اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يحل علينا يوم المحامي هذا العام، وبلدنا الحبيب لبنان في حالة حزن وأسى ويأس، جراء المجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي بحق شعبه، وجراء القصف والضرب والتهديم بصورة مبرمجة وكأن الهدف جعله ارضاً محروقة.

كما يعاني الشعب اللبناني من حالات القتل والجرح وتقطيع الاوصال، والعالم الخارجي يتفرج، لا بل بعضه يشجع بعد ان اقنعه العدو بأنه يحارب الإرهاب. والشعب بكافة اطيافه مغلوب على امره. ولكل اسبابه ودوافعه.

المحامون في عيدهم اليوم في اسوأ حالاتهم. ففي الايام العادية، وفي ظل نهب اموال المودعين، وتدهور الوضع الاقتصادي والمالي، واعتكاف القضاة، والاضرابات والثورات العبثية، كان وضع المحامي في حالة سيئة. وكان المحامي في حال حصول اي حدث امني يتوقف عن العمل فوراً، وآخر من يعود اليه. وذلك بعكس بقية المهن والحرف والاعمال. اذ بعد ان ينتهي الحدث الامني، على المحامي ان يعود ويطلب تعيين موعد جلسة من جديد، وابلاغ الاطراف، وهذا الامر يتطلب اشهراً، هذا إذا لم ندخل في ابواب الاستمهاد والمماطلة وغيرها.

المحامون رسل العدالة، وحراس الدستور والقوانين والانظمة، يعانون في حالات الحروب والثورات من شلل في دورهم، في ظل عمل آلة الحرب والقتل والتدمير. وتسيطر لغة السلاح والعنف على لغة العقل والمنطق.

اليوم، مطلوب من المحامين في عيدهم، وفي ظل حالات الفراغ والضياع والشلل والقتل والتهجير والتدمير، المحافظة على مبادئهم وعلى مناقبيتهم. كما وبتأدية رسالتهم المتمثلة بالمحافظة على الدستور والقوانين، والمطالبة في لبنان والخارج باحترام الحريات العامة وحقوق الانسان. فإذا لم ينجحوا اليوم، فسوف ينجحون غداً، اذ لا يموت حق وراءه مطالب. هذا بالاضافة الى التحلي بروح المحبة والتضامن بعيداً عن الحقد والكراهية والضغينة.

وعلى أمل ان يأتي العيد القادم، ويكون لبنان قد استعاد عافيته، وانتخب نوابه رئيساً له، وعادت المؤسسات الى العمل، وانتظمت الامور، بعد ان يكون اللبنانيون قد استفادوا من التجارب السابقة، واقتنعوا بعدم التعويل على الخارج الذي لا تهمه الا مصالحه.

كل عيد وأنتم بخير. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.

نقيب المحامين السابق في بيروت

الأكثر قراءة

كيف نجت المقاومة؟ ولماذ يراهن قاسم على الوقت؟