل المرحلة الثالثة وماذا تعني وما الذي تتضمنه، فلم يكن الموفد الاميركي حاملاً للإجابة، ولكن اليوم الإجابة باتت واضحة، فالمرحلة الثالثة ما هي الا استمرار للحرب ومحاولة للتذاكي على الفلسطينيين وكل قوى المقاومة في المنطقة.

وتؤكد المصادر أن قوى المقاومة باتت تعلم أن الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب، لا يعني سوى المزيد من القتل والتدمير والإبادة، ولا يمكن التعامل معها سوى على انها تشكل حرباً متكاملة ومستمرة، وقد تستوجب تصعيداً حتى.

هذه المرحلة الثالثة التي يطمح إليها نتانياهو تشكل له الحل الأمثل للهروب من كل الضغوط الداخلية التي يقوم بها اليمين المتطرف، والذي يقول وزراؤه أنهم يفضلون خسارة مستقبلهم السياسي على التوقيع على صفقة تبادل تنهي الحرب، والضغوط الخارجية التي يقوم بها جو بايدن والتي تتضاءل كلما اقتربنا من مرحلة الانتخابات الرئاسية في أميركا، فكلما تصاعدت حظوظ ترامب كلما زاد تمسك نتانياهو باستمرار الحرب.

لا يُريد نتانياهو نهاية الحرب، تقول المصادر، مشيرة الى أن كل ما يُشاع عن خلافات "اسرائيلية" داخلية بوجهات النظر حول تفاصيل صفقة التبادل، او عودة نازحي شمال غزة الى منازلهم، وغيرها من التفاصيل، هو ذرّ للرماد في العيون، فالحقيقة الواضحة والتي لا تقبل الجدل هي أن نتانياهو يسعى لخلق مشاكل وهمية، تؤدي الى نجاحه بالوصول للهدف الأساسي وهو استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة، وهذا ما بدأت تتلمسه حماس بشكل فعلي خلال جولة المفاوضات التي تُقام اليوم.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين