اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يصادف يوم الاثنين موعد مثول حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي. وكان مدّعي عام التمييز القاضي جمال الحجّار، قد أوقف سلامة احترازيًا لمدّة أربعة أيام الأسبوع الماضي. وأحال النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم ملف الادعاء إلى القاضي بلال حلاوي الذي باشر دراسة الملف، وحدّد تاريخ الاثنين للاستماع إلى سلامة في ملف الادعاء من قبل النيابة العامّة.

ما هو سبب توقيف سلامة؟ وماذا دار بين الحجّار وسلامة؟ لا أحد يعرف نظراً إلى سرية التحقيق التي حرص الحجّار على الحفاظ عليها. من هنا كثرت التخمينات والمراهنات عن أسباب التوقيف الاحترازي، فمنّها من رجّح أن يكون هذا الإجراء استباقيًا لأي إجراء قضائي أوروبي قد يفضح كل الطبقة السياسية أمام المجتمع الدولي.

وبحسب مستشار كبير سابق، إبعاد رياض سلامة عن الساحة بواسطة القضاء «بغضّ النظرّ عمّا إذا كان مرتكبًا أم لا»، جاء كنتيجة لأمرين: الأول تبرئة أصحاب النفوذ السياسيين من أي تُهَمْ مالية، وإغراق العديد من الرؤوس المصرفية.

ويبتّ قاضي التحقيق الأول في بيروت، بلال حلاوي، غدا بشأن توقيف سلامة بمذكرة وجاهية او إخلاء سبيله بكفالة مالية. ورجّح مصدر سياسي مطّلع، إخلاء سبيل سلامة بكفالة مالية نظرًا إلى أنه لم يعد موجودًا في منصبه، ونظرًا إلى أنه ممنوعٌ من السفر، وبالتالي لن يكون هناك من أسباب موجبة لتوقيفه طوال التحقيق الذي سيتطلّب وقتًا، نظرًا إلى تشعب الملفات الملاحق بها سلامة.

الكمّاشة الدولية

إلى هذا، صرّح مرجع اقتصادي في حديثٍ لجريدة «الديار»، أن الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان من كل الجهات. وإذ أشار إلى جدّية وخطورة إدراج لبنان على اللائحة الرمادية، خصوصًا في ظل دولة أعلنت تعثّرها المالي، شدّد على عجز السلطة السياسية عن القيام بما يلزم لتفادي الدخول إلى هذه اللائحة. وأضاف، أصبح لبنان وسوريا معًا رهينتين للمجتمع الدولي من باب الاستيراد، إذ من اليوم وصاعدًا لن تمرّ عبر المصارف المراسلة إلا العمليات التي يوافق عليها المجتمع الدولي. وسيكون هناك عينٌ ساهرة على تطبيق هذا الأمر. وحذّر المرجع من التضييق على لبنان، وذلك بتزامن ثلاثة عناصر: إدراج لبنان على اللائحة الرمادية وهو ما يعني التضييق في عمليات الاستيراد والتحاويل المالية، وفرض عقوبات على شركات وأفراد لبنانيين وهو ما يعني التضييق على الاقتصاد وعلى الأفراد وحركة تنقّلهم، والضغط على القطاع المصرفي اللبناني ودفعه نحو الإفلاس مما يُسهّل كثيرًا من الأمور على الداخل والخارج. وختم المرجع بالقول: «مُخطئ من يعتقد أنه لن يكون هناك تداعيات على لبنان في حال إدراجه على اللائحة الرمادية، حتى لو تمّت المحافظة على العلاقات مع المصارف المراسلة».

المطامع والإرهاب الإسرائيليين

على صعيد آخر ، كشف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في مقابلة تلفزيونية أن «إسرائيل نقلت للبنان رسالة عبر وسطاء، مفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة». وهو ما يبيّن النيات الخبيثة للعدو الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه يُشرّع للمقاومة اللبنانية القيام بكل ما يلزمّ لردّع هذا العدو الغاشم الملطّخة يده بدماء عشرات الألوف من الأبرياء الفلسطينيين واللبنانيين. على هذا الصعيد، كان مُلفتًا أمس تصريح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي قال إن «إسرائيل لن تتوقف عند غزة، وستطمع بأراضي سوريا ولبنان وتركيا بعد احتلال رام الله»، مضيفًا «الوقوف ضد إرهاب دولة إسرائيل واجب إسلامي وإيماني بالنسبة لنا، كما أنه قضية وطنية». وهو ما يدل على نفور المجتمع الدولي من الممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، والتي أصبح يراها العالم إرهابًا ومجازر ضد الفلسطينيين. ويُجري مجلس معلومات السلام الأميركي (APIC) ومنظّمة «Green Audit» ومقرّها بريطانيا، تحقيقاً في احتمال استخدام «إسرائيل» للأسلحة النووية الصغيرة في غزة وجنوب لبنان منذ تشرين الأول 2023. ويأتي ذلك على خلفية تقرير علمي صدر في العام 2021 في مجلة «نيتشر»، يُظهر أن «إسرائيل» استخدمت في هجماتها على لبنان في العام 2006 وتلك التي شنّتها على غزة في عامي 2008 و2014، سلاحًا نوويًا جديدًا يقتل بوميض إشعاعي عالي الحرارة وبالنيوترونات.

العدوان الإسرائيلي

وكان جيش الإحتلال قد أغار أمس على مناطق عديدة في غزّة موقعًا 31 شهيدًا، 22 منهم في وسط القطاع وجنوبه. وقصفت مدفعية العدو مدرسة تأوي نازحين في حي الشيخ رضوان غرب غزة، كما وحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وأشارت بلدية غزة إلى أن قيام العدو بتدمير البنية التحتية في غزّة، يهدد بغرق مناطق واسعة في المدينة.

لبنانيًا، قصفت مدفعية العدو أطراف بلدة كفرشوبا وشبّ حريقٌ في في سهل مرجعيون جراء استهدافه بالقنابل المضيئة المعادية. كما أغار طيران العدو على بلدات عيناتا وكونين قبريخا، حيث سقط جريحان من الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية. وأطلق عناصر من القوات الإسرائيلية الرصاص على أطراف بلدة بليدا.

إلى هذا، ردّ حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية واستهدف مقر الاستخبارات الرئيسية في قاعدة ميشار بصلية من صواريخ الكاتيوشا، كما تمّ إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلّة. وقالت صحيفة «معاريف الإسرائيلية» إنه «وَفقًا لأحدث المعلومات، فإن 75% من مباني كيبوتس المنارة في الجليل الأعلى تضررت»، مضيفة أن الحرب تركت أضرارًا كبيرة في البنية التحتية الحيوية، مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات.

برّي والاستحقاق الرئاسي

كشف النائب سجيع عطية ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أبدى ليونة فهو «نزل أمس عن الشجرة» عبر حديثه عن جلسة واحدة بدورات مفتوحة، وذلك بهدف انتخاب رئيس للجمهورية. والملفت في ما نقله عطية قول الرئيس برّي إنه «عندما يدخل الى جلسة تشاور يكون رئيساً لها، وبالتالي لا يتبنى شخصياً فرنجية، وبالتالي وضع نفسه بموقع حيادي أكثر حتى لو تؤيد كتلته التنمية والتحرير فرنجية». وهو ما يشكّل موقفًا جديدًا ونوعيًا لبرّي.

تحركات بالتوازي مع جلسة الحكومة

ويعقد مجلس الوزراء جلسة صباح غد للبحث في جدول أعمال تم توزيعه على الوزراء. ويتضمّن 52 بندًا، بالإضافة إلى عرضٍ سيقدّمه وزير المالية يوسف الخليل حول مشروع الموازنة العامة 2025. هذه الجلسة مهدّدة بالتعطيل، وذلك بسبب التحركات المزمع القيام بها من قبل العسكريين المتقاعدين الذين يطالبون بتصحيح رواتب العسكريين بنسبة لا تقل عن 40 في المئة عما كانوا يتقاضونه قبل الأزمة المالية، وذلك دفاعًا عن لقمة عيشهم، وعن لقمة عيش العسكريين في الخدمة الفعلية وفي التقاعد.

الأكثر قراءة

الكمّاشة المالية الدولية تحاصر لبنان... ماذا ينتظر البلاد؟ هل يتمّ الإفراج عن سلامة غداً؟