اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في وقت تبحث فيه الديبلوماسية الغربية والعربية، سبل الوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة والجنوب اللبناني، والتفاوض بين «اسرائيل» وحركة حماس، إستهدفت مساء امس مسيّرة «إسرائيلية» بصاروخين سيارة القيادي الامني في حماس سامر الحاج، عند دوار الحسبة مدخل مخيّم عين الحلوة، ما ادى الى إستشهاده. وعُلم ان الحاج إغتيل اثناء خروجه من اجتماع داخل المخيم، وهي المرة الاولى التي تستهدف فيها مدينة صيدا من قبل الجيش «الاسرائيلي» منذ العدوان على غزة، وعلى الفور سُجّلت تظاهرة غاضبة في عين الحلوة مندّدة بجريمة إغتيال الحاج.

لا شك انّ هذه العملية ستسرّع في العد العكسي للردّ العسكري المرتقب على « إسرائيل» لكل من إيران وحزب الله وحماس وأذرع «وحدة الساحات» ، عبر طرق عدة ستشكل مفاجآت، خصوصاً انّ المشهد الامني يبدو قاتماً في مستوطنات الشمال «الاسرائيلي»، بعد حالات الذعر الشديد التي يشعر بها القاطنون هناك، على أثر تهديدات محور المقاومة بالرد المناسب والموجع، الذي يتطلّب دراسة كي يحقق الهدف المطلوب. وافيد بأنّ «إسرائيل» أخلت ٤ مقرّات استخباراتية وأمنية حيوية في «تل ابيب»، فيما يكمل اللبنانيون حياتهم العادية غير آبهين بالتهديدات «الاسرائيلية» التي باتت يومية ومكرّرة، وهدفها زرع الخوف في نفوس اللبنانيين الصامدين، الذين لا يتأثرون بتلك التصاريح التي يسمعونها منذ الثامن من تشرين الاول الماضي.

إستنفار إيران

وعلى الخط الايراني، زود الحرس الثوري بحريته في الخليج بأسلحة جديدة، تشمل صواريخ «كروز» متطورة، بأمر من الجنرال حسين سلامي، وذلك في ظل الترقب لرد إيراني على اغتيال هنية في طهران.

رسائل غربية تحذيرية للبنان

الى ذلك، ما زال المسؤولون اللبنانيون يتلقون يومياً رسائل غربية تحذيرية للبنان من الضربات «الاسرائيلية»، وفي المقابل يحذرون «اسرائيل» من رد محور المقاومة الذي سيكون فجائياً مع كل ما سيحمله من تداعيات، وكان الجواب اللبناني» بأنّ لبنان بصدد الدفاع عن نفسه لانه يتعرّض للاعتداءات الاسرائيلية يومياً، خصوصاً في المناطق الجنوبية الحدودية، اما الاعتداء الاخير على منطقة الضاحية الجنوبية، فقد خرق كل المحظور وقواعد الاشتباك»، وهذا ما سبق للمسؤولين اللبنانيين ان حذروا منه منعاً لإستدراج لبنان الى الحرب الموسعة.

نتنياهو وسياسة الهروب الى الامام

في السياق، تعتبر مصادر سياسية متابعة لما يجري ميدانياً لـ» الديار»، بأنّ سياسة بنيامين نتنياهو تتلخص بكلمتين هما « الهروب الى الامام»، من خلال بحثه المستمر عن حلول تؤدي الى إستجرار المنطقة الى الحرب، ودفع الولايات المتحدة الأميركية الى التدخل ضمن عنوان «الدفاع عن مصالح إسرائيل». ورأت المصادر انه في حال تحقق هذا السيناريو غير البعيد على الاطلاق عن ذهن نتنياهو، فهذا يعني جرّ المنطقة الى الويلات والخراب، فيما تقوم الولايات المتحدة بالبحث عن حل هادئ وإن كان صعب التحقيق، وهو العمل على حل الدولتين الفلسطينية و»الإسرائيلية».

شرط البدء بالتسوية وقف النار في غزة

في غضون ذلك، وفي ظل الحديث عن تسوية، تبدو الأمور مفتوحة على احتمالات متعددة ستمر بمراحل عدة، تبدأ بالتفاهم على امور هامة. لذا وإنطلاقاً من إشتداد السباق بين الوساطات الغربية والعربية الهادفة الى ترجيح الكفة الديبلوماسية، من الطبيعي ان يكون شرط محور المقاومة وقف النار في غزة اولاً، الذي بطبيعة الحال سيؤدي الى وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية. وهذه الوساطات المتنقلة تشمل كل الاطراف المعنية بالقتال، وستكون برعاية اميركية وتبقى نتائجها مرهونة بما سيصدر عنها.

محادثات وقف النار في 15 الجاري

وفي هذا الاطار، دعت الولايات المتحدة وقطر ومصر، ‎حركة حماس و»‎إسرائيل» في بيان مشترك لحضور محادثات وقف إطلاق النار في الخامس عشر من آب الجاري، وهذه الدعوة لقيت ترحيباً من الجانب اللبناني، فيما رأت مصادر سياسية معارضة للتسوية، بأنّ اغتيال هنية في طهران، نسف مصير المفاوضات بين الحركة و»إسرائيل» لوقف النار في غزة، ووضعها في دائرة الخطر الشديد.

