اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في اليوم الـ347 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين في مخيم البريج وسط القطاع المحاصر.

وتزامن ذلك مع أزمة حكومية متصاعدة في" إسرائيل" في ظل تقارير تؤكد سعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت واستخلافه باليميني غدعون ساعر، في ظل تصاعد تلويح إسرائيلي بشن حرب على لبنان.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو وغالانت اجتمعوا تحت الأرض بوزارة الدفاع لبحث التوترات في لبنان، في ظل تأهب الجيش الإسرائيلي على أي رد محتمل من حزب الله.

فقد نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن قادة الائتلاف الحاكم منحوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لضم غدعون ساعر إلى الحكومة، في حين اعتبرت واشنطن أن تغيير وزير الدفاع الإسرائيلي في زمن الحرب ضرب من الجنون.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قالت إن نتنياهو سحب معارضته إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت ، ولم يتبق سوى توقيع الاتفاق مع رئيس حزب "الأمل الجديد" غدعون ساعر لكي يحل بدلا من غالانت.

كما أكدت صحيفة معاريف أن ياريف ليفين نائب رئيس الوزراء هو من يقود مفاوضات ضم ساعر إلى الحكومة، وحسب القناة الـ12، فإن نتنياهو يعتقد أن إبعاد غالانت وسط عملية تغيير واسعة لحقائب وزارية سيكون أسهل وأنه يعتزم اتخاذ هذه الخطوة قبل مغادرته للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

في حين قال موقع "والا" الإخباري إن نتنياهو انشغل في ملف أزمة ائتلافه الحكومي في خضم مناقشات أمنية، وإن ضم ساعر إلى الحكومة لا يزال يواجه صعوبات.

من جانب آخر، نقل مسؤولون إسرائيليون عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان وصفهما إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت في فترة حرب بأنه ضرب من الجنون.

في السياق، نقلت هآرتس عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إن واشنطن ستجد "طريقة للتعامل مع أي شخص يتولى منصب وزير الدفاع في إسرائيل"، وأشار إلى أن ساعر لن يتمتع بالعلاقة الوثيقة نفسها مع واشنطن التي تمتع بها غالانت.

تحفظ أوروبي

كذلك نقلت هآرتس عن دبلوماسي أوروبي قوله إن غالانت هو "الوحيد الذي يمكن الوثوق بكلمته" بعد مغادرة بيني غانتس وغادي آيزنكوت حكومة بنيامين نتنياهو.

وقال الدبلوماسي "نعمل بلا كلل من أجل صفقة تبادل وسيكون محبطا أن نعمل مع وزير دفاع إسرائيلي يعارضها"، وأضاف أن "غالانت يدرك أنه إذا بدأت إسرائيل حربا مع لبنان فلا يمكن التنبؤ إن كانت ستنتهي سريعا".

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، فقد دعا بنيامين نتنياهو إلى التراجع عن إقالة غالانت، مشددا على ضرورة عدم الانسياق نحو حرب شاملة.

موقع والا الإسرائيلي تحدث عن مخاوف من أن إقالة غالانت المحتملة قد تؤثر بشكل مباشر على رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقادة آخرين.

وقال الموقع إن على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع، وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة.

وذكرت وكالة رويترز أن التقارير التي تفيد بتفكير نتنياهو في إقالة غالانت تسببت في اضطراب المشهد السياسي، وأدت إلى تراجع الأسواق المالية الإسرائيلية أمس الاثنين.

موقف بن غفير

من ناحيته، يطالب وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، الذي يرأس حزبا قوميا متطرفا في ائتلاف نتنياهو، بتغيير غالانت منذ شهور. وقال بن غفير -في إشارة إلى تصعيد محتمل مع حزب الله- "يجب علينا حل الوضع في الشمال، وغالانت ليس الرجل المناسب لقيادة هذا".

وقال غالانت الذي تمتد مسيرته في العمل العسكري لنحو 35 عاما -الأحد الماضي- لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه ملتزم بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم وإن "احتمال التوصل الىإطار متفق عليه يتضاءل".وأوضح أن الطريقة الوحيدة لإعادة السكان الذين جرى إجلاؤهم من الشمال إلى منازلهم هي العمل العسكري.

وفي آذار 2023، أقال نتنياهو غالانت بعد أن حث الحكومة على رفض تعديلات مثيرة للجدل للغاية تتعلق بالنظام القضائي. وشهدت تلك الفترة خروج احتجاجات جماهيرية واسعة وتراجع نتنياهو عن قراره.

وتتصاعد منذ فترة خلافات بين نتنياهو وغالانت بشأن احتمال شن حرب واسعة على لبنان، وعدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتبادل أسرى ووقف إطلاق نار بقطاع غزة.

ويرى غالانت أن أي عملية عسكرية في لبنان ستمس باحتمال إعادة الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة، لأن الجيش سيضطر إلى نقل قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، وفق هيئة البث.

مظاهرات

وفي الأثناء، تظاهر مئات الإسرائيليين أمام منزل غدعون ساعر في تل أبيب احتجاجا على سعيه للانضمام إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وحاول المتظاهرون إغلاق الشارع المحاذي لمنزل ساعر، في حين نشرت الشرطة الإسرائيلية عناصرها في محيط المنزل وحاولت منع المتظاهرين من إغلاق شوارع وطرقات في محيط المكان.

وتأتي المظاهرة بدعوة من هيئة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، التي اعتبرت انضمام ساعر إلى الحكومة وإسناد حقيبة الدفاع إليه وتنحية غالانت عن منصبه بمثابة حكم بالإعدام على الأسرى.

وامس أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن توجه إلى مصر ، في حين رأت صحيفة وول ستريت جورنال أن هذه الزيارة مؤشر على "اختراق وشيك" بشأن محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وسط حديث أميركي عن مقترح جديد لوقف إطلاق النار بغزة.

وذكرت الوزارة الأميركية أن بلينكن سيعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار واستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة، خاصة مصر وقطر، لتقديم مقترح معدل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وقال ميلر لصحفيين إن واشنطن تعمل مع الوسطاء على ما سيحتويه المقترح وضمان أن "يدفع المقترح الأطراف إلى اتفاق نهائي".وأضاف "ليس لدي جدول زمني سوى القول إننا نعمل على عجل لتطوير هذا المقترح".

من جانبها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للقاهرة، وليس إلى إسرائيل، إشارة إلى أن الاختراق بشأن محور فيلادلفيا وشيك.وأوضحت الصحيفة أن زيارة بلينكن للمنطقة تأتي "لطمأنة إسرائيل بشأن عدم قدرة حماس على تهريب أسلحة عبر محور فيلادلفيا".

غوتيريش

من جهته شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن "لا شيء يبرر العقاب الجماعي" الإسرائيلي اللاحق بسكان قطاع غزة الذين يعانون على نحو "لا يمكن تصوره".

ويأتي ذلك بينما حذر خبراء أمميون من أن إسرائيل قد تصبح "منبوذة" دوليا على خلفية ما ترتكبه من "إبادة جماعية" في غزة، وندّدوا بـ "ازدواجية معايير" في ما يتصل بالحرب في القطاع، مشددين على وجوب مساءلة" إسرائيل".

ووجّه غوتيريش انتقادات حادة للطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها على القطاع المدمّر، وقال "هذا أمر لا يمكن تصوره: مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينا عاما" عام 2017.

وأضاف "بالطبع، ندين كل هجمات (حركة المقاومة الإسلامية) حماس الإرهابية.. لكن الحقيقة أن لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وهذا ما نشهده على نحو دراماتيكي في غزة".

وأكد غوتيريش أن "المساءلة يجب أن تكون ضرورية" في ما يتصل بالقتلى المدنيين، مشيرا إلى "انتهاكات واسعة النطاق" ارتكبتها إسرائيل وكذلك حماس.

وبهذا الصدد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة مرارا إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن المحادثات التي تجرى بوساطة أميركية مصرية قطرية ما زالت تراوح مكانها وسط تبادل إسرائيل وحماس المسؤولية عن عرقلة جهود التوصل لاتفاق.

ووصف غوتيريش المحادثات بأنها "لا نهاية لها" معربا عن اعتقاده أنه سيكون من "الصعب جدا" التوصل إلى تسوية، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه ما زال متفائلا. 

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار