أسرار خفيّة لهرمون "T3 " وتأثيره المذهل على الصحة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُعتبر هرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3) أحد الهرمونات الحيوية التي تفرزها الغدة الدرقية، والتي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم.  يشتهر هذا الهرمون بكونه المحرك الرئيسي لعملية الأيض، حيث يؤثر على معدل حرق السعرات الحرارية، ونمو الخلايا، وتطور الدماغ، ووظائف القلب والأوعية الدموية، وغيرها الكثير.

تمكّن علماء أميركيون من اكتشاف تأثيرات جديدة لهرمون الغدة الدرقية T3 على الجسم والجهاز العصبي. وجاء في بيان صادر عن الخدمة الصحفية لكلية الطب في هارفارد:"اكتشف علماء الفيزيولوجيا العصبية وعلماء الأحياء الجزيئية الأمريكيون أن هرمون الغدة الدرقية T3 يؤثر على عمل مناطق القشرة الدماغية وأجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي المسؤولة عن الفضول والرغبة في الأحاسيس والتجارب الجديدة".

وأشار البيان إلى أن العلماء توصلوا لهذا الاكتشاف أثناء دراسات أجروها على فئران التجارب لمعرفة تأثير زيادة أو نقص هرمون T3 على عملية التمثيل الغذائي للثدييات وتأثيره على السلوك ووظائف الجهاز العصبي، إذ قاموا بدراسة خلايا وأجزاء الدماغ القادرة على التعرف على جزيئات هذا الهرمون، وراقبوا تأثير هذه الجزيئات على الخلايا العصبية والخلايا الداعمة للدماغ.

وأظهرت التجارب على الفئران إلى أن المستقبلات التي تتعرف على جزيئات هرمون T3 لم تكن موجودة فقط في معظم الأعضاء الداخلية للقوارض بل وفي عدد كبير من مناطق القشرة الدماغية وأجزاء أخرى من الدماغ، وأن تنشيط الخلايا العصبية والخلايا الداعمة المرتبطة بها في الجهاز العصبي أدى إلى تغيرات ملحوظة في سلوك القوارض، وأصبحت الفئران أكثر فضولا وميلا لاستكشاف الأشياء غير المألوفة بالنسبة لها.

وحول الموضوع قال الباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد دانيل هوهباوم:"لقد فوجئت للغاية بأن هرمون الغدة الدرقية له مثل هذا التأثير القوي على السلوك النفسي. درست سابقا تأثيرات هذا الهرمون على عمليات التمثيل الغذائي في أجسام الثدييات، لكن اكتشفنا مؤخرا أن الهرمون له تأثير الفضول ومناطق الدماغ التي تؤثر على هذا السلوك".

هذا ويمكن أن يؤدي نقص أو زيادة هرمون T3 في الدم إلى العديد من المشاكل الصحية، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى اختلال مستوى هذا الهرمون:

- أمراض الغدة الدرقية: مثل قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية.

-  الأمراض المناعية: مثل مرض هاشيموتو وداء غريفز.

-   الأدوية: بعض الأدوية قد تتداخل مع إنتاج هرمون T3 أو تأثيره في الجسم.

-  الحمل والرضاعة: قد تتغير مستويات هرمون T3 خلال هذه الفترات.

-   العمر: قد تتغير مستويات هرمون T3 مع التقدم في العمر.

كما تختلف أعراض اختلال مستوى هرمون T3 باختلاف السبب ودرجة الاختلال، ولكن من أبرز الأعراض:

-  نقص هرمون T3: التعب والإرهاق، زيادة الوزن، البرودة، جفاف الجلد والشعر، الإمساك، ضعف العضلات، الاكتئاب.

- زيادة هرمون T3: فقدان الوزن غير المبرر، العصبية، التعرق الزائد، تسارع ضربات القلب، الأرق، الإسهال.

يتم تشخيص اختلال مستوى هرمون T3 عن طريق إجراء فحوصات الدم لقياس مستوى هرمون T3 وهرمونات الغدة الدرقية الأخرى. يعتمد علاج اختلال مستوى هرمون T3 على السبب الكامن وراءه، وقد يتضمن تناول الأدوية أو العلاج باليود المشع أو الجراحة في بعض الحالات.

أخيراً، يلعب هرمون T3 دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجسم، وأي اختلال في مستواه يمكن أن يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض والمشاكل الصحية. لذلك، من المهم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص أي اختلال في مستوى هذا الهرمون وعلاجه في الوقت المناسب.