اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تتحول بعض الأحداث الجادة والحساسة، مثل الصراعات العسكرية والهجمات، إلى مواضيع رئيسية تتناول بكثافة. ورغم خطورتها، قد تسهم هذه الوقائع في رفع معنويات المتضررين والضحايا، الذين يعيشون تداعيات تلك الصراعات، حيث يشعرون بأن أصواتهم وآلامهم تجد صدى عبر منصات التواصل.

قد تكتسح هذه المجريات "السوشيال ميديا" وتصبح محور حديث المستخدمين، ما يساهم في خلق حالة من التضامن بينهم، ويعزز الشعور بالفخر والانتماء الوطني لدى البعض، مثلما حدث مع إطلاق حزب الله لصواريخ على "إسرائيل".

في المقابل، يطرح الناس تساؤلات حول مدى إيجابية تناول مثل هذه المواضيع الحساسة على وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما قد يشعر البعض بالارتياح عند رؤية تلك الهجمات تحقق نتائج ملموسة، مثل إصابة أهداف عسكرية أو رد العدوان، يبقى السؤال قائما حول تأثير تلك الموجات الإعلامية في مختلف الفئات من الجمهور. هل من الجيد تناول قضايا الحرب بهذا الشكل الاحتفالي؟ وهل يساهم هذا بالفعل في تخفيف المعاناة أو توعية الجمهور حول خطورة التطورات؟

مقاطع داعمة ومؤيدة!

يقول مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي لـ "الديار"، والذين عرضوا فيديوهات لـ "فادي – 1" : "لقد تركت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على "إسرائيل" اثارا إيجابية واضحة، اذ حققت أهدافها الاستراتيجية وبيّنت قدرات الحزب العسكرية المتطورة. وقد عبر المتابعون عن تأييدهم لهذه الهجمات، مما أدى إلى تعميق النقاشات حول انعكاسها على حياة المدنيين والمقاتلين".

ويكشف "تيكتوكر" لـ "الديار" عن ان "ضربات حزب الله الصاروخية على مواقع استراتيجية داخل "إسرائيل"، أشعلت موجة من التفاعل الواسع على منصاتي، لا سيما "تيك توك"، حيث أعرب العديد من متابعيني عن فرحتهم وشعورهم بالانتصار". وأشار الى "ان هذا التبادل جاء وسط حالة من الغضب الشعبي، نتيجة الهجمات "الإسرائيلية" المتواصلة على جنوب لبنان والمناطق اللبنانية الأخرى، والتي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال. بالنسبة للكثيرين، كانت هذه الهجمات كرد رمزي على العدوان الإسرائيلي، واستعادة لبعض الحقوق المهدورة. لقد تحوّل الحدث بسرعة إلى "ترند" على "تيك توك"، حيث تداول المستخدمون مقاطع "فيديو" توثق الأضرار التي أحدثتها، وأخرى تعكس التأييد للحزب في مواجهته المستمرة مع إسرائيل".

ويؤكد بلوغر لـ "الديار" انه "من البديهي ان يبرز هنا كيف يمكن لأي حدث أو تطور سياسي أو عسكري، أن يصبح موضوعا رئيسيا على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ باتت هذه المنصات مكانا يجتمع فيه الرواد لتبادل الآراء، والاحتفاء بالانتصارات، أو حتى لإظهار قلقهم. ومع مواصلة الحرب بين حزب الله و"إسرائيل"، تستمر المشاهد العسكرية والصراعات السياسية في إيجاد طريقها إلى "السوشيال ميديا"، لتصبح جزءاً من الحديث اليومي للمستخدمين حول العالم".

"فادي" فخامة الفعل تكفي!

من جانبه، يوضح مصدر سياسي مطلع لـ "الديار" أن حزب الله أدخل إلى المعركة مع "إسرائيل" صواريخ جديدة، من بينها "فادي-1" و"فادي-2"، وذلك في سياق الرد على اغتيال عدد من قادته العسكريين البارزين في غارات "إسرائيلية" استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. جاء هذا الهجوم ردا على "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، ووجه ضربة الى قاعدة "رامات ديفيد" الجوية وشركة "رفائيل" الإسرائيلية".

وعن مميزات صواريخ "فادي"، يشرح أن "فادي-1" هو صاروخ "خيبر M220" عيار 220 ملم، يعزز القدرات الهجومية للحزب، أما "فادي-2" فهو صاروخ عيار 302 Mملم، ظهر في منشأة "عماد 4"، ويُستخدم في الهجمات ضد إسرائيل".

رد اعتبار!

من جهته، يقول خبير في مواقع التواصل الاجتماعي لـ "الديار": "تبرز وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لنقل تأثير هذه الحرب إلى العالم، حيث يتابع المرتادون ويصنعون محتوى يعكس هذه اللحظات الفارقة، في تاريخ الصراع المستمر بين حزب الله و "إسرائيل". ومع إطلاق حزب الله لصاروخ "فادي" باتجاه "إسرائيل" وتحقيقه نتائج ملموسة، تحول هذا الحدث إلى مصدر إلهام للكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بدأ الناس يحتفون باسم "فادي"، تيمّنًا بالصاروخ وما حققه من إنجازات. وفي لمسة من الفكاهة والإيجابية، بدأ العديد من الأشخاص الذين يحملون اسم "فادي" يتلقون التهاني والتكريم على منصات مثل "تيك توك"، وبدأ الموضوع يأخذ منحى جماعياً يعكس الروح المعنوية العالية التي أثارها الحدث".

ويضيف،"هذا التكريم لم يتوقف عند حدود المزاح على وسائل التواصل، بل امتد إلى المجال التجاري، حيث قام بعض أصحاب المؤسسات التجارية بإطلاق حسومات وعروض ترويجية، في اليوم الذي أُطلق فيه صاروخ "فادي" من جنوب لبنان باتجاه "تل أبيب"، تعبيرا عن استبشارهم بالنتائج التي حققها الصاروخ، ورغبةً في مشاركة هذه الفرحة مع المجتمع. على سبيل المثال، قدمت بعض المتاجر خصومات خاصة لكل شخص يحمل اسم "فادي"، أو أطلقت عروضا محددة خصيصا في هذا اليوم، مما حول الحدث من مجرد مواجهة عسكرية إلى لحظة اجتماعية تحمل طابعا إيجابيا ومعنويا".

ويؤكد أن "هذه الظاهرة تعكس كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة قوية، لتحقيق تفاعل إيجابي بين الناس في خضم الأحداث الجادة، وتحويل الأمور الحساسة إلى فرص لتعزيز الروح المجتمعية. ومن خلال هذه المنصات، استطاع الناس أن يحوّلوا لحظة عسكرية إلى فرصة وطنية للاحتفال، مما يساهم في رفع معنوياتهم وتعزيز تضامنهم الوطني والاجتماعي".

إيجابيات "السوشيال ميديا"!

ويعتبر أن "استغلال الأحداث العسكرية أو الاجتماعية للترويج على منصات مثل "تيك توك"، يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية وسلبية في آن واحد. لذلك، يمكن القول إن شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما "تيك توك"، تتيح فرصا فريدة للتفاعل مع الأحداث الهامة، ولكن يجب استخدامها بحذر ووعي لتجنب العواقب السلبية. ويتبلور ذلك من خلال الآتي:

1- رفع الروح المعنوية: ان التجاوب المؤثر مع الأحداث مثل إطلاق صاروخ "فادي"، يعكس روح التضامن بين الناس، ويعزز من معنويات المجتمعات المتضررة. هذه الظواهر يمكن أن تساهم في بناء هوية جماعية وشعور بالانتماء.

2- خلق الوعي: يُعتبر التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة، لخلق الوعي حول القضايا المهمة، خصوصا في سياقات النزاع، حيث تساعد المنصات مثل "تيك توك" في إيصال رسائل مهمة بطريقة جذابة وسريعة.

3- الدعابة كأداة للتعامل مع الأزمات: يرى البعض أن استخدام الفكاهة والإيجابية في التعامل مع الأوضاع الصعبة، يمكن أن يكون وسيلة للتخفيف من الضغط النفسي، ويدعم الناس على تجاوز المشاعر السلبية الناتجة من الأحداث المؤلمة.

4- التسويق الذكي: تتجه العديد من الشركات إلى استغلال هذه اللحظات، لتسويق منتجاتها بشكل مبتكر، كما حدث مع العروض التجارية المرتبطة باسم "فادي". ومن هنا، يرى خبراء التسويق في ذلك فرصة لتعزيز الوعي بالعلامة التجارية، وتحقيق نتائج إيجابية من خلال الربط بين الحدث والمنتجات.

5- التحذيرات من الاستغلال: مع ذلك، يجب الحذر من خطر استثمار هذه الأحداث لأغراض تجارية بحتة، دون مراعاة الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، حيث يجب أن تكون الرسائل والترويجات مستندة إلى قيم التضامن والاحترام.

6- التأثير في السرد الإعلامي: يمكن أن يؤدي التسويق لمثل هذه المستجدات على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تشكيل السرد الإعلامي حول النزاعات، مما يسهم في التأثير في كيفية فهم الجمهور لما يحدث، وقد يساهم في تغييرات في الرأي العام.

الأكثر قراءة

ساعة التغيير في الشرق الأوسط ؟؟