اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نقيب المحامين السابق في بيروت

وأنت تجلس في مكتبك او في منزلك كالعاطل من العمل، في جو تحكمه لغة السلاح والقتل والتدمير، في بلد ضاقت فيه فرص الحياة وكثرت فيه فرص الموت، متمنياً لهذا الموت ان يعتكف كما يعتكف حكامنا الا من دعم الجمعيات، وقد اصابه الشلل في جميع مرافقه ومؤسساته واداراته، تخطر على بالك امور كثيرة تتعلق بانتخاب الرئيس، وبسط سلطة الدولة، ووضع الفلسطينيين والسوريين في لبنان.

1 - فلبنان، هذا البلد الجميل الذي خصّه الله بجمال خاص، وبشعب طيب ودود، يعيش من دون رئيس منذ اكثر من سنتين. فهل انقطع الرجال ولم يعد احد يستحق ان يكون رئيساً للجمهورية؟ رئيس معتدل، وطني، نشيط، حكيم؟ من هنا يأتي السؤال: لو كان المرحوم جان عبيد على قيد الحياة، هل كان تردد احد في انتخابه رئيساً للجمهورية؟ حتى الوزير سليمان فرنجية، الذي قد يشكل انتخاب رئيس من منطقته احراجاً له، يعلم ان المرحوم جان عبيد يصلح رئيساً للجمهورية، ولكنه لا يمكن ان يصبح زعيماً. اذ ان للزعامة – التي لا يحبذها البعض وينتقد من يطلقها – معايير لا تتوافر بالجميع. وبالتالي لا ينافسه على الزعامة اذا ما انتخب رئيساً للجمهورية.

2 - ولبنان، الذي ساهم في وضع شرعة حقوق الانسان، ألا يستحق قضاة شجعان، لا يهابون احداً، ولا يسايرون احداً، ولا يتزلفون لاحد؟ قضاة يمارسون صلاحياتهم الواسعة التي لا يملكها احد غيرهم.

في زيارة الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون برفقة نقيبة المحامين في طرابلس الاستاذة ماري تريز القوال فنيانوس، قلت لفخامته ان القاضي يملك صلاحيات لا يملكها احد في الجمهورية اللبنانية. وسألته يومذاك: فخامة الرئيس إذا ارسلت في طلبي وقلت لك انني لن احضر. فماذا تستطيع ان تفعل؟. اجابني: لا شيء. فقلت له: القاضي اذا ارسل في طلب اي مواطن عليه ان يحضر امامه. واذا لم يحضر بمذكرة الجلب يصدر بلاغ بحث وتحر، وقد يصدر مذكرة توقيف... الخ. فلماذا لا يمارس قضاة لبنان صلاحياتهم في قضية المرفأ واموال المودعين؟ وماذا عن ملفات الفساد في الادارات والمؤسسات وبقية الجرائم؟

3 - ولبنان، قبل ان تسيطر عليه الاحزاب، كان يضم شخصيات تضطر الى العمل ليل نهار حتى تصل الى المركز او المنصب. وكان من يود الترشح لمركز نائب يضطر الى القيام بمجهود اكبر من ايامنا الحالية، حيث يدخل في لائحة وينجح. طبعاً هذا لا يعني ان من تتبناه الاحزاب غير كفوء، اذ ان هناك نواب ووزراء ترفع لهم القبعة.

4 - ولبنان، هذذا البلد الذي يضم جميع الطوائف، ويضم احزاباً متنوعة، لا يمكن ان يعيش من دون بسط الدولة لسلطتها على جميع اراضيه. وهذه السلطة تتمثل تحديداً بالقضاء وبالجيش اللبناني والقوى الامنية. فهي التي تعطي الثقة للمواطنين، وتخاطب المجتمع الدولي والامم المتحدة.

5 - ولبنان، هذا البلد الصغير بمساحته، لماذا عليه احتضان القضية الفلسطينية، واستقبال الفلسطينيين على اراضيه في حين ان هناك مئة مليار عربي، ودولا تشكل مساحة مدينة من مدنها مساحة لبنان؟ وهذا الامر ينطبق على النازحين السوريين وقد بلغوا مئات الالوف، وللاسف صار باستطاعتهم اليوم الذهاب الى بلدهم. فما المانع من ذهابهم قبل تدهور الاوضاع في لبنان؟

اسئلة يطرحها كل لبناني، خصوصاً في هذه الايام الصعبة والمأسوية التي تمر على بلدنا الحبيب لبنان، والمتروك شعبه لقدر الله.