ميقاتي وبو حبيب والاتصالات المكثفة

على الخط الديبلوماسي الداخلي، يجري رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، اتصالات مكثفة مع دول مجلس الأمن للضغط على» إسرائيل»، لعدم استباحة الأجواء اللبنانية وتطبيق القرارين 1701 و2735.

وقد رحبت الحكومة اللبنانية ببيان الولايات المتحدة وقطر ومصر ، الذي أكد ضرورة وضع حد فوري لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، والتوصل الى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن والمعتقلين، ودعوته طرفي النزاع لاستئناف المناقشات العاجلة لتذليل العقبات المتبقية أمام التوصل الى الاتفاق المنشود.

وشدّدت على ضرورة ممارسة أقصى الضغوط على» إسرائيل»، لإلزامها بالجلوس الى طاولة المفاوضات وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 من دون أي تأخير، باعتبارها الجهة التي تسعى للتصعيد وتضع العراقيل أمام التوصل الى اتفاق لوقف النار في غزة.

ورقة الحكومة وقواعد الاستقرار

حكومياً، أصدرت حكومة تصريف الاعمال ورقة رسمية، تظهر القواعد الهادفة الى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان، واشارت الى انها تؤمن أنه من الممكن تجنّب الحرب الشاملة. وتلتزم بحماية سلامة وأمن مواطنيها، وتحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي. وفي الوقت عينه ترى بأن خفض التصعيد هو الطريق الانسب لتجنّب دوامة العنف المدمرة والتي سيكون احتواؤها أكثر صعوبة. ولكن ليس بإمكان الحكومة التصرّف بمفردها، اذ على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً حاسماً وفورياً في تهدئة التوترات، وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان.

ورأت انّ قرار مجلس الأمن 1701 يبقى حجر الزاوية لضمان الإستقرار والأمن في جنوب لبنان. وقد نجح هذا القرار في الماضي، رغم الانتهاكات الإسرائيلية، في الحفاظ على الهدوء النسبي في المنطقة وذلك لأكثر من ١٧ عاماً، حيث واصلت «إسرائيل» انتهاكها لمندرجات القرار منذ اعتماده من خلال احتلالها المستمر للأراضي اللبنانية، وخرق المجال الجوي اللبناني والمواقف العدوانية والتهديدية.

الوضع الامني في الجنوب

امنياً، وككل يوم تواصلت الاعتداءات «الاسرائيلية» على الجنوب اللبناني، وآخرها شن الطيران «الاسرائيلي» قرابة السادسة من مساء امس، غارات بالصواريخ إستهدفت بلدات محيبيب وكفرحكام والخيام، كما شنّت غارة ليلاً على عيتا الشعب. وكانت ساعات النهار قد شهدت غارة من مسيرة « إسرائيلية» على بلدة الناقورة ادت الى إستشهاد مواطنين، إضافة الى غارة عنيفة على بلدة كفركلا، وقصف مدفعي إستهدف اطراف بلدة مارون الراس.

رد المقاومة

الى ذلك، أطلق حزب الله صلية صاروخية جديدة تجاه كريات شمونة ومحيطها، كما إستهدف اصبع الجليل، وافيد بأنّ صفارات الإنذار دوّت في كريات شمونة وعدد من البلدات في القطاع الشرقي للحدود مع لبنان.

كما أعلن الحزب استهدافه تجمّعاً لجنود جيش العدو في محيط موقع المطلة، وسجّل إطلاق نيران مباشرة وكثيفة استهدفت موقع جل العلاّم «الإسرائيلي»، بالتزامن مع إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على مستوطنة زرعيت.

تنسيق متواصل بين حزب الله والاشتراكي

سياسياً، وضمن العمل على مساعدة النازحين الجنوبيين، تتواصل اللقاءات في منطقتي الشوف وعاليه بين مسؤولي الحزب «التقدمي الاشتراكي» والمكاتب الصحية والاجتماعية التابعة لحزب الله، بغية العمل على إستقبال النازحين الجنوبيين وتقديم الدعم والمساعدة لهم، بطلب من النائب السابق وليد جنبلاط. وافيد ان التنسيق في هذا الاطار تخطى مناطق الجبل وصولاً الى اقليم الخروب.

وزير الصحة يكشف تفاصيل خطة الطوارئ

صحياً، شدّد وزير الصحة فراس الابيض على ضرورة ان يحوي القطاع الصحي كل ما يحتاجه من أدوية ومستلزمات طبية في هذه الأوضاع الصعبة، ولفت الى انّ المخزون يكفي لنحو 4 أشهر، وأوضح انّ الخطة التي تم وضعها وغرفة الطوارئ الصحية التي تم تشكيلها، سمحت بتدريب كل المستشفيات على إعداد خطط الطوارئ، واستقبال الضحايا والجرحى والتنسيق مع الأجهزة الإسعافية، وكذلك بين المستشفيات لإحداث نوع من التكامل والدعم حال الاحتياج لتخصصات طبية معينة، مشيراً الى انّ وزارة الصحة باتت مطالبة بتلبية احتياجات ما يزيد عن 100 ألف نازح من الجنوب. 

الأكثر قراءة

بعد كارثة غولاني... تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل» «ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية