اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تحت عنوان "الشاعر-الثورة"، أقام "اتحاد الكتّاب اللبنانيين" و"الملتقى الثقافي اللبناني"، بالتعاون مع جمعية أسفار للثقافة والفنون والاعلام، حفلاً تكريمياً للشاعر العراقي الراحل مظفر النواب في "المكتبة الوطنية" في بيروت.

الحفل الذي رعاه وزير الثقافة اللبناني، محمد وسام المرتضى، حضره حشد من المثقفين والكتّاب والشعراء من لبنان والعالم العربي تكريماً لشاعر حمل قصيدته الثورية إلى كل أصقاع الأرض، فتميّز بجرأته في انتقاد الأنظمة والحكام، وكان لشعره وقع خاص يتذكره العرب مع انعقاد كلّ قمة عربية، حيث انتقد أقوالهم الزعامات العربية وشعاراتها.

استهل الحفل بتقرير مصور عن حياة الشاعر الراحل وسجنه وترحاله بين بغداد وبيروت ودمشق ومدن أخرى، وهو كما قيل خلال الحفل "شاعر القصيدة المشظى حتى الأمة، المنفي لأن جده مقاوم"، فجرى الشعر في دمه.

ثم توالت الكلمات في "الشاعر - الثورة"، فكانت كلمة المنسق العام لجمعية أسفار، عبد القدوس الأمين، متمنياً "ليتنا نحتفي بمظفر النواب في بغداد، أو القدس أو عيتا أو معبر رفح أو في غزة الأسطورة والجنوب المقاوم...لنتذكر معك أرنون والمخيمات، ونتعلم منك كيف نحوّل حليب الأطفال إلى عبوات، وحذاء الشهيد إلى سكين...لن تقفل بوجهك حدود الأنظمة، فقد شُرعت القلوب وعبرت حروفك إلى الشجر فاخضّر والحقول فأزهرت، والرصاصة فأزهرت...".

ثم كانت كلمة رئيس "الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب"،علي فواز، الذي قال: "إننا نحتاج مظفر النواب اليوم في هذه اللحظة القومية الإنسانية المفصلية في تاريخ الأمة العربية، فنحن نحتاج إلى المقاومة مثلما نحتاج إلى القصيدة، نحتاج إلى الفكر الثقافي بأنّ يكون مدركاً ورَائياً حول ما يجري من مؤامرات كبيرة.." كفكر الشاعر مُظفر النواب المقاوم.

ثم كانت قصيدة ألقاها الشاعر وجيه عباس مُحييّاً الشاعر مظفّر النواب.

بعدها، كانت كلمة رئيس "اتحاد الكتّاب الجزائريين"، يوسف شقرة، الذي أخبر عن قصة بين الشاعر الجزائري أحمد حمدي الذي ما زال على قيد الحياة وبين صديقه الشاعر مُظفر النواب ليتسدل من خلالها عن جرأة الشاعر الثورة يوم أتى الى الجزائر على الرغم من كل العراقيل والاستقبال الحاشد له من المطار إلى مكان الأصبوحة الشعرية الذي غص بالناس من كل الأعمار آتية لتسمع قصائد مظفر النواب.

ثم كانت كلمة رئيس "اتحاد الكتاب العرب" في سوريا، محمد الحوراني متحدثاً عن مزايا الشاعر الراحل وشوق الشام إليه.

وكانت كلمة الأمين العام لــ "اتحاد الكتّاب اللبنانيين"، أحمد نزال، ملقياً قصيدة عن النواب الذي "يوقظ الملح النائم ليبشر بوضوء جديد وصلاة جديدة ...حاملاً الشمس إلى مكان السطوع".

بعدها، ألقى منسق عام "مؤتمر مناهضة الغزو الثقافي الصهيوني"، هاني مندس، كلمة عن أصدقاء الراحل المكرم، مستذكراً كيف أن الشاعر النواب لم يكن يهتم بنشر شعره، بل كانت قصائده تُهرب والناس تبحث عنها لتسمعها، بحيث أنه لم يكن يهتم بالإعلام، مشدداً على تواضع الرجل وميزاها الكثيرة ومنها كيف أعاد للشعر خلفتيه الثورية وأهميته الإصلاحية.

واختتمت الكلمات بكلمة ممثل وزير الثقافة، شوقي ساسين، الذي تحدث عن "الشعر الذي يسكب الغضب...وعن كينونة الشاعر الغاضبة، كينونة شعرية تلتهب أعصابها فتشعل الحبر"، قبل أن يختتم الحفل بقصيدة للشاعر السوري حسن بعيني مهداة إلى الشاعر النواب

الحفل الذي قدمه الإعلامي روني ألفا، تخلله تقديم درع تكريمي إلى عائلة الشاعر الراحل، تسلمه ابنا شقيقه، علي وعدنان النواب. كما أعلن النائب إيهاب حماده عن إقامة مهرجان سنوي في ذكرى رحيل مظفر النواب عن بيروت.

وتميّز مظفر النواب بأسلوبه الفريد في نظم الشعر سواء بالفصحى أو بالمحكية. كما تميز بجرأته في انتقاد الحكام مهما علا شأنهم. بعد سجنه في بغداد في ستينيات القرن الماضي، وخروجه المثير للاهتمام من السجن، دفعه إلى التنقل بين عواصم عربية وكتابة قصائد مناوئة لأنظمة عربية. وكان يتمتع بطاقة كبيرة في قول ما يريد قوله في السياسة حتى وافته المنية في أحد مستشفيات الشارقة بعد صراع مع المرض.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت