يريد الرئيس المكلف نواف سلام ان يشكل فريقا متجانسا وفعالا يشبه المرحلة الجديدة، ولا يريد ان تغرق حكومته الاولى في مطبات المماحكات والتعطيل. هذا ما سمعه مَن اجتمع به في الاستشارات الملزمة التي اجراها، او في لقاءاته الاخيرة، ملاحظين تشديده على التقيد بدستور الطائف، وفقا لقناعاته ولوجهة نظره تجاهه.
ومن البديهي ان يسمع زواره تأكيدا متكررا على ورشة الاصلاح، التي ستأخذ حيزا كبيرا من عمل الحكومة، معتبرا ان هناك فرصة حقيقية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان،لا يجب تفويتها او تضييعها. ويلمس الزوار ايضا ان سلام يريد الاسراع في تشكيل الحكومة، لكنه يحاذر الاستعجال والاقدام على دعسة ناقصة، لانه يبني على حكومته آمالا تتجاوز السنة والنصف من عمرها المحدود بالاستحقاق النيابي في ايار العام ٢٠٢٦.
هذا بعض ما يريده ويسعى اليه الرئيس المكلف، الذي يدخل نادي السلطة بدفع عربي ودولي بالدرجة الاولى، ودعم داخلي متدحرج يعرف اللبنانيون كيف تفاعل خلال ٢٤ ساعة.
ولا يختلف اثنان حول العناصر والمؤهلات التي تجعل نواف سلام شخصية مهمة، لكن تجربته الديبلوماسية وترؤسه المحكمة الدولية، لا تؤمنان له شروط النجاح في مهمته الكبيرة اليوم، اذا تعامل معها بطريقة غير واقعية، وتجاهل عناصر وادوات تشكيل الحكومات ليس في لبنان، بل في العالم.
يقول مصدر سياسي مخضرم ان من حق سلام ان يخرج من اسلوب المحاصصة التقليدي في تشكيل الحكومة، لكنه لا يستطيع ان يتجاوز القوى السياسية والكتل النيابية، التي تملك حق اعطاء الثقة لحكومته او حجبها. قد يمون بالطريقة التي اعتمدت في تسميته على بعض الكتل وعدد من النواب، لكنه لن يتمكن من القفز فوق الآخرين لاسباب متعددة ومختلفة، محدثا جلبة وارباكا قويين في وجه اول حكومة له.
وبرأي المصدر ان ما صرح به في قصر بعبدا حمل الشيء ونقيضه، ولا ندري مَن قصد في تشديده على انه ليس "ليبان بوست " اي وسيلة بريد، لان العبارة لم تكن في محلها، ولان كلامه جاء بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية.
في كل الاحوال، يعتقد المصدر ان سلام يواجه ضغطا قويا منذ ان بدأ استشاراته لتأليف الحكومة. لكن محاولة اظهار نفسه بموقع قوي للغاية، تكاد تكون نسخة غير مطابقة للتماهي بقوة الرئيس عون، وما احدثه انتخابه بعد خطاب القسم.
في الايام القليلة الماضية، تبين بل تأكد ان محاولة البعض تشويه الحقيقة، بالايحاء ان المشكلة التي تواجه تاليف الحكومة محصورة بموقف ومطالب الثنائي الشيعي، هي محاولة تضليلية وظالمة، لا سيما مع بروز عقد عديدة من مصادر مختلفة، منها ما يتعلق بالنزاع المسيحي على الحقائب، ومنها ما هو مرتبط بطموح وتحريض بعض "التغييريين" الذين يقطعون انفاس سلام، ومنها ما يكمن في حسابات الرئيس المكلف من جهة، وما يركز عليه رئيس الجمهورية الذي يبدو انه منجسم مع نفسه ومع ما يعلنه يوميا، انطلاقا من خطاب القسم.
يبدو جليا ان فكرة فصل التشكيلة الحكومية عن الواقع السياسي في البلاد، هي فكرة خائبة وغير ممكنة. وهذه الحقيقة لا يستطيع نواف سلام تجاهلها، لكنه حسب ما تسرب مؤخرا، لا يريد ان يذيب شخصيته في تشكيلة سياسية كاملة، بوجوه واسماء جديدة تحت العنوان المحبب اليوم "الكفاءة والاختصاص ".
وبرأي مصدر نيابي ان من حق سلام ان تكون له بصمة فعالة في اختيار الوزراء، لكن هذا لا يعني ان نسقط وزراء "بالباراشوت" بحجة انهم احتلوا مراكز في منتديات ومؤسسات دولية، او انهم يملكون علاقات في نادي المستثمرين ورجال المال والاعمال او ما شابههم. وهذا الاعتقاد مبني على الاسماء التي اخذت بعض المحطات الاعلامية تروج لها بايحاءات نافرة ومكشوفة.
ويضيف المصدر ان حكومة الـ٢٤ وزيرا تتسع لخلطة وزارية "تكنو سياسية"، وبمستطاع الرئيس المكلف ان يشرف على انضاجها بالتشاور مع رئيس الجمهورية في غضون ايام وليس اسابيع، اذا اعتمد معايير واضحة، ولم يصغ لتحريض اصحاب اقتناص الفرص. ويلفت المصدر ان التأليف يحتاج ايضا الى مرونة من القوى والكتل النيابية، لمساعدة الرئيس المكلف في توسيع هامش توزيع الحقائب الدسمة والخدماتية، بعيدا عن الحسابات الانتخابية.
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:30
ترامب: رفع العقوبات عن سوريا يدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية، وإجراءاتنا بشأن سوريا لا تشمل من يهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الولايات المتحدة وسوريا وجيرانها.
-
23:30
ترامب: إجراءاتنا لا تشمل تنظيم داعش أو غيره من المنظمات الإرهابية أو منتهكي حقوق الإنسان، والحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع اتخذت إجراءات إيجابية.
-
23:24
البيت الأبيض: الأمر التنفيذي بشأن سوريا يدخل حيز التنفيذ غدا الثلاثاء، وهو يبقي العقوبات على الأسد ومساعديه وتنظيم الدولة.
-
23:23
وزير الخارجية السوري: رفع العقوبات عن سوريا يفتح الباب لعملية طال انتظارها لإعادة الإعمار والتنمية، ويساعدنا في الانفتاح على المجتمع الدولي.
-
23:22
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: الولايات المتحدة ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها.
-
23:16
البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا.
