في أوّل مناظرة بينهما... هاريس وترامب يتبادلان الاتهامات بالكذب والفشل والتزوير

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

انتهت المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين للانتخابات الأميركية، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، بتأكيد الطرفين خياراتهما السابقة عن حقوق الإجهاض وسياسات الهجرة والحدود واقتناء السلاح وخيارات الاقتصاد الأميركي والتضخم، بالإضافة إلى السياسات الخارجية وبشكل خاص عن حرب أوكرانيا والحرب في فلسطين المحتلة، والمواجهة الاستراتيجية مع الصين.

وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب والتزوير والفشل والعجز عن القيام بالمهام المطلوبة بشكل واسع ومتكرر، قبل أقل من شهرين على إدلاء الأميركيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم يوم الانتخابات.

وبدأت المناظرة التي قد لا تكرر مرة ثانية قبل الانتخابات، في الساعة الواحدة فجراً بتوقيت غرينتش، وبحسب نيويورك تايمز، ترامب تحدث 43 دقيقة استخدم منها 13 دقيقة لمهاجمة هاريس، بينما استخدمت هاريس 17 دقيقة لمهاجمة ترامب من أصل 37 دقيقة تكلمت خلالها.

وبشأن القضايا الاقتصادية التي تشغل الجمهور الأميركي، أجاب المرشحان على سؤال افتتاحي عن "هل تعتقد أن الأميركيين أصبحوا أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات؟"، فأكّدت هاريس أنها تخطط لبناء "اقتصاد الفرص"، متعهدةً "بمعالجة تكاليف الإسكان ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة".

بالمقابل، رد ترامب على هاريس، متعهداً بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص، قائلًا إن الحكومة أخذت "مليارات" من البلاد من خلال الرسوم الجمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه.

ولكن هاريس ردّت بأنّ ترامب "ترك لنا أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم.. وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب"، محذرة من "المشروع 2025" وهو "خطة مفصلة وخطيرة" تقول هاريس إنّ ترامب "سينفذها إذا تولى منصبه".

وبشأن قانون الإجهاض، وهو أحد أبرز القضايا الشائكة لدى الجمهور الأميركي، بدأ ترامب بالزعم بأن الديمقراطيين يريدون السماح بالإجهاض في "الشهر التاسع" من الحمل، واصفاً إياهم بأنهم "متطرفون"، وأنّ تيم والز، الذي اختارته هاريس لمنصب نائب الرئيس، دعا إلى الإجهاض في الشهر التاسع.

كما برر ترامب موقفه الشخصي بأنه "ليس مؤثراً"، وأنه "ساعد في إعادة القضية إلى الولايات لاتخاذ القرار"، مؤكداً أنه "يؤمن بالاستثناءات في حالات الاغتصاب وغيرها".

من جهتها، ردت هاريس على تعليقات ترامب بشأن الإجهاض بقولها إنه "لا توجد ولاية في هذا البلد تقونن القانوني قتل طفل بعد ولادته"، مشيرةً إلى أنّ منافسها الرئيس الأسبق عين ثلاثة من قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا الحق الوطني في الإجهاض قبل عامين.

وقالت إن العديد من الولايات أقرت "حظر الإجهاض الذي فرضه ترامب والذي لا يستثني الاغتصاب والزنا"، معبرة عن تضامنها مع النساء وصحتهم الجسمانية.

أما قضية الهجرة وأمن الحدود واستقبال المهاجرين غير الشرعيين، هاريس ألقت اللوم على ترامب بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تم تبنيه من قبل الحزبين، مروّجة هاريس لعملها باعتبارها "الشخص الوحيد على هذا المسرح" لملاحقة المهربين على الحدود.

بينما ردّ ترامب على كلامها بالقول إنّ "الديمقراطيون سمحوا للملايين من المهاجرين بالدخول إلى البلاد ما أدّى إلى انخفاض نسبة الجرائم في العالم وارتفاعها في الولايات المتحدة"، زاعماً أنّ المهاجرين "يأكلون الحيوانات الأليفة" في سبرينغفيلد بولاية أوهايو، وهو ما نفاه عمدة المدينة.

كذلك، تطرق الطرفان إلى مسألة القضاء وانفكاكه عن السياسة الحاكمة في البيت الأبيض، إذ اتهمت هاريس "ترامب بسبب تاريخه الإجرامي" ورداً على مزاعمه بشأن "جرائم المهاجرين"، واصفةً إياه بأنه "شخص تمت مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي، وجرائم اقتصادية، والتدخل في الانتخابات".

أما ترامب، فقد ردّ قائلاً إنها ترقى إلى "تسليح" نظام العدالة، وواصفاً إياها بأنها "قضايا مزيفة".

وتحوّل النقاش إلى أحداث الكابيتول في كانون الثاني عام 2021، حيث سُئل ترامب عن دوره في اقتحام المبنى من قبل أنصاره، ليجيب بأنّ خطابه "لم يتضمن أي دعوات للعنف".

حرب غزة

وبشأن الحرب المستمرة على غزة، سأل المحاوران هاريس عن الكيفية التي قد تتعامل بها مع حرب "إسرائيل" في غزة وكيف قد تتمكن من الخروج من حالة الجمود، فكررت بعض تصريحاتها السابقة العامة بشأن هذه القضية، بأنّ "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن من المهم أن تعرف كيف".

وأضافت أنه "يجب أن تنتهي هذه الحرب. يجب أن تنتهي على الفور"، مشددةً على "حلّ الدولتين وإعادة إعمار غزة"، وهما أمران الأوّل رفضه "الكنيست" "الإسرائيلي" منذ نحو شهرين، والثاني يستمرّ بدعم وتسليح أميركي مستمرّ لقوات الاحتلال "الإسرائيلي".

بالمقابل، ردّ ترامب باتهام هاريس بأنها "تكره إسرائيل"، زاعماً أنّه "إذا تم انتخابها فإن إسرائيل سيتمّ إزالتها من الوجود بغضون عامين"، وأكمل: "ما يحصل في الشرق الأوسط ما كان ليحصل خلال رئاستي وسأحلّ هذا الموضوع وأنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

الحرب في أوكرانيا

وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال ترامب: "أريد أن تتوقف الحرب"، وتحدث عن تكلفة حرب روسيا في أوكرانيا على الولايات المتحدة، قائلاً إن أوروبا "تدفع أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة".

من جهتهت ردّت هاريس بالقول: "حلفاؤنا في الناتو ممتنون للغاية لأنك لم تعد رئيساً. وإلا لكان بوتين يجلس في كييف وعينيه على بقية أوروبا".

"أسوأ نائبة رئيس في التاريخ"

وتعليقاً على كلامها، وصف ترامب هاريس بأنها "أسوأ نائبة رئيس في التاريخ"، زاعماً أنها فشلت في منع الحرب من خلال التفاوض بين أوكرانيا وروسيا قبل الحرب.

وعندما سئلا عن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، قالت إنها "وافقت على التزام بايدن بإخراج القوات الأميركية من البلاد"، ولكنها أضافت أنه "من المهم أن نتذكر كيف حدث الانسحاب"، معتبرةً أنّ "ترامب تفاوض كرئيس على واحدة من أضعف الصفقات التي يمكنك تخيلها" مع طالبان.

أما ترامب فقد أجاب بأنه "كنا سننسحب من أفغانستان من دون خسارة أي جندي ودون ترك المعدات خلفنا لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك".

كذلك، تحدث ترامب عن تعهده الطويل الأمد بإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الميسرة المعروف باسم "أوباما كير"، ملقياً باللوم على الديمقراطيين في فشل إلغاء القانون، الذين قال إنهم "متفقون" و"لن يصوتوا لتغييره".

وختمت هاريس كلمتها بالقول إنها وترامب "تملكان رؤيتين مختلفتين للغاية" لأميركا، مكررة شعار حملتها الانتخابية: "لن نعود إلى الوراء. يمكننا رسم طريق جديد للمضي قدماً".

ومن جهته، حذر ترامب من "انحدار الأمة" في بيانه الختامي، وقال إن "سياسات هاريس لا تعني شيئاً، لأنها كانت في السلطة بالفعل لمدة أربع سنوات تقريباً ولم تحقق أياً منها"، ومحذراً من أنّ "الحرب النووية محتملة إذا فازت هاريس".