اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


من الواضح أن الأهداف الإسرائيلية للحرب الثالثة على لبنان، لن تسلك سبيلها إلى الترجمة بصرف النظر عن التصعيد في الاعتداءات التي تشمل أكثر من منطقة في لبنان، إذ أنه بعد عام على بدء هذه الحرب "ما زالت المعركة البرية في بدايتها، لأن التوغل البري فشل في أكثر من محور"، وفق ما يستنتج الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، والذي يؤكد في حديثٍ لـ "الديار"، أن "المواجهة تحولت إلى حرب استنزافٍ، حيث باتت الخسائر تتراكم في صفوفه وهو ينقل كل يوم القتلى والجرحى الذين يسقطون في المعركة مع المقاومة، ما يرفع من مستوى الشكوك في الداخل لديه حول ما كان أطلقه من أهداف لعدوانه على الجنوب، وأبرزه تأمين العودة لمستوطني منطقة الشمال".

ورداً على سؤال حول مسار العمليات في الميدان، يقول العميد ملاعب إنه "من الواضح أن صعوبات عديدة تعترض هذا التوغل بعد أسبوعين على محاولة جيش العدو الدخول إلى الأراضي اللبنانية من مناطق عديدة، حيث انه حتى اللحظة ما زالت صواريخ المقاومة تنطلق باتجاه إسرائيل بالتوازي مع ارتفاع أعداد الإصابات في صفوف القوى المهاجمة حيث ان عشرات الجرحى والقتلى قد سقطوا في الساعات الأخيرة، ما يؤشر إلى أن كلفة التوغل البري ستكون مرتفعة جداً وخصوصاً أن المقاومة تستبسل في المواجهة وفي دفاعها عن الأرض، بينما فقدت قوات العدو عنصر التفوق الجوي في المعركة."

وعليه، يتحدث العميد ملاعب عن "أمر واقع ومعادلة ميدانية فرضتها المقاومة على العدو على الجبهة الجنوبية، وهو واقع الاستنزاف اليومي للعدو في الميدان، وهو ما سيرتّب لاحقاً طرح أكثر من علامة استفهام وشكوك لدى الدول الداعمة له كما لدى الداخل الإسرائيلي، وذلك مع ارتفاع الخسائر والعجز عن تحقيق الأهداف، وبالتالي سينتج من ذلك تراجع واضح لجهة الدعم الخارجي وتغيير في الموقف الداعم لحكومة العدو، ما قد يعيد فتح أبواب الدبلوماسية".

وعن القرار الدولي 1701 ومحاولة تنفيذه بالنار جنوب نهر الليطاني، يشير العميد ملاعب إلى "تغيير في المواقف الغربية وأبرزها الموقف الأميركي الأخير والاتصالات الأميركية مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي للبحث في تنفيذ القرار 1701 ووقف إطلاق النار"، مشدداً على أن "هذا التواصل يعكس واقع العجز لدى العدو في تطبيق خطته للهجوم البري والذي يهدف منه الى إعادة تنفيذ هذا القرار بمبادىء وقواعد اشتباك جديدة".

ورداً على سؤال عن حدود العملية العسكرية الجغرافية وما إذا كانت ستبقى مضبوطة تحت سقف القرار 1701، يشير العميد ملاعب إلى أن "الإنذارات التي وجهها العدو للقرى شمال وجنوب نهر الليطاني، تدل على انه قد لا تكون هناك أي حدود لهذه العمليات والتي قد تتجاوز منطقة الليطاني، بحيث انه قد تكون مراحل جديدة للعملية البرية ولكن في المقابل، فإن المقاومة التي تركز على استنزاف العدو وليس على الجغرافيا تعمل على شلّ قدراته تباعاً خلال تقدمه ميدانياً".

الأكثر قراءة

صواريخ المقاومة تشلّ مطار بن غوريون: تل أبيب تحت النيران «إسرائيل» توسع نطاق عدوانها البري