اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة حوار في إطار منتدى اقتصادي، استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع كييف، موضحاً شروط ذلك، متطرّقاً إلى مستجدات الحرب في أوكرانيا ميدانياً، وإلى قضايا أخرى محلية ودولية وإقليمية، في وقت أعلن فيه المستشار النمسوي كارل نيهامر أن بلاده مستعدة لاستضافة المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية.

فقد كتب نيهامر عبر حسابه على منصة «إكس»: «تابعنا تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول انفتاحه على محادثات السلام مع أوكرانيا». وأضاف: «ينبغي إجراء مفاوضات دون شروط مسبقة، ستكون النمسا مستعدة لدعم سلام عادل ودائم قائم على القانون الدولي وتكون كمنصة للمفاوضات كونها دولة مضيفة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا».

وكان أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عُقدت في ربيع عام 2022 بمدينة إسطنبول، إذا طلبت أوكرانيا ذلك، بينما كانت موسكو تستبعد أي نقاش على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك.

وخلال جلسة حوار في إطار منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك في شرق روسيا، قال بوتين: «هل نحن مستعدون للتفاوض معهم؟ لم نرفض ذلك قط». وأضاف «إذا ظهرت رغبة في التفاوض (لدى أوكرانيا)، لن نرفض»، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ هذه المحادثات «لن تتم بناءً على بعض المطالب العابرة، بل يجب أن تستند إلى الوثائق التي تمّ الاتفاق عليها وتوقيعها في إسطنبول» ربيع العام 2022.

وأشار الرئيس الروسي إلى أنّه في ذلك الحين «تمّ التوصّل إلى اتفاق، بحيث كان الجانب الأوكراني بشكل عام عنه، بدليل أنّ رئيس الوفد الأوكراني وقّع الوثيقة»، لكنّه «لم يدخل حيّز التنفيذ بسبب إصدار أمر بعدم القيام بذلك، لأنّ النخب في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية أرادت إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا».

وكان الكرملين أعلن مراراً أنّ روسيا وأوكرانيا على وشك التوصّل إلى اتفاق في ربيع 2022، بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا.

وفي السياق، أكّد بوتين أنّ القوات المسلحة الروسية تمكّنت من الحفاظ على استقرار الوضع، بحيث «لم يحقّق العدو أياً من أهدافه»، فقد «أضعف العدو نفسه، وسرّعت القوات المسلحة من هجومها في دونباس». وأشار إلى أنّ «خسائر القوات الأوكرانية ضخمة استناداً إلى عدد من المصادر المختلفة»، مضيفاً أنّ «تلك الخسائر تسرّع من انهيار الجيش الأوكراني، وهو ما تسعى روسيا لتحقيقه». كما شدّد على أنّ «ضربات تشكيلات القوات الأوكرانية للمحطات النووية في كورسك أو زباروجيا خطيرة للغاية»، واصفاً تلك الضربات بـ «الهجمات الإرهابية». 

ولفت بوتين إلى أنّ «العدو يهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، غير أنّ هجوم كورسك دفع نحو العكس تماماً، بحيث ازداد عدد الملتحقين بالقوات المسلحة الروسية بعقود بعد ذلك الهجوم، وازداد حشد الجبهة الداخلية ضد العدو».

وخلال عرضه القدرات الروسية العسكرية، أكّد أنّ بلاده «تمتلك أسطولاً فريداً يتألف من كاسحات الجليد، منها 34 كاسحة تعمل بالديزل من مختلف الفئات والمستويات، و7 كاسحات جليد نووية عاملة، و3 كاسحات جليد قيد التصنيع حالياً»، فيما «سنواصل توسيع هذا الأسطول».

من جهته ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ، أن روسيا  لا ترى أي شروط مسبقة لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا في الوقت الحالي.

وقال بيسكوف إن السلطات الروسية لا تناقش إجراء تعبئة جديدة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس.

ميدانيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جيش بلاده ينجز جميع المهام المحددة في عملياته بمنطقة كورسك الروسية.

وقال زيلينسكي، في خطابه المسائي عبر الفيديو، «من المهم للغاية أن يتم إنجاز جميع المهام المحددة في عملية كورسك».

واخترقت قوات أوكرانية الحدود الروسية على نحو مفاجئ في السادس من آب الماضي، ولا تزال موجودة حتى الآن في كورسك. وعلى الجانب الروسي، قُتل 3 مدنيين في قصف أوكراني ببلدة في منطقة بيلغورود الواقعة بمحاذاة الحدود مع أوكرانيا، على ما أفاد به حاكم المنطقة.

وأوضح الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف عبر تليغرام أن البلدة «قُصفت مرات عديدة من جانب الجيش الأوكراني»، ما أدى إلى «مقتل 3 مدنيين».

وكانت روسيا أعلنت، أن الضربة الصاروخية التي شنتها قبل يومين على مدينة بولتافا وسط أوكرانيا، استهدفت «مركز تدريب» عسكريا، وأنها حققت كل «أهدافها». وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن «القوات المسلحة الروسية نفذت ضربة دقيقة على مركز التدريب المشترك الـ179 للجيش الأوكراني في مدينة بولتافا»، مضيفة أنه «تمت إصابة كل الأهداف المحددة».

من جهتها، قالت السلطات الأوكرانية إن الضربة أدت الى مقتل أكثر من 50 شخصا، وإصابة أكثر من 270 آخرين.

«خطوط روسيا الحمراء»

وتعليقا على الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن «الولايات المتحدة تعرف جيدا أين هي خطوط روسيا الحمراء، ويجب عليها ألا تستهزئ بهذا الأمر».

جاء ذلك في مقابلة مع قناة «روسيا» الرسمية، علّق فيها لافروف على نية واشنطن تقديم صواريخ لأوكرانيا يمكن استخدامها في مقاتلات «إف 16».

وأوضح لافروف أنه لن يتفاجأ إذا تم تنفيذ مثل هذه الخطوة، مبينا أن الولايات المتحدة تجاوزت بالفعل العتبة التي حددتها لنفسها فيما يخص دعم أوكرانيا.وأضاف أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي استغل الدعم الأميركي المقدم لبلاده.

وأشار إلى أنه «لا يزال هناك أشخاص عقلانيون في الولايات المتحدة يمكنهم تقييم عواقب شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا»، معربا عن أمله في أن تؤخذ مصالح الولايات المتحدة في الاعتبار.

وقبل نحو 10 أيام، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا بقيمة تصل إلى 125 مليون دولار.

حريق مصفاة موسكو

وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف قوله إن الحريق الذي اندلع في مصفاة نفط كبيرة بموسكو لن يسبب نقصا في الوقود بالمنطقة، مشيرا إلى أن إنتاج المصافي الأخرى سيساهم في تعويض الاضطراب المؤقت.

وتعرضت مصفاة موسكو جنوب شرقي العاصمة الروسية لهجوم بطائرة مسيرة مطلع الشهر الجاري أيلول، عندما استهدفت أوكرانيا أيضا محطات طاقة روسية. 

الأكثر قراءة

مبادرة رئاسية فرنسية شرطها هدنة في غزة... «الرباعي» في الديمان: لن نورط سيدنا في الزواريب ونحن جزء من معادلة الرئاسة اجتماع اميركي ــ «إسرائيلي» افتراضي حول لبنان واستهداف موظفي اليونيفيل قيد المتابعة