اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

غثيان الحمل، المعروف أيضًا بغثيان الصباح، هو أحد أكثر الأعراض شيوعًا التي تعاني منها النساء خلال فترة الحمل، خاصةً في الثلث الأول. على الرغم من أنه يسمى "غثيان الصباح"، إلا أنه يمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم. يعتبر الغثيان رد فعل طبيعي للجسم تجاه التغيرات الهرمونية التي تحدث لدعم نمو الجنين، لا سيما ارتفاع مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون.

بينما يختلف تأثير الغثيان من امرأة الى أخرى، حيث يعاني البعض من أعراض خفيفة بينما يكون الوضع أكثر حدة لدى البعض الآخر، فإن معظم الحالات تبدأ في التحسن تدريجيًا بعد الأسبوع الـ12 من الحمل. ورغم أن غثيان الحمل قد يكون غير مريح، إلا أنه في العادة لا يشكل خطرًا على صحة الأم أو الجنين، بل يُعتبر إشارة إيجابية إلى أن الحمل يتقدم بشكل طبيعي. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد يتحول الغثيان إلى حالة أكثر شدة تُعرف بـ"التقيؤ الحملي"، التي تتطلب تدخلاً طبياً.

هذا ويرتبط غثيان الحمل بشكل أساسي بزيادة مستويات الهرمونات في الجسم. مع بداية الحمل، يبدأ الجسم في إنتاج كميات كبيرة من هرمون البروجسترون، الذي يعمل على استرخاء عضلات الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى بطء عملية الهضم وزيادة احتمال الشعور بالغثيان. بالإضافة إلى ذلك، يرتفع هرمون الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG) بشكل كبير، خاصة خلال الأسابيع الأولى من الحمل، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بالغثيان. ويُعتقد أن هرمون الإستروجين أيضًا يلعب دورًا في حدوث الغثيان، حيث يزداد مستواه بشكل ملحوظ في بداية الحمل.

هناك أيضا عوامل أخرى قد تزيد من حدة الغثيان، مثل الحساسية الشديدة لبعض الروائح أو الأطعمة، والمشاكل المعوية السابقة، والتوتر أو الإرهاق. كل هذه العوامل قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض وتجعل التعامل معها أكثر صعوبة.

عادة ما يبدأ غثيان الحمل في الأسبوع السادس تقريبًا بعد آخر دورة شهرية، ويبلغ ذروته بين الأسبوعين الثامن والثاني عشر. بالنسبة لمعظم النساء، تبدأ الأعراض في التحسن بعد الأسبوع الثاني عشر أو الرابع عشر، أي مع بداية الثلث الثاني من الحمل. ومع ذلك، قد تستمر الأعراض لدى بعض النساء طوال فترة الحمل، وإن كانت هذه الحالات أقل شيوعًا.

الأعراض تتراوح بين الغثيان الخفيف إلى الحاد، وقد تترافق مع القيء في بعض الأحيان. من الممكن أن تكون الأعراض متقطعة أو مستمرة، لكنها في أغلب الحالات تحدث في فترات الصباح، بعد الاستيقاظ من النوم، حين تكون معدة المرأة فارغة.

لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات والنصائح التي يمكن أن تساعد المرأة الحامل في تخفيف أعراض الغثيان. من بين هذه النصائح:

- تناول وجبات صغيرة ومتكررة: من الأفضل تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة. هذا يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة ويمنع المعدة من أن تصبح فارغة لفترات طويلة.

- تجنب الأطعمة المثيرة للغثيان: قد تحتاج بعض النساء إلى تجنب الأطعمة ذات الروائح القوية أو الأطعمة الدهنية والحارة، والتي يمكن أن تزيد من حدة الغثيان.

- تناول وجبة خفيفة قبل النهوض من السرير: يُنصح بتناول قطعة من البسكويت أو الخبز المحمص قبل النهوض من السرير في الصباح، حيث قد يساعد هذا في تهدئة المعدة قبل بدء اليوم.

- شرب السوائل بكميات كافية: من المهم الحرص على تناول كميات كافية من السوائل على مدار اليوم لتجنب الجفاف، خصوصًا في حال كان الغثيان مصحوبًا بالقيء. من الأفضل تناول السوائل بين الوجبات وليس معها.

- الاسترخاء وتجنب التوتر: التوتر والقلق يمكن أن يزيدا من شدة الغثيان، لذا من المفيد تخصيص وقت للاسترخاء والاستجمام.

- استخدام الزنجبيل: يعتبر الزنجبيل من العلاجات الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في تخفيف الغثيان، سواء تم تناوله في شكل شاي أو مكملات غذائية.

- مكملات فيتامين B6: فيتامين B6 يُعتبر مفيدًا في تخفيف الغثيان، ويمكن للطبيب أن يصف الجرعة المناسبة. 

الأكثر قراءة

المقاومة استعادت قوة الردع... هل ستتغير معادلات الحرب مع «إسرائيل»؟ قاسم: لبنان يقع ضمن المشروع التوسّعي «الإسرائيلي» ولا يمكن فصل لبنان عن غزة باسيل يتحرك قطريا في الملف الرئاسي وقمة روحية تتبنى بيان عين التينة الثلاثي