اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع بداية كل أزمة في لبنان، أكانت أزمة اقتصاديّة أم سياسية أم أمنيّة، يتأثر جدول المحروقات بطريقةٍ أو بأخرى ليسجّل أرقامًا غير مسبوقة. ففي صيف 2021، رُفع الدعم عن البنزين وبدأنا نشهد "طوابير الذلّ"، وارتفعت الأسعار كافةً بما فيها أسعار المحروقات والسلع الغذائية والأدوات والخدمات، وإلى ما هنالك، وانخفضت القدرة الشرائية بطريقةٍ هائلةٍ.

ونتيجة عدم استقرار الدولار منذ بدء الأزمة اللبنانية حتّى السّاعة، واكبت أسعار المحروقات تحليق الدّولار لتسجّل أرقامًا قياسيةً بحسب الجدول المطروح.

في اللحظة الأولى التي بدأت الحرب تتوسّع في لبنان، هرول النّاس إلى محطّات الوقود، خوفًا من إغلاقها. وبدأت بعض المحطّات في إحدى المناطق البقاعية، بحسب مصادرٍ خاصةٍ للدّيار، بتسعير صفيحة البنزين على هواها. فهل من رقيب؟

يقول أحد موظّفي محطّة توتال في زحلة، إنّهم شهدوا زحمة سير خانقة في محطّاتهم، بعد أن سارع الناس لتعبئة سياراتهم، خوفًا من إغلاق المحطّات في المنطقة. ولمسنا أنّهم وثقوا بنا لأنّ كلّ من بجوارنا حاول أن يرفع سعر الصفيحة لتصل إلى الـ1500000 ل.ل. وبدأت الفوضى تعمّ المنطقة، سيّما بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق بقاعية مثل زحلة وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي.

وعن رأي عضو نقابة أصحاب محطّات المحروقات في لبنان جورج البراكس، أكّد للدّيار أنّ البيان الذي صدر عن النقابة، جاء لينفي تلك الشائعات مُعتبرًا أنّ الموضوع عارٍ من الصّحة. ولكن، ماذا لو تفاقمت الأمور؟؟

يشير البراكس إلى أنّه في حال تفاقمت الأمور وأصبحنا في حربٍ شاملةٍ، فحتمًا ستُغلق محطّاتنا، تمامًا كما يحصل في المناطق التي يستهدفها الآن العدوان الإسرائيلي. وسيُغلق معها المطاعم والفنادق والسوبرماركت والأفران والصّيدليّات وإلى ما هنالك.

أمّا في المناطق الآمنة، فالأمور طبعًا ستختلف وستكون الحركة عاديّة وسليمة في محطّاتنا. لذلك، أطمئن الناس وأؤكّد لهم أنّ محطّاتنا لم تغلق أبوابها إلّا في حال استُهدفت المناطق بالغارات الإسرائيلية.

نتيجة الطيران الإسرائيلي والحرب على لبنان، نواجه حُكمًا انقطاع البضاعة في محطّاتنا. وهذه معضلة نواجهها على المستوى القريب.

هل من حلّ؟

في الوقت الراهن ما من حلّ لأنّ الصهاريج لم تصل إلى المحطّات، والناس يتخوّفون من السّير والأمور غير طبيعية، باستثناء العمل بشكلها الروتيني، لأنّ الأمور تسير بطريقةٍ طبيعية في المناطق السليمة.

وأشار البراكس إلى أنّ الأمور غير مركزيّة وغير متشابهة، لأنّ الأمور تختلف من منطقة إلى أخرى.

ولكن، في البقاع ورغم اندلاع الحرب فيها، نحاول قدر المستطاع تأمين الصهاريج لتموّن البضاعة للمحطّات، ولتقدّم أفضل خدمة للزبائن، من خلال التزامهم بتسعيرة جدول المحروقات الذي يصدر كل يوم ثلاثاء وجمعة.

ويوضّح أنّ ارتفاع أسعار المحروقات يتأثر بارتفاع أسعار النّفط في الأسواق العالميّة وعلى المستوى الدّولي، بغضّ النّظر عما إذا كنّا في حالة حربٍ أو حالة سلمٍ.

وأكّد البراكس أنّ المخزون متوافر في البلد، ما دام البحر مفتوحا والبواخر في طريقها إلينا، والأمور طبيعيّة. لكنّ المناطق التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية،  تواجه حتمًا صعوباتٍ على محطّات البنزين، أكان من ناحية إغلاقها أم من عدم توافرالبنزين والغاز والمازوت.

ولأنّ الأسعار ارتفعت اليوم في الأسواق الدّوليّة، فمن الطّبيعي أن ترتفع أسعارنا.

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها