اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تقليل السعرات الحرارية يُعَدّ من الاستراتيجيات الفعالة والمهمة لتعزيز الصحة العامة والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة. يعتمد هذا النهج على خفض كمية الطاقة المستهلكة من خلال الطعام والشراب بشكل يومي، مع الحفاظ على توازن العناصر الغذائية الضرورية. الهدف الأساسي ليس فقط فقدان الوزن، بل تحسين وظائف الجسم ودعمه في مكافحة المشاكل الصحية المرتبطة بنمط الحياة الحديثة، مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.

تشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن تقليل السعرات الحرارية بطريقة مدروسة يسهم في تحسين عمليات التمثيل الغذائي ويعزز الأداء الجسدي والعقلي. كما يساعد في تخفيف الضغط على أجهزة الجسم، مثل القلب والشرايين، عن طريق تقليل الدهون الزائدة في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى تحسين مستويات السكر في الدم وتقليل خطر تطور مقاومة الإنسولين، وهو ما يساهم بشكل كبير في الوقاية من مرض السكري.

يعتقد البعض أن الصيام المتقطع هو الحل السحري لإنقاص الوزن والعيش لفترة أطول، لكن دراسة حديثة تكشف عن طريقة أفضل لإضافة سنوات إلى حياتك. أظهرت الدراسة، التي أجريت على الفئران، أن تقليل السعرات الحرارية بنسبة 20 إلى 40% أدى إلى زيادة متوسط أعمارها بمقدار الثلث، مقارنة بالفئران التي تناولت الطعام بحرّية.

وبالتالي، إذا كان الإنسان يستهلك 2500 سعرة حرارية يوميا، فإن تقليل السعرات قد يعادل التخلي عن قطعة خبز أو حبتين من الأفوكادو.

كما كشفت الدراسة أن الفئران التي تناولت سعرات حرارية أقل، كانت أفضل حالا من تلك التي صامت ليوم أو يومين، ما يشير إلى أهمية التوقيت المنتظم لتناول الطعام.

وبهذا الصدد، قال غاري تشرشل، الباحث في مختبر جاكسون الأميركي، إن النظام الغذائي ليس العامل الوحيد المؤثر في طول العمر، بل تلعب الجينات دورا أيضا، حيث تبين أن الفئران التي اتبعت نظاما غذائيا منخفض السعرات الحرارية لفترات طويلة دون فقدان كبير في الوزن، عاشت فترة أطول أيضا.

وعلى الرغم من النتائج الإيجابية لتقليل السعرات الحرارية، إلا أن الدراسة أظهرت أيضا أن الفئران المقيدة بسعرات حرارية محددة كانت عرضة للإصابة بأمراض، ما يشير إلى أن الأنظمة الغذائية المتطرفة ليست مناسبة للبشر. وبدلا من تقييد السعرات بشكل كبير، يُفضل اتباع نظام غذائي متوازن مع تناول كميات أقل لمن يسعون لفقدان الوزن.

وأكد الباحثون أن الحفاظ على وزن مستقر ومستويات سكر الدم يعد أمرا مهما، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل تجنب التدخين وحروق الشمس. وبصفة عامة، أوصى الباحثون بالاهتمام بالصحة كعامل رئيسي في زيادة العمر.

ولا يقتصر تأثير تقليل السعرات الحرارية على الجوانب الجسدية فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل تحسين الصحة النفسية. تناول الغذاء المتوازن بكميات معتدلة يسهم في تحسين الحالة المزاجية، وزيادة الطاقة، وتقليل الشعور بالإجهاد والتعب. كما يمكن أن يعزز هذا الأسلوب من جودة النوم ويحد من اضطرابات النوم التي تؤثر سلبًا على الصحة العامة.

من المهم أن يتم تقليل السعرات الحرارية بشكل صحي ومُخطط له بعناية، بحيث يتضمن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للحفاظ على صحة الجسم. اتباع نظام غذائي متوازن قائم على خفض السعرات الحرارية لا يقتصر على تحقيق هدف فوري بفقدان الوزن، بل يمثل استثمارًا طويل الأجل في صحة أفضل، نوعية حياة أعلى، والوقاية من أمراض خطيرة تهدد الإنسان في العصر الحالي. 

الأكثر قراءة

حزب الله يُحبط مُخطط تصفيته وعودة ملحميّة للأهالي القرار 1701 بين النسختين: فروقات لغوية ستون يوماً مفصلية: انتخاب رئيس ووقف النار في غزة على طاولة التحديات