اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد عملية التمثيل الغذائي، أو الأيض،كحجر الأساس لحياة صحية ونشطة، حيث تُنظم تحويل الطعام إلى طاقة ضرورية للجسم لأداء وظائفه المختلفة. لكن ماذا يحدث عندما تنخفض سرعة هذه العملية؟ ويُعرف تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، أو بطء الأيض، بأنه انخفاض في معدل حرق الجسم للطاقة، مما قد يؤدي إلى تراكم السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض أخرى. وتتنوع أسباب تباطؤ عملية التمثيل الغذائي لتشمل عوامل داخلية وخارجية، كل منهؤدي دورًا هامًا في تحديد سرعة الأيض.

وفي هذا الصدد، كشف الدكتور أليكسي بيريزنيكوف خبير التغذية الروسي الأسباب المؤدية إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي لدى الأشخاص البالغين.  ويقول: "يمكن اكتساب الوزن بسبب الاستعداد الوراثي. كما أن أمراض الغدد الصماء تؤثر أيضا في زيادة الوزن، وبالتالي فإن نقص الهرمونات النباتية أو نقص هرمونات الغدة الدرقية C4 يؤدي إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي".

ويلفت الى انه توجد أنواع من السمنة ترتبط بالجنس. فمثلا يمكن أن يزداد وزن الرجل بسبب نقص الهرمونات الجنسية، لأن هرمون التستوستيرون يضمن نمو العضلات وفي  الوقت نفسه هو محفز جيد لعملية التمثيل الغذائي ويحمي من تصلب الشرايين. أما بالنسبة للنساء، فيمكن أن يؤدي هرمون الاستروجين الزائد إلى السمنة الأنثوية المحددة. وهذه الزيادة لا علاقة لها بالإفراط في تناول الطعام.

ويشير الخبير، إلى أن معظم الأشخاص يزداد وزنهم بسبب اتباع نظام غذائي غير صحيح وانخفاض النشاط البدني لأن عملية التمثيل الغذائي تتسارع لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، وعلى العكس من ذلك، تتباطأ لدى الأشخاص الذين يعيشون نمط حياة خامل. فمثلا يمكن أن تكون 3500-3700 سعرة حرارية ضرورية بالنسبة للرياضيين، في حين للأشخاص الذين يعيشون نمط حياة خاملا أو قليلي الحركة يجب ألا تزيد على 1700 سعرة حرارية.

ويوصي الخبير لتسريع عملية التمثيل الغذائي بضرورة تحقيق توازن بين كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الشخص من تناول الطعام وبين التي ينفقها، لذلك يجب التحرك أكثر والمشاركة بنشاط في العمل المنزلي قدر الإمكان.

ماذا عن العوامل الخارجية؟

- النظام الغذائي: يؤدي النظام الغذائي دورا رئيسيا في سرعة الأيض، حيث يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالسكريات والدهون المشبعة إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، بينما يساعد اتباع نظام غذائي غني بالبروتين والألياف على تحفيز عملية التمثيل الغذائي.

- قلة النشاط البدني: يؤدي قلة النشاط البدني إلى انخفاض كتلة العضلات، مما يؤدي إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي.

-  التوتر: يمكن أن يؤدي التوتر إلى إفراز هرمون الكورتيزول، الذي قد يؤدي بدوره إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي.

- قلة النوم: يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى إفراز هرمون الجريلين، الذي يُحفز الشهية، ويُقلل من إفراز هرمون الليبتين، الذي يُساعد على الشعور بالشبع، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن وتباطؤ عملية التمثيل الغذائي.

إنّ فهم أسباب تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، هو الخطوة الأولى لمكافحة هذه المشكلة، حيث يمكن من خلال اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، تحفيز عملية التمثيل الغذائي والحفاظ على وزن صحي.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت