اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بعد قطر، اتجهت انظار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان نحو الرياض، التي زارها لأسبوع على رأس وفد من مفتي المناطق، للمشاركة  في المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي بين 30 تموز و6 آب.

وتكشف اوساط دينية بيروتية مقربة من دار الفتوى لـ "الديار"  ان المنحة التي كانت وعدت بها قطر قدرها 5 مليون دولار، لتمويل استشفائي وصحي وديني لمشايخ دار الفتوى وموظفي دار الافتاء "طارت في ليلة ما فيها ضوء قمر"، ومن دون تقديم تبريرات او الاجابة القطرية على استفسارات وزير سني مقرب من دريان والرئيس نجيب ميقاتي.

وتكشف الاوساط  ان رجل اعمال سنيا مقربا من امير قطر كشف لمرجع ديني بيروتي، ان قطر ابلغت زوارها ان التمويل القطري الاجتماعي والسياسي والاعلامي والديني للبنان قد توقف حتى إشعار آخر، وان السبب في وقف التمويل ضغط سعودي يمارسه الديوان الملكي على كل دول مجلس التعاون الخليجي، لوقف التمويل لكل المؤسسات في لبنان وخصوصاً الدينية والسنية تحديداً، ومن دون تقديم اي تبريرات، لذلك وهو ما اصاب مرجعيات سنية ودينية وسياسية بالدهشة!

وتكشف الاوساط ان التمويل القطري الذي يصرف في لبنان، محدود جدا وتقف وراءه جمعيات خيرية خاصة وليست رسمية، وهي مولت اخيراً بناء مسجد في عكار وترميم عدد من المؤسسات الخيرية والمساجد وتجهيزها بالطاقة الشمسية والاثاث بقيمة 600 الف دولار، ومنحت لمفتي عكار الشيخ زيد بكار. كما مولت الجمعيات القطرية عدداً من العمليات الجراحية لاطفال مرضى السرطان وضمور العضلات لا تتعدى اصابع اليد الواحدة.

في المقابل، تكشف الاوساط ان دريان بحث اموراً مالية مع عدد من المسؤولين السعوديين، بعدما حاول تأمين تمويل لدار الفتوى من قطر، لتمويل الملف الاجتماعي والصحي ورواتب المفتين في السعودية، الا ان النتيجة اتت سلبية ولم يحصل المفتي حتى على وعود شفوية او ايجابية في هذا السياق، وذلك خلال لقاء مسؤول سعودي له صفة دينية ومنصب رفيع في الديوان الملكي.     

وتشير الاوساط الى ان المباحثات التي تمت مع دريان ومفتيي المناطق في السعودية ركزت على "تنعيم" الخطاب السني والديني وخطب الجمعة تجاه فلسطين غزة، والا يظهر السنة في لبنان تابعين لمحور ايران او منغمسين فيه عسكرياً على غرار "الجماعة الاسلامية" وسنة 8 آذار، والا يكونوا اداة في يد حزب الله.

وتلفت الاوساط الى ان الرياض تفضل ان يلتزم خطباء الجمعة والسنة بخطاب "هادىء"، ولا يخاطب ما تسميه "الغرائز السنية"، ولا "يدغدغ" مشاعر الشباب المسلم المتحمس، وان لا يفجر مشاعر الغضب السنية والاسلامية تجاه السعودية والخليج، اللذين يسعيان لسلام في المنطقة وربما تطبيع طويل الامد مع كيان الاحتلال.

ووفق الاوساط فإن ربط التمويل السعودي لدار الفتوى والسنة في لبنان، بعد "الفيتو"  السعودي على كل اشكال التمويل القطري والخليجي للسنة في لبنان بتغير الموقف السني من غزة، يعني وضع دار الفتوى والمفتين والطبقة الدينية في لبنان في وجه السنة والمخيمات، لا سيما سنة الشمال وسيكون الصراع بين الطبقة الدينية والشارع السني المنحاز عاطفياً وايديولوجيا الى فلسطين وغزة.

وتضيف الاوساط ان ما يجري في فلسطين لا يمكن ان "يطنش" عنه السنة، كما لا يمكنهم ايجاد التمويل والعيش بلا حضانة خليجية وقطرية، ولا سيما في الظروف التي تشهد فيها مؤسسات الدولة ودار الفتوى منها انهيارات مالية وترهلات ادارية، ونقصا في الموارد البشرية والمالية.

الأكثر قراءة

محور المقاومة يقر اهداف الرد الدقيق بانتظار «ساعة الصفر»؟ نصرالله يربح الحرب النفسية والضربة الاستباقية تقسم «اسرائيل» اخفاق ألماني في «دوزنة الردود» ولندن تخشى الانزلاق الى الحرب