اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في خطابه الأخير، خرج نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ليُجدد الوعد الذي طالما حملته المقاومة على عاتقها، وهو مواجهة العدو الإسرائيلي في كل الميادين، وجرّه إلى موقع الهزيمة التي طالما حاول أن يهرب منها. في إطار عرضه لتفاصيل المواجهة المستمرة بين المقاومة والكيان الإسرائيلي، لم يكتفِ الشيخ قاسم بتسليط الضوء على إنجازات المقاومة فحسب، بل توعّد العدو بمستقبل أسود، مشيراً إلى أن ما ينتظرهم سيكون أعظم مما عاشوه حتى الآن.أكد أن العدو الإسرائيلي، الذي أظهر وحشيته في قطاع غزة ولبنان، لا يعير اهتماماً للقوانين الدولية أو المنظمات الأممية، بل يستند في تحركاته إلى رضى طموحاته التوسعية والقوى العالمية التي تغض النظر عن جرائمه. إلا أن الوعد الذي أطلقه الشيخ قاسم حمل في طياته إشارة واضحة إلى أن هذا "الوحش الفالت" لن يبقى طليقاً إلى الأبد، بل ستأتي المقاومة لتمسك برسن هذا الوحش وتعيده إلى "الحظيرة" رغماً عنه.

المقاومة تفي بوعدها: الميدان يتكلم

منذ خطاب الشيخ قاسم، شهدنا تصاعداً لافتاً في ضربات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، حيث باتت عملياتها أكثر دقة وإيلاماً. وفي خضم هذه التطورات، جاءت الضربة الكبيرة التي هزت العدو: استهداف المبنى الذي يقطن فيه رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، بطائرة مسيرة لم تنجح كل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراضها. كانت هذه الضربة صفعة قوية، حيث لم يعد من الممكن إخفاء حجم الخلل في منظومة الردع الإسرائيلية التي طالما تباهى بها قادته.لم تكن هذه الضربة حدثاً منفصلاً أو عابراً، بل هي جزء من استراتيجية المقاومة الشاملة التي تهدف إلى تحقيق وعد المقاومة وسيدها الشهيد الأقدس سماحة السيد حسن نصرالله، بأن العدو سيرى في الميدان ما وعد به. فالمقاومة اليوم جاهزة ومستعدة؛ قدراتها العسكرية تطورت، وأساليبها التكتيكية باتت أكثر تنوعاً وابتكاراً. والأهم من ذلك، أن إرادتها لم تزدها التحديات إلا إصراراً على تحرير الأرض والإنسان من قبضة الاحتلال.

الأتي أعظم

حين قال الشيخ قاسم "اصبروا قليلاً"، كان يعي تماماً أن المرحلة القادمة ستكون أشد ضراوة على العدو. لم يكن هذا مجرد خطاب تعبوي، بل وعد صادق مبني على أسس واقعية وميدانية خطط لها وأشرف على تفاصيلها أيقونة المقاومة والأحرار السيد نصرالله. العدو الإسرائيلي يدرك اليوم أن كل خطوة يخطوها نحو العدوان تحمل في طياتها مغامرة محفوفة بالخطر، حيث لا يمكنه التنبؤ متى وأين ستأتيه الضربة القادمة من المقاومة.

العدو الإسرائيلي، الذي لطالما اعتمد على قوته العسكرية لترويع المنطقة، بدأ يفقد زمام المبادرة تدريجياً. المقاومة اليوم تتقدم بخطى ثابتة، مدعومة بجمهور صامد، وإرادة لا تنكسر، وقيادة حكيمة تعرف كيف تدير معركة الاستنزاف الطويلة. ومع تصاعد الضربات الموجعة، لم يعد بإمكان إسرائيل أن تتجاهل حقيقة أنها باتت في مواجهة مقاومة تمتلك من الإمكانات والإرادة ما يجعلها قادرة على توجيه الضربات القاتلة في أوقات حرجة.

الميدان هو الحكم

اليوم وبينما يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه الوحشي في غزة ولبنان، تتجدد رسالة المقاومة: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". فلا مفر للعدو من رؤية الحقيقة المرة في الميدان. إسرائيل قد تشن حروباً، ولكنها لن تستطيع أن تنتصر في معركة الإرادات. فالوقت الذي كان فيه العدو يفرض شروطه قد ولّى، والمقاومة باتت هي من تفرض المعادلة.إن الضربات الأخيرة التي نفذتها المقاومة هي رسالة واضحة للعالم: إسرائيل ليست عصية على الهزيمة. وكلما استمرت في طغيانها، كلما كانت المقاومة أكثر استعداداً لتلقينها دروساً جديدة في المواجهة. وكما كان وعد الأمين، فإن هذه المرحلة ليست سوى البداية، والأتي سيكشف للعالم أن العدو الذي طالما استهزأ بالقوانين الدولية، سيجد نفسه محكوماً بقوانين الميدان الذي تتفوق فيه المقاومة.

"اصبروا قليلاً"، هذه العبارة ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي وعدٌ من المقاومة وسيدها على لسان رفيق دربه لكل من يؤمن بقضية التحرير والحرية. العدو الإسرائيلي سيشهد المزيد من الضربات، وسيكتشف أن زمن الاعتداء من دون ردٍ قد انتهى. فما حققته المقاومة في العقود الماضية ليس إلا مقدمة لما هو آت.