انتهت صلاحية كل تعابير الصبر، وما عادت مفردات اللغة تحمل معاني ما يحصل في فلسطين، انتهت صلاحية التعابير التي تتحدث عن البطولات التي حصلت في تاريخ الأمة والعرب، انتهت صلاحية التعجّب من معارك الإبادة في التاريخ، وجاء من جعل الناس تترحم على نيرون وهتلر ووحوش الغرب التي أبادت الهنود الحمر.
للتاريخ خنساء واحدة، ولفلسطين المئات منها، للتاريخ خنساء بلغت من العمر نصف قرن وأكثر ولفلسطين كل يوم خنساء بلغت من العمر بضع سنوات وبضع عقود. للتاريخ خنساء فقدت أولادها في المعركة ولفلسطين كل يوم خنساء فقدت أولادها وزوجها وإخوتها وبيتها وكل ما يربطها بالحياة.
خنساء فلسطين ليست كبقية النساء.
خنساء فلسطين مشنشله بقلادة مواقف العز وخلاخل العظمة، وترتدي عباءة الكرامة المطرزة بخيوط غصون الزيتون العاصية على ظُلم الأباطرة وقهر الزمان.
خنساء فلسطين طفلة ترى غزة قطاعا ليس من هذا العالم، وترى فلسطين جوهرة خلف القمر يطوق عنقها ذاك الوحش الحاجب لضوء القمر وتنتظر الخلاص.
خنساء فلسطين صبية كانت تزور فلسطين قبل الطوفان مع زوجها ورفضت الخروج من قطاع غزة رغم مغريات الرحيل، وبقيت بعد ان غادر القطاع زوجها الأجنبي وهي تستشهد مع كل مجزرة ومذبحة واستشهاد طفل وطفلة، سيدة فقدت زوجها وأولادها وأحفادها وما زالت ترفض الرحيل، أم تناولت طعام الغداء مع ابنها وخرجت من الغرفة للحظات فجاء الصاروخ واستشهد كل أفراد العائلة وبقيت وحيدة.
لم يسبق في التاريخ ان وقف العالم كله يتفرج على ارتكاب حرب إبادة، ولم يسبق في التاريخ ان ذوي القربى يلطخون أياديهم بدماء أنسبائهم. نحن نعلم انه يمكن لذوي القربى ان يتقاتلوا ويقتل بعضهم بعضا طمعا في السلطة، وقد نقرأ ان ذوي القربى استنجدوا بالغرباء للوصول الى السلطة، ولكن لم نقرأ أنهم وقفوا يسترقون السمع لنهاية الاخوة بنار الأعداء.
خنساء فلسطين لا تقول آه ولا تصرخ آخ، بل تقول هذا القليل من أجل فلسطين عندما ترى أطفالها مع أترابهم يسبحون في بحر من الدم.
من شهيق وزفير خنساء فلسطين سيتنشق النبت الصالح نسيم صبح الزمن التالي، من ضفائر شعرها ستكون زينة صبايا الزمن التالي. من لون وجنتيها سيرسم الفنانون لوائح إبداع الزمن التالي، من لون دموعها المسجونة بين قضبان مشاعرها ستتدفق سواقي الينابيع لتُلبس السهول اللون الأخضر والجبال والتلال اللون البنفسجي وأحواض الياسمين الألوان الزاهية.
يتم قراءة الآن
-
سلام متمسك بصلاحياته: لست «ليبان بوست»... عقبات امام التأليف؟ التعيينات الأمنية على نار حامية... هل تبدأ المداورة من المراكز الهامة؟ ماكرون لفريقه: مؤتمر لإعادة الاعمار في بيروت بحضور دولي
-
أنا أميركا ... أنا العالم
-
عون اكثر واقعية من سلام والاخير يسرّ لمقربين: لن التزم بتوقيت
-
اغتيال مسؤول من”حزب الله” في البقاع الغربي
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:38
القناة 14 "الإسرائيلية" عن مسؤول أمني رفيع: رئيس الاستخبارات العسكرية سيقال إن تبين أن له دورا في إخفاق 7 تشرين الأول.
-
23:37
مستوطنون يهاجمون مدرسة بورين الثانوية جنوبي نابلس ويعبثون بمحتوياتها.
-
23:37
مئات الفلسطينيين لا يزالون عالقين منذ ساعات عند حواجز الاحتلال العسكرية المنتشرة في الضفة.
-
23:36
القسام: عناصرنا يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات العدو في بلدتي عرابة وفحمة غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
-
23:06
غرفة التحكم المروري للسائقين: لتوخي الحذر وتخفيف السرعة بسبب تساقط الأمطار التي تسبب إنزلاقات وحوادث مرورية حرصًا على السلامة العامة.
-
22:46
البيت الأبيض: الرئيس ترامب وقع أمرا تنفيذيا بتعليق دخول المهاجرين من الحدود الجنوبية.