اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عُقدت في ربيع عام 2022 بمدينة إسطنبول، إذا طلبت أوكرانيا ذلك، بينما كانت موسكو تستبعد أي نقاش على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك.

وخلال جلسة حوار في إطار منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في شرق روسيا، قال بوتين: "هل نحن مستعدون للتفاوض معهم؟ لم نرفض ذلك أبداً".

وأضاف "إذا ظهرت رغبة في التفاوض (لدى أوكرانيا)، لن نرفض"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ هذه المحادثات "لن تتم بناءً على بعض المطالب العابرة، بل يجب أن تستند إلى الوثائق التي تمّ الاتفاق عليها وتوقيعها في إسطنبول" ربيع العام 2022.

وأشار الرئيس الروسي إلى أنّه في ذلك الحين "تمّ التوصّل إلى اتفاق، بحيث كان الجانب الأوكراني بشكل عام عنه، بدليل أنّ رئيس الوفد الأوكراني وقّع الوثيقة"، لكنّه "لم يدخل حيّز التنفيذ بسبب إصدار أمر بعدم القيام بذلك، لأنّ النخب في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية أرادت إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".

وكان الكرملين أعلن مراراً أنّ روسيا وأوكرانيا على وشك التوصّل إلى اتفاق في ربيع 2022، بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا.

وفي السياق، أكّد بوتين أنّ القوات المسلحة الروسية تمكّنت من الحفاظ على استقرار الوضع، بحيث "لم يحقّق العدو أياً من أهدافه"، فقد "أضعف العدو نفسه، وسرّعت القوات المسلحة من هجومها في دونباس".

وأشار إلى أنّ "خسائر القوات الأوكرانية ضخمة استناداً إلى عدد من المصادر المختلفة"، مضيفاً أنّ "تلك الخسائر تسرّع من انهيار الجيش الأوكراني، وهو ما تسعى روسيا لتحقيقه".

كما شدّد على أنّ "ضربات تشكيلات القوات الأوكرانية للمحطات النووية في كورسك أو زباروجيا خطيرة للغاية"، واصفاً تلك الضربات بـ "الهجمات الإرهابية".

ولفت بوتين إلى أنّ "العدو يهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، غير أنّ هجوم كورسك دفع نحو العكس تماماً، بحيث ازداد عدد الملتحقين بالقوات المسلحة الروسية بعقود بعد ذلك الهجوم، وازداد حشد الجبهة الداخلية ضد العدو".

وخلال عرضه القدرات الروسية العسكرية، أكّد أنّ بلاده "تمتلك أسطولاً فريداً يتألف من كاسحات الجليد، منها 34 كاسحة تعمل بالديزل من مختلف الفئات والمستويات، و7 كاسحات جليد نووية عاملة، و3 كاسحات جليد قيد التصنيع حالياً"، فيما "سنواصل توسيع هذا الأسطول".

في سياق آخر، وبشأن التضييق على قطاع الطاقة الروسي، أكّد بوتين أنّ الاقتصاد العالمي "لن يحتمل إغلاق قطاع الطاقة لدينا"، ففي اليوم التالي "ستقفز أسعار موارد الطاقة إلى السماء".

وأوضخ أنّه إذا "رفضت أوكرانيا عبور الغاز من روسيا، فإنّ ذلك يعني أنّ إمدادات الغاز إلى أوروبا ستنخفض، وسيتوجه إلى اتجاهات أخرى، عبر خط أنابيب الغاز التيار التركي، وربما جزء عبر التيار الأزرق".

وفي الإطار، رأى بوتين أنّ رفض ألمانيا استيراد الغاز الروسي عبر التيار الشمالي، يُعدّ "حماقةً غير مفهومة"، و"نوع من التشوّه المهني، والفصام".

وقال بوتين إنّ "27.5 مليار متر مكعب من الغاز ممكن أن تذهب إلى ألمانيا عبر التيار الشمالي إذا اتفقت مع روسيا على تشغيل التيار"، معرباً عن عدم فهمه لرفض مثل هذا الحل.

ولفت إلى أنّ الاقتصاد الألماني "يعتمد على موارد الطاقة الروسية، ونحن مستعدون للتوريد، لكنهم هم من يغلقون الأبواب، ما يدفع عدداً من القطاعات الصناعية هناك إلى أبوابها"، معقّباً أنّ "الغرب يستند إلى التعالي ويضرّ بمصالحه بنفسه".

كذلك، بيّن بوتين أنّ الزيادة في إمدادات الغاز من روسيا إلى الصين "لا تتعلق بالأحداث الأوكرانية، بل بنمو الاقتصاد الصيني".

وأردف الرئيس الروسي أنّ الاقتصاد الصيني، من حيث القدرة الاستهلاكية، هو "الاقتصاد الأول في العالم من حيث الحجم، فيما الاقتصاد الأميركي هو الثاني، إذ يتسع الفرق بينهما عاماً بعد عام،"، مضيفاً أنّ "الهند هي الثالثة، وروسيا هي الاقتصاد الرابع، تليها اليابان".

كما أكّد أنّ "التعاون بين روسيا وإيران في مجال الغاز الطبيعي يمثّل فرصاً هائلة"، موضحاً أنّ "الأسواق القريبة من إيران ضخمة".

وخلال تطرّقه إلى القضايا الدولية، قال بوتين إنّ الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، فرض عدداً كبيراً من العقوبات على روسيا، متأملاً ألّا تكرّر المرشحة الرئاسية كامالا هاريس ذلك.

وأردف بوتين أنّ "الانتخابات الرئاسية الأميركية هي خيار الشعب الأميركي"، مضيفاً: "كان اختيارنا هو الرئيس الحالي جو بايدن، وهو قام باختيار نائبته هاريس لخلافته في الترشّح، لهذا فنحن أيضاً".

أمّا بشأن مستجدّات الحرب "الإسرائيلية" على قطاع غزة، فأوضح الرئيس الروسي أن موقف موسكو بشأن فلسطين والتسوية في الشرق الأوسط، هو "حل الدولتين"، إلاّ أنّ ذلك "لا يتم تنفيذه، فالمشكلة اليوم هي محاولة هيمنة الولايات المتحدة على حل الأزمة في الشرق الأوسط".

وذكّر بوتين بلقائه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مردفاً أنّ موسكو سوف تسعى للإسهام "في التوصل إلى حل المشكلة".

وأضاف: "نحن نقدّم الدعم الإنساني، ونحاول حلّ مشكلة الأسرى، ونتوصّل إلى بعض النتائج في هذا المسار، وسنواصل المحاولة".

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار