اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في ظل الحرب والقتل والحصار والتجويع والإغتيالات والضغوطات... لم يكن الأمر سهلاً، لكن فعلتها حركة حماس، لدرجة أنه لم يحتاج الأمر معها أكثر من أسبوع لتنتخب بديلاً عن رئيسها الشهيد، في أشرس معركة تخوضها بوجه عدو يشن عليها حرباً بهدف إنهائها، وعلى شعبها إبادة جماعية منذ أكثر من عشرة أشهر، بمشاركة أميركا والغرب وعرب التطبيع.

انتخاب القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس بالإجماع بعد اغتيال "إسرائيل" لاسماعيل هنية، عدا عن أنه يُدلِّل على أن حماس مستمرة بتحدّي العدو الذي أراد كسرها، يُعتبر بديلاّ ليس كأي بديل، ومفاجأة ليست كأي مفاجأة، وصدمة ليس ما بعدها صدمة سوى الضربة التي تنتظرها "إسرائيل" من الجمهورية الإسلامية الإيرانية رداً على اغتيال هنية على أرضها.

تقول مصادر حماس إن اختيار السنوار بالإجماع هو رسالة تحدٍّ واضحة للعدو الإسرائيلي، والقول له بأن مَن خطط لطوفان الأقصى بات اليوم رئيساً للحركة، بعد أن تحدّاها باغتيال أبو العبد لاستعادة الردع الإستراتيجي الذي فقده بطوفان الأقصى، وأرادت حماس استكمال مساره وأهدافه برئيس مُحاصَر وغائب عن الأنظار، خيار كان يستبعده العدو، لذا شكّل انتخابه حالة صدمة مُرفقة بسؤال: كيف سيقود السنوار الحركة في وضعه الحالي؟؟

تؤكد حماس أن انتخاب السنوار تم بطريقة سلسة وسهلة، بعد أن اجتمع مجلس الشورى الذي ينضوي تحته ثلاثة أقاليم بفعل العامل الجغرافي وهي: إقليم غزة برئاسة يحيى السنوار، وإقليم الضفة الغربية برئاسة زاهر جبارين الذي خَلَف صالح العاروري بعد اغتياله، وإقليم الخارج برئاسة خالد مشعل، وبما أن "أبا إبراهيم" يحق له تولي هذا المنصب ، طَرح المجلس اسمه وتم انتخابه بالإجماع، انتخاب لاقى تأييداً واسعاً في غزة والضفة والشتات.

اجتماع مجلس الشورى بوقت قصير وفي هذه الظروف وفي ظل انتشار الحركة بين الضفة وغزة والشتات، تَعتبره حماس بحد ذاته تحديا، فكيف ما أنتج عنه؟! عدا عن أن ما حصل يؤكد أن الإتصالات لم تنقطع يوماً بين الداخل والخارج، وأن السنوار كان حاضراً بقوة في المفاوضات، التي يُعرقلها بشكل دائم رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو بإضافة لاءاته على الكثير من الشروط. فبعد اعتراضه على وقف إطلاق نار كامل والإنسحاب الكامل وعودة سكان الشمال وإطلاق سراح الأسرى المحكومين مؤبدا، لا يريد الإنسحاب من فيلادلفيا ومعبر رفح، وبذلك يُعيد التفاوض الى نقطة الصفر.

لا يختلف أحد على أن الأسير الذي خرج من معتقله بعد ٢٢ عاماً، بصفقة أدارها بنفسه من داخل سجنه الذي كان إنفرادياً في السنتين الأخيرتين، واستطاع رفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم بعملية التبادل من ٤٠٠ الى ١٠٢٧ عام ٢٠١١ وكان هو من ضمنها، أن يكون مصدر قلق لـ"إسرائيل". لذا كان ولا زال السؤال الدائم هو: لماذا تخاف "إسرائيل" من السنوار؟ فبالإضافة لتجربة أسره، يعرف "الإسرائيلي" أن "أبا إبراهيم" يتحدّث العبرية ويَعلَم كيف يُفكِّر العدو، لذا يَعتبره أخطر رجل في حركة حماس.

إذاً، لم يكن اختيار السنوار صفعة للعدو فقط، وإنما لشركائه وداعميه وكل مَن يتواطأ معه ويتآمر على المقاومة والشعب الفلسطيني، وأكثر من ذلك تؤكد حماس أن الإعلان عن انتخاب القائد يحيى السنوار جاء مزلزلاً كالسابع من أكتوبر، واستكمالاً لأهدافه حتى التحرير الكامل... 

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار