اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لطالما حير العلماء والأطباء البحث عن أسباب اضطراب طيف التوحد، ذلك اللغز النمائي الذي يؤثر على تطور مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال. ورغم التقدم المحرز في فهم هذا الاضطراب، إلا أن العوامل المؤثرة في ظهوره تبقى مدار نقاش وبحث مستمر. لكن في الآونة الأخيرة، بدأ يطفو على السطح احتمال وجود علاقة مثيرة للاهتمام بين النظام الغذائي للأمهات خلال فترة الحمل وازدياد خطر إصابة أطفالهن بالتوحد.

وفي هذا الصدد، أفاد فريق من الباحثين المتخصصين في الصحة العامة من جامعة غلاسكو والمعهد النرويجي للصحة العامة، بوجود صلة محتملة بين بعض حالات التوحد والنظام الغذائي للأم قبل الولادة. يُعد اضطراب طيف التوحد اضطراباً عصبيّاً معقداً يُؤثّر على نموّ الدماغ، ممّا يُؤدّي إلى اختلافات في طريقة تواصل وتفاعل وتعلّم الأفراد مع العالم من حولهم. ويُصنّف التوحد ضمن اضطرابات النموّ الشاملة، حيث تظهر أعراضه عادةً خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل.

وقد حلل فريق البحث المعلومات المتوفرة في قاعدتي بيانات طبية كبيرتين عن آلاف الأمهات وأطفالهن في النرويج وإنجلترا.

وكجزء من التحليل، وجد الباحثون أن النساء اللاتي يلتزمن "بنظام غذائي صحي" لديهن فرصة أقل بنسبة 22٪ لإنجاب طفل مصاب بالتوحد، مقارنة بالنساء اللاتي يتبعن نظاما غذائيا غير صحي.

وحددت الدراسة أن النظام الغذائي الصحي يشمل حصصا منتظمة من الخضار والفواكه والمكسرات والأسماك والحبوب الكاملة، ويستبعد الأطعمة الغنية بالدهون واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية والكربوهيدرات المكررة.

ووجد الباحثون أيضا أن أطفال الأمهات، اللاتي يتناولن نظاما غذائيا صحيا بانتظام أثناء الحمل، كانوا أقل عرضة بنسبة 24% للإصابة بمشاكل اجتماعية و/أو مشاكل في التواصل، بغض النظر عن مرض التوحد. ولاحظوا أن هذا الارتباط كان أقوى لدى الإناث مقارنة بالأولاد الذكور.

ولا تفسر الدراسة السر الكامن وراء الارتباط بين النظام الغذائي الصحي وقلة فرص إنجاب طفل مصاب بالتوحد، على الرغم من افتراض الباحثين أن الأمر قد يكون له علاقة بكيفية تأثير الأطعمة على الحمض النووي أو عملية المناعة.

علامات التوحد منذ الولادة

يُعدّ الكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد أمراً بالغ الأهمية لضمان حصول الطفل على التدخلات المُناسبة التي تُساعده على النموّ والتطوّر بشكلٍ سليم. وتظهر علامات التوحد عادةً خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، وقد تكون بعض هذه العلامات واضحة، بينما قد تكون علامات أخرى أكثر دقة.

- ضعف التواصل البصري: قد لا يُبدي الطفل اهتماماً بالنظر إلى وجوه الآخرين، أو قد لا يتفاعل مع تعبيرات الوجه أو إيماءات اليد.

- صعوبة في التواصل اللفظي: قد يتأخر نطق الطفل للكلمات الأولى، أو قد يُواجه صعوبة في فهم اللغة واستخدامها.

- سلوكيات نمطية: قد يُكرّر الطفل حركات أو أصوات معينة، أو يُظهر اهتماماً مُفرطاً بأشياء محددة.

- حساسية تجاه المحفزات الحسية: قد يكون الطفل أكثر حساسية للضوء أو الصوت أو اللمس، أو قد يُظهر قلة الحساسية تجاه بعض هذه المحفزات.

هذا ولا يوجد علاج شافٍ للتوحد، ولكن تُساعد التدخلات المُبكرة في تحسين نوعية حياة الطفل وتطوير مهاراته. وتشمل هذه التدخلات:

-  العلاج السلوكي: يُساعد الطفل على تطوير مهارات التواصل والتفاعل والسلوك.

- العلاج المهني: يُساعد الطفل على تحسين مهاراته الحركية الدقيقة والتنسيق.

- العلاج النطقي: يُساعد الطفل على تطوير مهاراته اللغوية والتواصلية.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت