تجلس مجموعة من الرجال والنساء بقسمات جادة ورؤوس منكسة حول طاولة دائرية. تتماسك أيديهم ويستغرقون في استنطاق أرواح الموتى، كما يعتقدون.
هكذا تظهر في السينما وفي البرامج الوثائقية مشاهد من يزعمون أنهم وسطاء روحانيون يستطيعون التواصل مع أرواح الموتى ونقل رغباتهم وهواجسهم.
هذه الظاهرة كانت انتشرت بشكل واسع في أوروبا في القرن التاسع عشر، وعادت إلى الظهور بقوة في عصرنا مشتغلة الوسائل الحديثة مثل التلفزيون والإنترنت، حتى أن بعض الدول أتاحت لهؤلاء العمل بشكل رسمي، أو على الأقل لا تضايقهم إذا لم تسفر نشاطاتهم عن أذى للآخرين.
مع ذلك، يضع العلم تحضير الأرواح في خانة الخرافة، وكان العديد من العلماء قد درسوا مرارا هذه الظاهرة التي يؤمن بها العديدون، وتوصلوا على أن كل ما يحدث في جلسات تحضير الأرواح ما هو إلا خداع بصري وحيل تسند من قبل من يشاهدها بما يعرف بخداع الذات.
كان العالم الكيمائي والفيزيائي البريطاني مايكل فاراداي "1791 – 1867 " وهو متخصص في المجال الكهرومغناطيسي، قد شهد جلسة لتحضير الأرواح ادعى أصحابها أنهم قادرون على جعل الطاولة تتحرك تلقائيا. راقب العالم ما جرى في الجلسة، وبدا له أن الطاولة تحركت. طلب فاراداي من المشاركين في تحضير الأرواح إعادة التجربة. قام بتثبيت قطع من الورق بأكفهم وإيصالها مع بعضها. افترض هذا العالم أن الطاولة إذا دارت تلقائيا، فإن الأوراق ستتحرك أولا وستشد معها أيدي الوسطاء الروحيين. حدث العكس وتحركت ايدي الوسطاء في اتجاه حركة الطاولة أولاء ولحقت بها الأوراق، ما يعني أن الطاولة تحركت بتدخل لا إرادي من ايدي هؤلاء.
هذه اللجنة بعد أن أجرت العديد من الاختبارات توصلت إلى نتيجة مفادها أن ما يجري في جلسات تحضير الأرواح ما هو إلا نتيجة عن حركات لا واعية أو خداع لا واع، وأن الاتصال بأرواح الموتى خرافة.
في تجربة قام بها اثنان من علماء النفس في عام 1997، طلب من مجموعتين من المشاركين السير داخل مبان مهجورة. إحدى المجموعتين قيل لها إن المبنى مغلق للإصلاح، في حين أن المجموعة الثانية أبلغت بأن أرواحا تسكن الموقع الذي سيزورونه.
المجموعة الأولى عادت وأكدت أنها لم تلاحظ أي شيء غريب، فيما تحدث أفراد المجموعة الثانية عن شعورهم بـ"أحاسيس غريبة" داخل المبنى. النتيجة أن إبلاغ أفراد المجموعة الثانية عن وجود أشباح، شحذ حواسهم وأطلق عنان الخيال.
مهندس يدعى فيك تاندي رصد اهتزاز الأدوات في مختبره وتحير في الأمر. تبين لاحقا أن المختبر مجهز بمروحة صامتة خلقت الاهتزازات القوية التي شعر بها وأفزعته. حين أوقفت المروحة عن العمل لم تعد أدوات المختبر تتحرك.
العلماء يؤكدون أن "توهم" البعض أنهم يسمعون أحاديث الموتى أو يرون أشباحهم، يكون أحيانا بسبب تأثير المجالات المغناطيسية، وأحيانا أخرى بسبب مواد ضارة مثل الكيماويات المنزلية ومبيدات الحشرات المسببة للهلوسة.
الأشباح، يعتقد البعض أنه يراها وخاصة في الأماكن المهجورة. العلماء يقولون إن مواد البناء في تلك الأطلال تتعفن وتتحلل وينجم عنها فطريات وجراثيم، تسبب الهلوسة وتجعل البعض يرى مثل هذه الخيالات.
يتم قراءة الآن
-
ايجابيات وسلبيات التعميمين 158 و166 غبريل للديار : اتخذ مصرف لبنان قرار رفع سقف قيمةً السحوبات لان الحل الشامل للودائع متأخر
-
برّاك يطرح تسوية صعبة والحكومة على مفترق طرق تحويلات المغتربين تبقي الاقتصاد حيًّا رغم الأزمات انطلاق الامتحانات الرسمية وسط احتجاجات وتحديات تربوية
-
أين إيران في تغيير الشرق الأوسط؟
-
نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
الحكومة السورية: - نرحب بأي مسار مع قسد من شأنه تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد
-
23:33
الحكومة السورية: متمسكون بمبدأ سوريا الواحدة وجيش واحد وحكومة واحدة
-
23:33
بيتكوين تسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا عند 111051 دولارا بارتفاع 2.2%
-
23:32
قصف مدفعي وفوسفوري على أطراف الوزاني
-
22:55
الرياضي يفوز على الحكمة بنتيجة 83 - 75 ويتقدم 3-1 في السلسلة النهائية من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:05
- القاضية دورا الخازن ادعت على جاد غاريوس مدير شركة betarabia بالتهرب الضريبي وإثراء غير مشروع وتبييض الأموال
