اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

طالب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مجلس الأمن الدولي، بضمّ صوته إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والدعوة للمضيّ قدماً في تطبيق وقف فوري لإطلاق النار، وعدم السماح لـ"إسرائيل" بالاستمرار في حرب الإبادة التي تشنها ضد قطاع غزة.

وأكد منصور أن أي عرقلة لجهود غوتيريش الذي دعا إلى حملة تطعيم عاجلة في قطاع غزة، هي برهان على نوايا الإبادة التي تضمرها "إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ في غزة التي خلت من شلل الأطفال لربع قرن، 640 ألف طفل يحتاجون إلى اللقاح فوراً.

واعتبر المندوب الفلسطيني أن العدالة تكون عمياء عندما يتعلق الأمر بقتل الفلسطينيين، مؤكداً أنه، مع صفقة أو من دونها، لا مبرر لاستمرار "إسرائيل" في قتل المدنيين في غزة.

وجاء كلام منصور في الجلسة الشهرية لمجلس الأمن الدولي، بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والتي عُقدَت الخميس.

واستمع المجلس إلى إحاطة لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، وكلمة لرئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، لويزا باكستر.

وأجمع مندوبو وممثلو الدول الأعضاء، في كلماتهم، على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال، محذّرين من تصاعد التوترات الإقليمية في حال استمرت الحرب على قطاع غزة.

ورأى نائب مندوب روسيا، ديمتري بوليانسكي، أن قرارت المجلس بقيت حبراً على ورق، ومنها القرار الذي صدر في حزيران الماضي،وقالت فيه واشنطن إن "إسرائيل" قبلت الحل.

واستنكر بوليانسكي أن تطلب مندوبة الولايات المتحدة الضغط على حماس، في الوقت الذي ترفض فيه "إسرائيل" الانسحاب من محور "فيلادلفيا"، متسائلاً: "لماذا لا تضغط على إسرائيل التي تتلقى كل السلاح الأميركي المطلوب لحملتها؟".

وأكد المندوب الروسي خيبة أمل بلاده من عدم طلب مجلس الأمن وقفاً فورياً لإطلاق النار مع أن معظم الأعضاء يطلبون ذلك، مذكراً بأنّ الولايات المتحدة وعدت بتسريع المفاوضات وتغيير الوضع، لكن الوضع بقي على حاله، وقال "ليس هناك ما يوحي بأن وقف إطلاق النار بات على الأبواب".

ورأى بوليانسكي أنّ الولايات المتحدة تحاول احتكار الحلّ في الشرق الأوسط، متجاهلةً المجلس، معتبراً أنّ هذا يهدّد بحرب على اتساع الشرق الأوسط.

أما مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، فرأى أن ما تفعله "إسرائيل" في قطاع غزة، لا يهدد أمن المنطقة فحسب، بل يهدّد أيضاً بتفشي الأمراض المعدية، لا سيما بعد استهداف المستشفيات بالتدمير، مشيراً إلى أنّ 26 مستشفى أخرجت من الخدمة بسبب القصف.

ودعا بن جامع إلى التحرك بسرعة في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، لافتاً إلى أنّ هذا لا يمكن أن يحدث مع استمرار القصف "الإسرائيلي".

وطالب مندوب الجزائر بالتنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار 2735، الذي يطلب الوقف النهائي للقتال، وإدخال المساعدات، والإفراج عن جميع المعتقلين.

وأكد بن جامع أنّ "إسرائيل" تقضي على كل فرصة لإنشاء دولة فلسطينية، محذراً من أنّ مأساة غزة يمكن أن تتكرر في الضفة الغربية.

ورأى بن جامع أنّ المجتمع الدولي "لا يجب أن يظل صامتاً"، قائلاً "إنه فصل قاتم من فصول التاريخ، وفصل معتم في عمل المجتمع الدولي".

من جهته، رأى المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة، فو تسونغ، أنّ "إسرائيل" تجاوزت كل الحدود في القتل والإستيطان في غزة والضفة، مؤكداً أنّ "حملتها لن تكلل بالانتصار".

وشدّد المندوب الصيني على أنّ "أرواح البشر لا يجوز أن تستخدَم كأوراق مساومة"، داعياً "إسرائيل" إلى "التوقف عن استهداف الأمم المتحدة وموظفيها"، وأكد "ضرورة وقف إطلاق النار فوراً والشروع في حل الدولتين"، عارضاً وساطة الصين للتوصل إلى حل سياسي.

وأكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، نقلاً عن وزارة الصحة الفلسطينية ، ظهور حالات شلل أطفال في قطاع غزة، للمرة الأولى منذ 25 عاماً.

وأفاد وينسلاند بإطلاق 1.6 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال لحملة التلقيح المقرر أن تبدأ في 31 آب الجاري.

وأكد وينسلاند أنه بينما تركز عيون المجتمع الدولي على غزة، فإن الضفة الغربية المحتلة أصبحت بمثابة "برميل بارود" من العنف والتوتر، في ظل مواصلة قوات الأمن الإسرائيلية تنفيذ عمليات واسعة النطاق في المنطقة (أ)، بما في ذلك استهداف مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان والمراكز الحضرية الفلسطينية.

ورأى وينسلاند أنّ هجوم المستوطنين "الإسرائيليين" في قرية "جيت" الفلسطينية، بالقرب من نابلس، والذي أودى بحياة فلسطيني وأدى إلى إصابة آخرين بجروح خطيرة في 15 آب الجاري، مثال آخر على العواقب العنيفة المترتبة على التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، واستمرار انعدام المساءلة عن مثل هذه الجرائم.

وخلص المسؤول الأممي إلى أنّه مع كل هذه الاتجاهات السلبية، وبعد أكثر من 300 يوم من الحرب على غزة، فإن وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الأسرى أمر ضروري من أجل السلام والأمن الإقليميين، بالإضافة إلى الحد من العنف في الضفة الغربية المحتلة بشكل كبير، ودعم قوات الأمن الفلسطينية وتمكينها كي تتمكن من الاضطلاع بمسؤولياتها.

الأكثر قراءة

كلام حمادة "زحطة"... أو معطيات غربية ؟ جنبلاط ساءل نائبه... ويتحسّب للاسوأ