خطر يهدّد مرضى السكري... كيف تؤثر قلة النوم في صحتكَ؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

العلاقة بين النوم والسكري علاقة معقدة ثنائية الاتجاه. فبالإضافة إلى أن قلة النوم المزمنة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، فإن الإصابة بالسكري نفسه يمكن أن تعطل جودة نومك. دعونا نتعمق في هذا الاتجاه ذي المسارين وأهمية إعطاء الأولوية لنوم صحي لكل من الوقاية من السكري وعلاجه.

وفي هذا الصدد، حذرت دراسة دنماركية جديدة من أن النوم القليل أو الكثير جدا قد يكون ضارا بصحتك، بخاصة إذا كنت مصابا بمرض السكري. فحص فريق البحث عادات النوم والصحة لـ 400 شخص تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني مؤخرا، وعانوا من الأعراض لأكثر من 3 سنوات. وتبين أن الإفراط في النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة بنسبة 31% في تلف الأوعية الدموية الدقيقة لدى مرضى السكري، الذي يمكن أن يؤدي إلى العمى والفشل الكلوي، في حين أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم يمكن أن يزيد الضرر بنسبة 38%.

ويزداد الضرر الناجم عن أنماط النوم غير المنتظمة مع تقدم العمر، حيث لا يحصل 12% من المشاركين في الدراسة على قسط كاف من النوم، و28% ينامون بشكل مفرط. ويمكن أن تؤدي مشكلات الأوعية الدموية الدقيقة أيضا إلى ارتفاع ضغط الدم، ما يؤدي إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية، وفقا لتقرير "إكسبريس".

وسلط الباحثون الضوء على ما يأتي: "ترتبط فترات النوم القصيرة والطويلة لدى مرضى السكري من النوع 2، بارتفاع معدل انتشار أمراض الأوعية الدموية الدقيقة مقارنة بمدة النوم المثالية في الليل. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد دور مدة النوم وجودته لدى هؤلاء المرضى".

وأظهرت الدراسات أن الحصول باستمرار على ساعات نوم أقل من الموصى بها (حوالى 7-8 ساعات للبالغين) يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. إليك كيفية مساهمة قلة النوم في ذلك:

- اختلال التوازن الهرموني: تؤدي قلة النوم إلى تعطيل الهرمونات التي تنظم الجوع والتمثيل الغذائي، مثل الليبتين والجرلين. يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام والإفراط فيه، مما يعزز زيادة الوزن، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكري من النوع الثاني.

- مقاومة الأنسولين: يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى جعل جسمك أقل حساسية للأنسولين، وهو الهرمون الذي يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وهو سمة مميزة للسكري.

- زيادة الالتهاب: ترتبط قلة النوم المزمن بالالتهاب المزمن، والذي يمكن أن يضر بالخلايا ويزيد من سوء مقاومة الأنسولين.

لذا، ممارسة عادات النوم الجيدة أمر ضروري لكل من الوقاية من السكري والسيطرة عليه بشكل فعال. إليك بعض النصائح:

- الالتزام بجداول نوم: اذهب إلى الفراش واستيقظ في أوقات منتظمة، حتى في عطلة نهاية الأسبوع.

- خلق روتين مهدئ قبل النوم: استرخ قبل النوم بأنشطة مهدئة مثل القراءة أو أخذ حمام دافئ.

- تحسين بيئة نومك: تأكد من أن غرفة نومك مظلمة وهادئة وباردة وخالية من الفوضى.

-  قصر وقت استخدام الشاشة قبل النوم: يمكن أن يؤدي الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية إلى تعطيل دورة النوم.