اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كل تطور ثقافي في أمة من الأمم يولد تقاليد جديدة.وشرط التقاليد المميزة للأمة ان تكون متولدة من حياة الأمة. فهنالك تقاليد مشتركة بين عدد من الأمم ولكن ليست هذه التقاليد هي التي تميز الأمة. نشوء الأمم ص 141

وردني سؤال على الوتس من المواطنة رنا طه التي تقرأ رسائل الزعيم بشغف المشتاقة الى المعرفة.

ما الذي قصده الزعيم في قوله اخضاع التقاليد للحياة الجديدة؟

تحياتي

يمكن ان يكون الجواب على سؤالك بعشرات الصفحات ويمكن أيضا اختصاره ببعض من الأسطر.

سأختصر الجواب محاولا تفسير تعبير اخضاع التقاليد للحياة الجديدة لمسار الرسالة وعلاقة الزعيم بالأديبة الراحلة إدفيك شيبوب على ان نعود لشرح أهمية العادات والتقاليد في مقالة خاصة.

جاء في الرسالة: إن رسالتنا القومية هي رسالة الحياة والتحرر، وإخضاع التقاليد للحياة الجديدة ودعامة هذه الرسالة القوة، القوة العظيمة المتغلبة.

يؤكد الزعيم دائما أنه صاحب رسالة دون ان يكون رسولا من السماء، ويؤكد أيضا انه لم يكن يفصل بين حياته الخاصة والفلسفة السورية القومية الاجتماعية وأنه بشر كبقية الناس يفرح، يحزن، يعشق، يحب، ويبغض دون أن يحقد، ويتعرض للصعوبات كغيره من المواطنين ويتعامل معها على طريقته.

كان في حياته الخاصة قدوة، يصارع من أجل انتصار القضية السورية القومية الاجتماعية في كل أمر يتعلق بها، ليس مهما ان كان كبيرا أوصغيرا ،وها هو ينسب الصعاب التي يتعرض لها من علاقته بالأديبة إدفيك شيبوب الى العادات والتقاليد السائدة في المجتمع.

إن رسالتنا هي رسالة الحياة والتحرر.

يميز سعادة بين العيش والحياة، يتطلب العيش أفعالا تُبقي الانسان حيا بمعنى نقيض الموت بينما الحياة تعني أفعالا وأعمالا لتجويد الحياة وتفعيل العادات والتقاليد بما يتناسب مع الحياة إن يتطويرها أو بإلغاء بعضها.

لا يمكن لنا ان نحيا حياة أجود من تلك التي كانت إذا لم نعمل على التحرر من عوائق التقدم والتطور، ولا يحدث التطور صدفة ولا يكون حدثا عابرا بل ينتج عن نظرة جديدة الى الحياة والكون والفن تشمل مجمل حياة الانسان لفترة زمنية طويلة ولا تتغير الا بعوامل التغيير قي طبيعة حياة الانسان أو طبيعة الكون بشكل عام.

تظهر بداية الرسالة الصعوبات التي تمر بها إدفيك شيبوب ويقول: فليس ما تعانين سوى مظهر فردي من مظاهر الصراع العنيف بين نفسيتين قديمة وجديدة.

هذا اختصار للمواقف التي نشأت بعد ظهور الفلسفة السورية القومية الاجتماعية التي تدعو الى النفسية الجديدة وتؤكد حتمية الصراع بين النفسية القديمة والنفسية الجديدة، لذلك لم يفصل الزعيم بين مشكلته الخاصة مع حبيبته إدفيك شيبوب ومشاكل المجتمع.

لم يهادن في الأمور العامة، فكيف له ان يهادن في المسائل الخاصة، لذلك أراد في رسالته ان يطمئن حبيبته ان المشكلة عامة وليست خاصة ولا يمكن الخلاص منها إلا بإخضاع التقاليد للحياة الجيدة.

يعتقد بعض التغييرين ان مسألة اخضاع التقاليد للحياة الجيدة تحصل عبر سياق حركة الحياة، وأن التطور في المجتمع يحصل بشكل طبيعي لأن الحياة ترفض الجمود والثبات.

أما سعادة يؤكد ان هذا التغيير يتم بفعل القوة، القوة العظيمة المتغلبة.

لا يمكن ان تتغير العادات والتقاليد إلا بفعل القوة الناتجة عن النظرة الجديدة الى الحياة والكون والفن.

قصد سعادة بالقوة ،صحة العقيدة وصوابية القضية، قصد قوة المدرحية ،وليس القوة المادية التي تولد ديكتاتوريات ظالمة وأنظمة استبدادية.

تسود مجموعة من العادات والتقاليد في المجتمع السوري تقف سدا قويا أمام الحركة الهادفة الى وحدة الأمة، منها ما يتعلق بالحياة الفردية ومنها ما يتعلق بحياة الفئات والجماعات.

ومن هذه التقاليد ما له علاقة بالزواج.

بالإضافة الى قوانين الطوائف التي تحرّم الزواج بين أبناء الطوائف كانت وما زالت توجد تقاليد تمنع الزواج بين العشائر والطبقات والعائلات وما له علاقة بالإنساب والأصول والمستويات الثقافية عند بعض الأشخاص.

وواحد من هذه الأسباب شكّل صعوبة قوية بوجه العلاقة بين سعادة وإدفيك شيبوب.

يعتبر سعادة انه لا يمكن لنا إنشاء مجتمعا جديدا إلا ببعث نهضة ثقافية جديدة تُطلق عادات وتقاليد جديدة، يقول سعادة:

كل تطور ثقافي في أمة من الأمم يولد تقاليد جديدة.وشرط التقاليد المميزة للأمة ان تكون متولدة من حياة الأمة. فهنالك تقاليد مشتركة بين عدد من الأمم ولكن ليست هذه التقاليد هي التي تميز الأمة. نشوء الأمم.

ربط سعادة بين التقاليد الجديدة والتطور الثقافي واشترط ان تكون هذه الثقافة متولدة من حياة الامة وليست مستوردة من أمم أخرى ،ولا تخضع لتأثيرات تفرضها الأمم القوية على الأمم الضعيفة.

تعيش أمتنا هذه الأيام غزوا ثقافيا من جميع الجهات، وهي الآن مسرح لهذه الثقافات، والخطورة انها مستسلمة استسلاما تاما لهذا الغزو ولا تشهد مقاومة حقيقية له، تختصر مقاومته على نقاط ضوء تشكل نقطة انطلاق لثقافة قومية اجتماعية مستلهمة من تاريخ بلادنا.

يقول سعادة: المجتمع معرفة والمعرفة قوة، ونحن نراهن على وجود مجتمع المعرفة بأمثالك اللواتي يطلبن المعرقة اللواتي يطلبّن المعرفة ويتحصن بالقوة التي هي القول الفصل في إثبات الحق او انكاره.



الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان