اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنه "قبل أن يتنحى الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة، كان منافسه دونالد ترامب يمتلك الكثير من نقاط القوة التي تجعله مؤهلا للفوز على بايدن، ولكن هذا التفوق تغير مع مجيء مرشح جديد للحزب الديمقراطي كامالا هاريس، فمن خلالها حقق الديمقراطيون إنجازا أثار الإعجاب، فما حدث في مؤتمر الحزب الذي تم فيه ترشيح هاريس لخوض سباق الرئاسة كان مثيرا للإعجاب، فمؤتمر الحزب كان مرصعا بنجوم السياسة الأميركية، وقد ساهم ذلك الدعم في منح هاريس الفرصة لتعيد تقديم نفسها للجمهور الأميركي عبر خطاب ساهم في تجاوز نقاط ضعفها".

ولفتت الى أن "في هذه الانتخابات تجد أميركا نفسها أمام خيارات صعبة، ولكنها مهمة في عالم أصبحت قمته تزدحم بالمنافسين، فللمرة الأولى تأتي امرأة من أصول ليست أوروبية كما هم كل البيض في أميركا لتنافس رجلا أبيض شعبويا حتى القاع، في اختبار حقيقي للديمقراطية الأميركية التي يتوجب عليها أن تثبت مرونتها في تحقيق العدالة وإلا سوف تنكشف هذه الديمقراطية".

ورأت أن "إشكالية الشعبوية والديمقراطية في أميركا تفسر مستقبل التصادم الذي يمكن أن يحدث بين هموم شعب يريد أن يعبر عن آرائه بشكل ديمقراطي، وبين نخب تسيطر على الواقع وترغب في فرضه على المجتمع الأميركي، ومع أن التاريخ الأميركي يمتلك جذورا قوية للأفكار الشعبوية إلا أن رؤية العالم للانتخابات الأميركية تتغير، فالتحول الذي يحدث في أميركا يمتلك التأثير على العالم كله، كون أميركا واحدة من أقوى دول العالم، وعندما تصل هاريس إلى البيت الأبيض كأول امرأة من أصول غير بيضاء فإن التغيرات الجذرية في السياسية الدولية لن تتوقف في البيت الأبيض، بل سوف تمتد إلى العالم بأكمله، ونفس الفكرة تنطبق على ترامب والقلق الدولي من سياسته المحتمله عندما يصبح رئيسا".

وذكرت أن "السؤال الأهم هنا يقول: إلى أي مدى سوف تؤثر الترامبية التي جربها الشعب الأميركي خلال رئاسة ترامب الأولى على تحديد مصير أميركا وديمقراطيتها؟، أما السؤال الثاني فيقول: إلى أي مدى سوف يتقبل العالم فوز ترامب الذي أثبتت فترته الرئاسية شعبويته الطاغية وخبراته السياسية المتواضعة؟ نفس السؤال يمكن طرحه حول هاريس فإلى أي مدى سوف يتقبل الشعب الأميركي الدعم السياسي الذي تمارسه هاريس لصالح مجتمع (الميم)؟ وإذا كانت هذه الأسئلة تكشف الانقسام في المجتمع الأميركي فمن الطبيعي أن يؤثر هذا الانقسام على السياسة الأميركية الخارجية".

واعتبرت أن "ترامب يريد فرض رسوم جمركية عالية على الصين، وهو يعتقد أن العمال الأميركيين عانوا في ظل ما يقول إنه ممارسات تجارية غير عادلة أفادت الصين على حساب أميركا، وقد وعد ترامب في أحد لقاءاته الصحفية أنه إذا تمكن من الفوز فسوف يفرض رسوما جمركية على السلع الصينية، كما أنه يتهيأ لوضع خطة مدتها أربع سنوات لتعزيز التصنيع في الولايات المتحدة حتى لا تحتاج أميركا إلى الاعتماد على الصين في السلع المهمة".

ولفتت إلى أن "هاريس تدعم وبشكل كامل جهود رئيسها بايدن من أجل تسليح أوكرانيا وحشد الدعم الأوروبي والدولي لأوكرانيا ضد الغزو الروسي، ووجهة نظر هاريس تقوم على فكرة أن استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا سيعزز الموقف التفاوضي لأوكرانيا إذا وافقت موسكو على إجراء محادثات سلام حقيقية، وتقول هاريس إنه إذا سمح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا، فقد يشجع ذلك الرئيس بوتين وغيره من القادة الاستبداديين على مهاجمة دول أخرى".

ورأت أن "الحالة التنافسية بين مرشحي الحزبين في أميركا تبعث رسالة قلق إلى العالم؛ فبعد أن كانت الانتخابات الأميركية في السابق تحمل مؤشرات إيجابية نحو مستقبل العالم وتحولاته؛ فقد أصبح القلق من هذه الانتخابات ونتائجها هو الهاجس الأكبر على المستوى الدولي، فلم يعد هناك فرصة للاختيار بين الكارثي والمرغوب في السياسية الأميركية التي أصبحت تحمل مؤشرات للسير في الاتجاه المعاكس للتيار العالمي، وقد أثبتت أوكرانيا والعلاقة الأميركية مع الصين وحرب غزة هذه النظريات، ولم يعد بالإمكان وضع فاصل حقيقي بين الكارثي والمرغوب في الانتخابات الأميركية".

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار