اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

السؤال المطروح في مسرحية روان حلاوي، الجديدة يفتح الباب على بحث قضية يتناولها البعض من وقت لآخر بما يعني كيف ستكون الحياة على الأرض فيما لو قررت النساء من دون سابق إنذار ترك هذا الكوكب للرجال وحدهم بعدما اصطحبن معهن الأطفال في سن السبع سنوات بغاية تربيتهم على نهج جديد ليكونوا رجالاً في المستقبل على الصورة التي تريح النساء، وبالتالي سيكون رجال المستقبل مرضيّاً عنهم من النساء لأنهم من صنعهن وعلى مستوىً يحظى بثقتهن.

ربيع الزهر، طارق تميم، علي منيمنة، وسليم الأعور. هم الـ 4 شخصيات التي تتحاور وتتصادم من خلال طرح القضية للبحث بعدما صارت الأرض من دون نساء، واحد يعتبر أن أكبر خسارة هي والدته، وآخر يُحمل المسؤولية للرجال في هذا الإنقلاب، وثالث لا تهمه الحياة من دونهن، ورابع يؤكد أنهن سيعدن معتذرات نادمات لأنهن يحتجن إلى الرجل في كل شيء وسيكون قلبه كبيراً لإستعادتهن إلى أحضانه، لكنهم جميعاً شعروا باليأس مع الإنذار الكاذب بإمكانية عودتهن، لتنفضح حقيقة الرجال بأنهم غير قادرين على حياة من دونهن.

وتطرح المسرحية عدة اقتراحات ومنافذ لتبرير مواقف الرجال القاسية من هذا الانقلاب لكن من دون إقناع، والمفيد هنا هو الاعتراف المتتالي للرجال الأربعة بالحاجة إليهن حبيبات وأمهات وأخوات وزميلات وصديقات، والمطلوب منهن فقط العودة، وكان طرح يقضي بتقديم "استرحام" يطلب منهن العودة السريعة بحيث سيجدن الأوضاع قد تغيرت من الجذور، وهو نوع من التنازل، أو التراجع أو الاستسلام لشروطهن بما يعني أن المرأة أقوى وأن الرجل يحتاجها أكثر مما تحتاجه، وبالتالي سيكون هناك نوع من الخضوع الرجالي للنساء.

المهم في المسرحية أنها تعالج بتوازن ودقة مسألة ردة الفعل عند الطرفين، مع إيراد المبررات التي تثبت وجهة نظر كليهما بشكل واضح ومباشر، ويتساوى الممثلون الأربعة في الأداء وهم فعلوا المستحيل لحمل أفكار المسرحية وتوصيلها بأمانة إلى الرواد لكن بقاء الأربعة في بوتقة ضيقة طوال وقت العرض مع تبادل المقاعد لم يخفف من جمود هذه الناحية التي كانت تتطلب حلاً إخراجياً يُحرّك المخيلة المشهدية عند المشاهدين، فقد كان النص جيداً وأداء الممثلين لافتاً جداً، والملاحظة تتناول عملية التوصيل التي لم تكن كافية، ولا ندري ما إذا كان العائق إنتاجياً بحتاً.

ونجحت المؤثرات الصوتية والمشهدية في جذب الإنتباه مع صدى كان يدوي في عموم الصالة، وكم يهمنا الإشادة بحضور الممثلين، وإذا كنا نعرف جيداً: علي منيمنة وطارق تميم وندرك قدراتهما، فإننا إرتحنا لما قدمه الإثنان الآخران: ربيع الزهر نعرفه من مرور في دور سينمائي، بينما لم نتعرف قبلاً على سليم الأعور، لكن الانسجام ساد كامل المشاهد، لأن الكيمياء كانت واضحة الإيجابية بينهم جميعاً.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت