اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في أقل من 24 ساعة، أعلن حزب الله عن إسقاط طائرتين مسيرتين من نوع "هرمز 450"، وهو ما يحمل دلالات عميقة على الصعيدين العسكري والاستراتيجي. الطائرات المسيرة من هذا النوع تُعد من أحدث الأدوات العسكرية المستخدمة في الحروب الحديثة، حيث تُستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ الهجمات الدقيقة. "هرمز 450" قادرة على التحليق على ارتفاعات تصل إلى 18 ألف قدم، وتستطيع الطيران لمدة تصل إلى 20 ساعة متواصلة، مما يجعلها مثالية لمهام المراقبة والاستطلاع والضربات الجراحية.

إسقاط طائرتين من هذا النوع في فترة زمنية قصيرة يُظهر أن حزب الله قد عزز قدراته الدفاعية بشكل ملحوظ. تُظهر هذه العملية قدرة الحزب على التصدي للتكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في الطائرات المسيرة، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى. هذه الطائرات المسيرة التي تعتمد عليها العديد من الدول في تنفيذ هجماتها وضرب أهدافها الحيوية، كانت قد استخدمت بشكل مكثف في الحروب الاخيرة خاصة في سوريا ولبنان.

من جانب آخر، يأتي إسقاط هذه الطائرات كرسالة واضحة إلى إسرائيل والأطراف الإقليمية الأخرى، مفادها أن الأجواء اللبنانية لم تعد ميدانًا مفتوحًا أمام الطائرات المسيرة. كما أن هذا الأمر يبرز تطور منظومات الدفاع الجوي التي يملكها حزب الله، والتي أصبحت قادرة على التصدي لهذا النوع من التهديدات المتقدمة. في السابق، كانت إسرائيل قد اعتمدت على تفوقها الجوي لتحقيق الهيمنة العسكرية في المنطقة، إلا أن إسقاط هذه الطائرات يبرز أن الحزب بات يمتلك وسائل فعالة لمواجهة هذا التفوق.

على المستوى الجيو-استراتيجي، هذا الحدث يغير في المعادلات القائمة حاليا ويوجه رسائل مباشرة الى اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة بأن الساحة لم تعد خالية لهم في الجو. هذا وتعتبر الطائرات المسيرة أداة أساسية في الصراع الإقليمي بين محور المقاومة واسرائيل وحلفائها، وإسقاطها يعني أن حزب الله بات لاعبًا مؤثرًا وقادرًا على التأثير في معادلات القوة.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تعربد جنوبا: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة وقف النار يهتز في وادي الحجير وحكمة حزب الله لن تستمر طويلا؟ «اختبار» رئاسي لقائد الجيش في الرياض «والقوات» تنتقد المعارضة