اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يمثل سرطان البروستاتا تهديدا صحيا خطيرا للرجال في جميع أنحاء العالم، مما أثار قلقا واسع النطاق بشأن العوامل التي قد تساهم في تطوره أو الوقاية منه. وفي خضم هذا البحث المستمر، برزت أسئلة عديدة حول العلاقة المعقدة بين الجنس وسرطان البروستاتا.

لطالما كانت الشائعات والأوهام تحيط بهذا الموضوع، مما أدى إلى انتشار معلومات مضللة حول تأثير النشاط الجنسي على صحة البروستاتا. فهل ممارسة الجنس بانتظام تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؟ أم أنها قد تساهم في تفاقمه؟ وهل هناك أدلة علمية موثقة تدعم هذه الادعاءات؟

في هذا المقال، سنقوم بتحليل هذه الأسئلة بدقة، مستندين إلى أحدث الأبحاث والدراسات الطبية. سنقوم بتفكيك المفاهيم الخاطئة الشائعة حول العلاقة بين الجنس وسرطان البروستاتا، وتوضيح الحقائق العلمية المتعلقة بهذا الموضوع. كما سنستكشف العوامل الأخرى التي تلعب دورا مهما في صحة البروستاتا مثل التغذية وممارسة الرياضة والفحوصات الدورية.

إن فهم العلاقة بين الجنس وسرطان البروستاتا بشكل صحيح يعد خطوة مهمة في اتخاذ قرارات صحية مستنيرة. من خلال تقديم معلومات دقيقة وموثوقة، نسعى إلى تمكين الرجال من الحفاظ على صحتهم الجنسية والبروستاتية على حد سواء.

وفي هذا الصدد، سلّطت مراجعة جديدة لدراسات يعود تاريخها إلى 30 عاما، الضوء على العلاقة بين عدد مرات ممارسة الرجال للجنس أو العادة السرية واحتمال إصابتهم بسرطان البروستات. وكشفت المراجعة أنه كلما زاد عدد مرات ممارسة الرجال للجنس، قل احتمال إصابتهم بسرطان البروستات.

وقال فريق البحث، اعتمادا على دراسة أجرتها كلية الطب في جامعة هارفارد (أكثر الدراسات الواعدة في المراجعة)، إنه ينبغي على الرجال ممارسة الجنس 21 مرة شهريا، للحد من خطر الإصابة بالمرض بنسبة الثلث.

وشملت المراجعة، التي نُشرت في مجلة طبية، نحو 11 دراسة شارك فيها زهاء 150 ألف مشارك، تراوحت أعمارهم بين 20 و80 عاما. وفحصت جميع الدراسات، التي أُجريت بين عامي 1990 و2023، الارتباط المحتمل بين ممارسة الجنس وسرطان البروستات.

وركزت أحدث دراسة شملتها المراجعة، والتي نُشرت العام الماضي في مجلة تُعنى بصحة الرجال، على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و80 عاما. ووجد الباحثون أن الرجال الذين يمارسون الجنس 4 مرات على الأقل في الشهر، لديهم أقل خطر للإصابة بسرطان البروستات مقارنة بأولئك الذين فعلوا ذلك بشكل أقل.

وأشارت دراسة جامعة بوسطن أجريت عام 2016، إلى أن القذف المتكرر يحفز التغيرات في أنسجة البروستات المسؤولة عن إنتاج الخلايا بشكل أسرع، وزاد من معدل مركب ثبت أنه يقتل خلايا سرطان البروستات. وعلى الرغم من أن الآلية الدقيقة لهذه العلاقة ليست مفهومة جيدا، يعتقد الخبراء أن زيادة تدفق الدم إلى البروستات يمكن أن تساعد في طرد المواد المسرطنة من السائل المنوي. ويوفر تدفق الدم الزائد الناتج من ممارسة الجنس، الأوكسجين والمغذيات الحيوية التي تساعد في إزالة الفضلات المرتبطة بالسرطان.

وكتب الباحثون: "إن الارتباط الناشئ بين تكرار ممارسة الجنس وصحة البروستات يؤكد على أهمية دمج السلوك الجنسي في استشارات المرضى واستراتيجيات الرعاية الصحية".

والجدير بالذكر أن الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات.

 

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...