اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نظمت "منصة جنيف لحقوق الانسان"، بالتعاون مع مركز حقوق الانسان في جامعة بريتوريا-جنوب أفريقيا، ندوة في سويسرا عن "نيلسون مانديلا وحقوق الانسان"، شارك فيها من لبنان رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والاعلام العميد الدكتور علي عواد وتحدث عن "حوار الحقيقة والعدالة والاعتدال"،قائلا:"كان مانديلا يخشى من شطط الانتفاضات والثورات عن أهدافها ومن انزلاقها نحو عنف يطيح بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي ومن ثم بنظام حقوق الانسان، وكانت الاشكالية الكبرى التي أولاها اهتمامه هي: كيف يجب أن نتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلا؟ لأن البناء بالعدل أصعب بكثير من الهدم بالظلم وإن إحقاق الحقوق أصعب بكثير من إبطال الباطل، فالعدالة والاعتدال هما من أولويات حقوق الانسان".

أضاف: "الانتفاضة - أو أية معارضة - لا يمكن أن تكتمل بالتشفي والانتقام وكسر حقوق الانسان وإقصاء كل من كان له صلة بالنظام القائم كما يقول مانديلا، حيث أن استهداف هذه الطبقة الواسعة من النظام قد يسبب لاية انتفاضة - أو اية معارضة - متاعب مصيرية خطيرة، اذ أن استهدافهم سيدفعهم إلى أن يكون إجهاض الانتفاضة أهم أهدافهم في مرحلة التغيير التي تتميّز بالهشاشة الأمنية، وقد كان للبنان في العام 2019 تجربة غنية بخلاصات بحثية هامة حول هذه الاشكالية".

وأوضح عواد سمو شأن احترام حقوق الانسان خلال أية انتفاضة وقال: "كان مانديلا يطلب الى الثوار أن يتذكروا أن أتباع النظام في النهاية هم مواطنون مثلهم،وان احتواءهم هو أكبر هدية للبلاد، ويعتقد أن لهم حقوق الانسان كاملة وفي مقدمها حق التعبير عن أنفسهم الذي هو من أبجديات العدالة أثناء الانتفاضة وما بعدها. لقد خاطب الثوار قائلا: أعلم أنه يزعجكم بل يغضبكم أن تروا وجوه النظام المنافقة ذاتها تتحدث اليوم وتمجّد انتفاضتكم، شجعوهم على ذلك حتى تحيّدوهم، وثقوا أن مجتمعكم الواعي في النهاية لن يؤيّد إلا من ساهم في ميلاد عدالته وحريته وحقوق الانسان فيه".

وختم: "عندما خرج مانديلا من السجن كان أكبر تحد واجهه، هو أن قطاعا واسعا من السود كان يريد أن يحاكم بشكل متطرّف كل من كانت له صلة بالنظام السابق، لكنه وقف دون ذلك حتى لا يتسبب بانتهاك حقوق الانسان، وقد برهنت الأيام أن هذا الخيار كان الأمثل ولولاه لانجرفت جنوب أفريقيا إما إلى الفوضى والعنف أو إلى الديكتاتورية كما قال، وقد كان لنا في لبنان من هذه الاشكالية خلاصات علمية بحثية تجريبية هامة أوردناها في كتاب بعنوان انتفاضة العدالة في لبنان 2019". ثم قام مانديلا بتشكيل لجنة الحقيقة التي جلس فيها المعتدي والمعتدى عليه حيث كان المعتدى عليه هو الأقوى بالحق والقيم الانسانية، إنها سياسة مرّة لكنها كانت ناجعة وعنوانها احترام حقوق الانسان في حوار العدالة والاعتدال الذي استحق مانديلا على أساسه لقب أيقونة القرن العشرين".

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة