اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا جديد على صعيد استمرار العقم السياسي الداخلي في البلاد، النقاش حول الاستحقاق الرئاسي لزوم ما لا يلزم، وملء لفراغ يتمدد دون افق واضح. وبينما تواصل المعارضة «الصراخ» غير المجدي للتشويش على دور حزب الله المحوري في حماية لبنان ودعم غزة، تتناقض المعطيات الميدانية التي تشير الى وجود عجز لوجستي جدي لدى قوات الاحتلال في الدخول في مغامرة حرب شاملة جديدة ضد لبنان، وصفتها صحيفة «اشنطن بوست» الاميركية «بالفخ» الاستراتيجي لـ «اسرائيل».

وبين اصرار بعض السفارات في بيروت على اشاعة اجواء من التوتر من خلال الاصرار على وجود ما تبيته «اسرائيل» للبنان، واذا كان سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان الكسندر روداكوف قد عبّر لرئيس مجلس النواب نبيه بري بالامس، عن قلق جدي لدى بلاده من احتمالات التصعيد، علمت «الديار» ان السفارة الاميركية في  عوكر اتخذت اجراءات لوجستية ترقبا لتطورات دراماتيكية، ووسعت من نشاطها العملاني من خلال الاتصال ببعض الرعايا الاميركيين المضطرين الى البقاء في لبنان اذا اندلعت الحرب، بسبب طبيعة وظيفتهم، وبعد الاطلاع على احتياجاتهم تم تأمينها بسرعة، اضافة الى توزيع حصص غذائية تضمنت بشكل رئيسي «المعلبات»!

هذا كله على وقع احاطة قدمها قبل ساعات وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس امام عدد من السفراء الغربيين، الذين خرجوا بعدها بانطباع ان الحرب واقعة لا محالة، وهي ستكون الترجمة العملية لمقولة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو قبل ايام، بانه سيغير الواقع في الشمال للاجيال القادمة، وهي عبارة استخدمها قبل البدء بحرب الابادة في غزة. فيما قال  المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري امس» لدينا مهمة واضحة في الشمال، وهي إبعاد حزب الله عن السياج الحدودي».

  وضع مثير للقلق

وقد وصفت مصادر ديبلوماسية عربية المرحلة الحالية بانها حالة من «اللايقين»، حيال ما يمكن ان تتطور اليه الامور والاحداث، خصوصا ان التعقيدات الاقليمية والدولية مثيرة للقلق، ولا يمكن التنبؤ بمسارها على الرغم من ان المعطيات الميدانية لا توحي بوجود تحضيرات لدى قوات الاحتلال لحرب واسعة قريبة، لكن تبقى كل الاحتمالات واردة في ظل كل هذه الفوضى في المنطقة، ولهذا لا يجب ان ينام لبنان على «حرير» ، وانما الاستعداد دائما للاسوأ، بانتظار ما ستؤول اليه الامور في الحرب على غزة.

الارقام الصادمة؟

وفيما لا تترك المقاومة اي امر للصدفة، وتؤكد مصادرها انها على جهوزية تامة لمواجهة اي حسابات خاطئة من قبل العدو، اقر جيش العدو بالامس للمرة الاولى بوجود نقص كبير في الدبابات نتيجة استهدافها في قطاع غزة، وكذلك نقص في الذخيرة.

ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤول عسكري كبير قوله انه «لا توجد خطة لسد هذا النقص حتى الآن، ولا عدد كاف لاستكمال الحرب او الدخول في حرب جديدة.

لكن الارقام الصادمة كشف عنها زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد، الذي كشف عن ارقام رسمية تفيد بان 9250 جريحا بين ضابط وجندي سقطوا في الحرب على جبهتي غزة والشمال، ولفت الى ان 650 اصيبوا بالشلل التام و200 بالعمى الكامل، و3000 جندي وضابط باتوا مبتوري الاطراف ، لافتا الى انه عمليا خرج 10 آلاف جندي وضابط من الخدمة.

تعثر المفاوضات

هذه المخاوف على الحدود اللبنانية تترافق مع «تعثر» محادثات التهدئة، التي انطلقت منتصف الأسبوع الماضي في غزة. ووفقا لمصادر مطلعة، فهي لا تسير وفق ما كان يأمل الوسطاء، وقد تعقدت الأوضاع والملفات بعض الشيء بسبب التعنت الاسرائيلي.

ولهذا فان الاتصالات الأخيرة التي قام بها الوسطاء لم تحقق النتائج المرجوة، بسبب تهرب «إسرائيل» من التقيد بأي التزام بوقف الحرب، حتى بعد تبديل كلمة انتهاء الحرب، أو كلمة «ضمان» انتهاء الحرب، بكلمة بذل الوسطاء الجهد لإنهائها بعد نجاح المرحلة الأولى. وبحسب المعلومات، فإن رفض انتهاء الحرب ولاءات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ظهرت في ردود الوفد الإسرائيلي الأخيرة، خلال محادثات أجروها مع الوسطاء في القاهرة والدوحة.

العودة الى «المربع الاول»

وكانت حركة حماس تنتظر أن تحصل نهاية الأسبوع الماضي، على ردّ من الإسرائيلي ينقل إليها عبر الوسطاء، حيث كان من المفترض أن يصل هذا الرد بعد عقد الوفود الإسرائيلية لقاءات مطولة في القاهرة والدوحة، وهو ما لم يحصل. وكان من المفترض، حسب الترتيبات السابقة، أن يجري البدء بمناقشة الترتيبات الفنية لإنجاز الشق الأول من اتفاق التهدئة هذا الأسبوع، وهو امر لم يحصل، بعد أن أعادت حكومة الاحتلال الأوضاع إلى المربع الأول.

  الجيش الإسرائيلي مُنهك

وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة « واشنطن بوست» الاميركية تقريرا لفتت فيه الى  ان الجيش الإسرائيلي متعب  ومنهك في غزة، ونضبت موارده بسبب الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر، وينظر قادته بخوف من تبادل التهديدات بين «إسرائيل» وحزب الله، واصفة اي حرب شاملة مع لبنان بانها ستكون «فخا» للجيش الاسرائيلي.

مخاوف الجنود والضباط

واشارت الصحيفة الى ان التصريحات المتبجحة من قبل المسؤولين الاسرائيليين تثير مخاوف بين الجنود الإسرائيليين من حرب جديدة، على الرغم من أن الجيش مستنزف ومنهك، وقالت ان الحرب لم تؤد إلى تدمير حماس، ولم يقدم بعد نتنياهو المحاصر سياسيا أي استراتيجية للخروج من هناك. واكدت «واشنطن بوست» أنه في لبنان ستواجه «إسرائيل» عدوا أكبر ومجهزا بأسلحة أقوى، مما دفع الخبراء الى التحذير من مستنقع عسكري أعمق.

عدم الجهوزية للحرب

وبحسب الصحيفة، يرسم المخططون العسكريون الإسرائيليون خططا للهجوم على لبنان منذ عدة أشهر، لكنها تنقل عن غايل تيلشير، الباحثة السياسية في الجامعة العبرية في «تل أبيب» تأكيدها  أن نتنياهو، الذي تفاخر مرة بقدرته على منع الحروب، يعرف بأن الإسرائيليين ليسوا جاهزين لآلاف الصواريخ على «تل أبيب». واشارت الى انه يعزل نفسه بدلا من التفكير جديا واتخاذ القرارات المهمة، في محاولة منه لشراء الوقت، ويحيط نفسه بالموالين الذين لا خبرة عسكرية لديهم

الحرب «الفخ»

ونقلت الصحيفة الاميركية عن رئيس المجلس المحلي موشيه دافيدوش، إن مئات البيوت دمرت في شمال «إسرائيل» ، وهي صورة صغيرة عما يمكن لحزب الله التسبب به من أضرار حالة حرب شاملة، والمتوقع أنها ستؤدي إلى قطع التيار الكهربائي، ووابل من المقذوفات والصواريخ، وحرب برية واسعة ضد مقاتلين على معرفة بتضاريس المنطقة.

وامام هذه المعطيات، خلصت «واشنطن بوست» الى القول «إن غزو لبنان قد يكون مصيدة او فخا، وجر «إسرائيل» إلى حرب مكلفة وبدون نهاية» .

«مسيرات» جديدة على الجبهة؟

في هذا الوقت، كشفت وسائل اعلام «اسرائيلية» عما اسمته سلاحا جديدا ادخله حزب الله الى ساحة المواجهات، وهو عبارة عن مُسيّرة كهربائية تعجز عنها الرادارات، وتُثير القلق لدى الجيش الاسرائيلي. ووفقا لمعلومات «قناة كان» العبرية، فإن مسيرات حزب الله الجديدة تعمل بالكهرباء، مما يجعلها صامتة جداً وغير مسموعة من الأرض. وأوضحت القناة أن حزب الله أطلق هذه المسيرات يوم الخميس الماضي، مما أدى إلى مقتل الرائد احتياط في «لواء ألون» فاليري شيفونوف (33 عاماً).

ووفقا للمعلومات ايضا، فان المُسيّرات الجديدة مزودة بمحرك كهربائي، وتتمتّع بمدى طيران يصل إلى 19 كيلومتراً، وقادرة على حمل ذخائر بوزن 10 كيلوغرامات من المواد المتفجرة.

حيفا متروكة !

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن رئيس بلدية حيفا يونا ياهف، تأكيده انه يجهز المدينة لاحتمال اندلاع حرب واسعة في جبهة الشمال مع حزب الله. لكنه لفت الى انه لا يستطيع التحدث باسم الشمال ولا يعرف حقاً ما يحدث هناك. وقال منتقدا الحكومة الاسرائيلية: لا أحد يطلعني على الوضع، كما لو أننا لسنا أكبر وأهم مدينة في الشمال، نحن لا نطلع على ما يحدث في الشمال.

وأضاف: ستأتي قيادة الجبهة الداخلية لرؤيتنا اليوم، إنها المرة الأولى التي تأتي فيها لرؤيتنا، سنرى ما لديها لقوله لنا، لكننا نفعل كل شيء حتى تكون المدينة نفسها داخل حدود المدينة، والمستوطنون آمنون ويعرفون ما يجب فعله في حال سقوط صواريخ علينا، وهي صواريخ أكثر دقة مما كانت عليه في عام 2006.

  المواجهات جنوبا

ميدانيا، استهدف حزب الله تجمعاً لجنود الاحتلال في محيط ثكنة «برانيت» بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابه إصابة مباشرة، كما استهدف التجهيزات التجسسية في موقع «‏الراهب» بالصواريخ الموجهة. وأطلق عدداً من الصواريخ على «كريات شمونة».

 وقد استهدفت غارة اسرائيلية محيط بركة ميس الجبل، وشن الطيران غارتين على بلدة مروحين الحدودية في القطاع الغربي. ومساء، شنت الطائرات الحربية غارة على بلدة كفركلا، وغارتين على مدينة بنت جبيل.

غارة على الحدود السورية

وقد استهدفت غارات قوات الاحتلال مجددا الحدود اللبنانية - السورية، وقد استشهد رجل الأعمال السوري براء قاطرجي مع مرافقه جراء غارة «اسرائيلية» استهدفت سيارته في منطقة الصبورة في ريف دمشق. ووفقا للمعلومات، فان القاطرجي رجل أعمال مقرب من الرئيس الأسد، ومسؤول عن تمويل فصيل المقاومة السورية لتحرير الجولان، التي تتولى تنفيذ عمليات ضد «اسرائيل» من جنوب سوريا.

المانيا والعداء للمقاومة

في هذا الوقت، تواصل السلطات الالمانية ترجمة مواقفها المعادية للمقاومة والداعمة لـ «اسرائيل»، والجديد الاعلان عن توقيف لبناني بتهمة الانتماء الى حزب الله، واتهامه بمحاولة «توفير مكوّنات لصنع مسيّرات» يُعتقد أنها معدَّة للاستخدام في هجمات على «إسرائيل». وأوضحت النيابة العامة الألمانية في بيان أن المواطن اللبناني الذي عرَّفت عنه باسم فاضل ز.، أوقِف يوم الاحد في سالتسغيتر بشمال البلاد. وبحسب الادعاء العام الألماني، فإن فاضل ينتمي الى الحزب منذ عام 2016 على الأكثر، ويقوم بشراء مكونات لبناء طائرات عسكرية بدون طيار، وبخاصة المحركات، في ألمانيا منذ عام 2024. وكان من المقرر تصديرها إلى لبنان واستخدامها هناك في هجمات «إرهابية» على «إسرائيل».

الشلل السياسي

رئاسيا، لا حركة لافتة، وملء الفراغ يحصل عبر مبادرة المعارضة، التي يبدو انها غير قادرة على فتح «كوة» في الجدار. ووفقا للمعلومات، فان ثمة لقاءات يفترض ان تجمع المعارضة وكلا من نواب حزب الله وحركة «امل» نهاية هذا الاسبوع . وقد التقى وفد نواب المعارضة المؤلف من غسان حاصباني، ميشال الدويهي، اشرف ريفي وبلال الحشيمي، في مكتبة مجلس النواب امس، مع وفد من كتلة» التوافق الوطني» ضم النائبين حسن مراد ومحمد يحيى، وجرى البحث في المبادرة التي اطلقها نواب المعارضة بشأن الاستحقاق الرئاسي.

من جهتها، لفتت «القوات اللبنانية» الى ان المعارضة تقدمّت باقتراحين للحوار من دون المس بالدستور، وما على الممانعة سوى ان تختار المقاربة التي تريدها من هاتين المقاربتين.

اللائحة الرمادية؟

اقتصاديا، ابلغ حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري رئيس مجلس النواب نبيه بري ان زيارته الى العاصمة الأميركية كانت إيجابية، وقد تُبعِد عن لبنان كأس اللائحة الرمادية، في حين سمع الكثير من اللوم على الحكومة اللبنانية التي لم تحرّك ساكناً لتجنيب إدراج البلاد على تلك اللائحة! في حين أنها معنية بمعالجة الأزمة من أجل منع وضع لبنان على اللائحة الرمادية مستقبلاً.

ووفقا للمعلومات، تمكن منصوري من إقناع المسؤولين في واشنطن، بأن إدراج لبنان على اللائحة الرمادية يعزز اعتماد سياسة الـ «كاش» وتبييض الأموال، ووجود اقتصاد ودورة مالية خارج المراقبة. فاقتنع المسؤولون بذلك، وبالتالي هناك تدابير وإجراءات ستتخذ لوقف التعامل بالـ «كاش» في لبنان، والعودة إلى اعتماد بطاقات الائتمان. ويبقى ان تتخذ الحكومة ومجلس النواب إجراءات جديّة تتعلق بمكافحة التهرّب الضريبي والجمركي ومراقبة الحدود، والتأكد من مصدر البضائع التي تدخل إلى لبنان، والتدقيق في الأموال المحوّلة إليه إذا ما كانت شرعية أو غير شرعية.

انتهاء ازمة «الحربية»

في هذا الوقت، سلكت ازمة دورة الضباط طريقها الى الحل رسميا، وقد اعلن مجلس الوزراء، عن جلسة صباح يوم الخميس في السراي الكبير، وعلى جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بطلب وزارة الدفاع الوطني تطويع تلامذة ضباط في الكلية الحربية، ليتم الحاق الناجحين منهم في المباراة التي أجريت تنفيذا لقرار مجلس الوزراء. وقد اعلن وزير الدفاع موريس سليم ان الحل لموضوع «الحربيّة» تم على القاعدة التي وضعها بنفسه.

الأكثر قراءة

السفارات تجدّد حملة الضغوط... وترفع سقف التحذيرات من الحرب ! لبنان يبتعد عن «اللائحة الرماديّة»... وتسوية «الحربيّة» الى التنفيذ؟