آن الأوان، ومسلسل الكوارث يكسر أرواحنا، أن نرفع صوتنا لنقول اننا خائفون على المقاومة، مع ادراكنا ما أحدثته الضربات البربرية من تداعيات نفسية على القيادة، كما على القاعدة، ليبدو جليّاً أننا بحاجة الى اعادة النظر في أشياء كثيرة حين تكون الحقيقة صادمة الى ذلك الحد، مروعة الى ذلك الحد.
حقيقتنا الوحيدة الآن في عالم اللامبالاة أو في عالم التوطؤ، الحفاظ على المقاومة لأن في ذلك الحفاظ على لبنان، والحيلولة دون "الاسرائيليين" الأخذ بنظرية زئيف جابوتنسكي، الذي رأى في لبنان الدولة الهجينة التي اما أن تكون تابعة "لاسرائيل" أو لا تكون.
علينا بين طوفان الدماء وطوفان الدموع، أن نطرح الأسئلة البديهية التي تجول في رأس كل منا. ألم تظهر لنا عملية اغتيال القائد فؤاد شكر أن العيون "الاسرائيلية"، أكانت العيون الالكترونية أم كانت العيون البشرية، تلاحق قادة المقاومة خطوة خطوة ولحظة لحظة. في هذه الحال كيف لشخصية في أعلى الهرم العسكري، أن تعقد في ملجأ مبنى عادي اجتماعاً لعشرين قيادياً أو حتى لعشرة قياديين، للبحث وكما هو مرجح، في السيناريو الخاص بالرد الصاعق على مجزرتي الثلاثاء والأربعاء؟
لا يمكن أن يحدث مثل ذلك، وفي أي مكان في العالم، الا اذا كنا نريد أن نقلد مشهد بنيامين نتنياهو في قاعة حصينة حتى على القنبلة النووية، وهو يرأس اجتماعاً لكبار الضباط، للنظر في الجدولة العسكرية والأمنية للضربات الموجهة ضد حزب الله.
مثلما هو وقت الرؤوس الحامية، هو أيضاً وقت الرؤوس الباردة، للحيلولة دون أي تأثير للحالة العصبية أو النفسية في القرار، اذ ماذا كان يمنع "الاسرائيليين" الذين قتلوا فؤاد شكر في منطقة مكتظة، من أن يصلوا الى رأس ابراهيم عقيل كمثال ان في ادائه العملاني أو كمثال في أدائه الأخلاقي؟
على امتداد تلك الأشهر الطويلة، عمدت الجهات المختصة في المقاومة الى تحليل كل ظروف اغتيال ذلك العدد من القياديين، ومن مستويات مختلفة. بحسب معلوماتنا فان الاجراءات التي اتخذت حدّت الى درجة بعيدة من عمليات الاغتيال، لتكون المفاجأة باستهداف قائد كبير كان كالمقدمة لاغتيال قادة، يعتبرون النواة الصلبة للمقاومة. يبقى السؤال الذي نخشى أن تكون الاجابة عنه كما ورد في المعلومات المتداولة، هل كان الاجتماع للثأر لضحايا المجزرتين باقتحام الجليل، وعلى غرار ما حدث في عملية طوفان الأقصى؟
اذا كان ذلك صحيحاً، ينبغي في الحال اجراء ما يلزم للحؤول دون التكيف مع مسلسل الضربات القاتلة، التي لم تفض فقط الى اخراج نتنياهو من عنق الزجاجة، وانما من انتشال "اسرائيل" من الوحول التي غرقت فيها على أرض غزة، لتعود وتفرض حالها "القوة التي لا تقهر"، ما دمنا أمام الفجيعة تلو الفجيعة على الأرض اللبنانية.
ما حدث يعني أن "الموساد"، بالتعاون الطبيعي مع الاستخبارات العسكرية، وبالتنسيق الوثيق مع أجهزة غربية وعربية، قد بات في عقر دارنا، ليعترينا الخوف من أن يكون الآتي أعظم، ان لم نكفكف دماءنا وليس فقط دموعنا، لنتفادى الوصول عراة الى الساعة الكبرى، بعدما تبيّن لنا هول الهوة السيبرانية مع "الاسرائيليين"، وقد اعترف بوجودها السيد حسن نصرالله، وهو الذي أدرك ما تأثير ذلك في البنية البشرية (القيادية بوجه خاص) للمقاومة، كما في أدائها العملاني.
لا بد من التساؤل والحال هذه، ما هي الأسرار التي لا تزال عصيّة على "الاسرائيليين"، اذا علمنا كيف وصل القياديون الى مكان الاجتماع، وبالصورة التي لا يمكن لأي كان كشفها. هل من اصبع قالت "للاسرائيليين"... ها هم؟
سؤال قد يثير سخط البعض، في حين يفترض أن تكون كل الاسئلة مطروحة على الطاولة. لم يعرفوا هوية القياديين فقط، قد يكونون على علم بموضوع الاجتماع أيضاً.
لن ندخل في تفاصيل يقتضي عدم الاشارة اليها. أحصنة أورشليم في أرجاء تلك الدولة، التي تضج بالأزمات البنيوية على أنواعها، لنكون في الدولة ـ اللادولة. ما على هرتسي ليفي أو دافيد بارنياع سوى هز الرأس (ولكم احترفت مجتمعاتنا هز البطن)!
رأس نتنياهو بات بعيدأً في هذه الأيام فقط عن حبل المشنقة، وكان على بعد قوسين منه. لعلّ القادة الفلسطينيين في غزة، وقد تحولوا الى استراتيجية الاستنزاف، يقولون لنا "لقد قمتم بما تفترضه مقتضيات الأخوة، رجاء حاولوا أن تتجنبوا ما هو أعظم"...!!
يتم قراءة الآن
-
بعد كارثة غولاني... تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل» «ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية
-
حرب لبنان حرب الشرق الأوسط
-
أما حان بعد وقت استخدام هذا «الكثير»!!؟
-
المقاومة تقول لمن يطالبها بالاستسلام وتسليم السلاح انتظرونا بقرادوني لـ "الديار": السؤال حول نهاية الحرب وهل ستشبه غزو 1982
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:25
تواصل المواجهات عند محور – رب ثلاثين – العديسة – مركبا وقصف مدفعي عنيف يستهدف الطيبة ورب ثلاثين ودير سريان والعديسة في جنوب لبنان.
-
12:24
العدوان "الاسرائيلي" على مدخل بعلبك الجنوبي أدى إلى خروج مستشفى المرتضى عن العمل، وإلى تدمير مبنى سكني بالكامل.
-
12:24
الطيران الحربي المعادي شنّ غارة على بلدة حولا في جنوب لبنان.
-
12:17
إعلام "اسرائيلي": مقتل ضابط وجرح 5 من الشرطة "الإسرائيلية" جراء عملية إطلاق نار عند الشارع رقم 4 في أسدود.
-
09:16
مدفعية الاحتلال استهدفت تلال مقابلة لبلدة الطيبة في جنوب لبنان
-
09:05
هيئة أوجيرو: طرأ عطل تقني على الشبكة المحلية ممّا أدّى إلى توقّف خدمة الانترنت لدى بعض المشتركين في عدد من المناطق، وتعمل فرقنا على اصلاح العطل بالسرعة القصوى.