لم تكن تجربة المفاوضات لوقف النار في غزة، والتزام العدو الإسرائيلي بتعهداته في هذا المجال طوال العام الماضي مشجعة كي يبنى عليها، للقول انه بات مستعدا لوقف حربه على لبنان.
فقد وصلت الامور برئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو ليُعلن اكثر من مرة موافقته على طروحات اميركية وعربية لانهاء القتال في غزة، ليعود ويتنصل من كل ذلك عند موعد التنفيذ. ومن هنا، فان كل ما يُشاع من اجواء ايجابية عن قرب التوصل الى تسوية لوقف العدوان على لبنان، لا يمكن البناء والمراهنة عليه، من دون ان يعني ذلك وجوب دحضه بالكامل.
وتشير مصادر مطلعة عن كثب على المفاوضات الحاصلة، الى مجموعة عوامل تجعل «الاسرائيلي» غير متحمس لوقف النار في هذه المرحلة، ابرزها اعتباره انه لا يزال متفوقا بنتائج الحرب، وهو يقيس تفوقه بحجم القتل والدمار، لافتة الى ان خروج وزير الدفاع «الاسرائيلي» يوآف غالانت ليتحدث عن ان حزب الله لم يعد يمتلك الا 20% فقط من قدراته الصاروخية التي كانت لديه، يؤشر الى ان «تل ابيب» ماضية في مخططها الذي تطور من دفع حزب الله مجددا الى منطقة شمالي الليطاني، الى القضاء على قدرات حزب الله كاملة.
وتلفت المصادر الى ان نتياهو يعتبر انه وحتى العشرين من كانون الثاني المقبل، تاريخ استلام الرئيس الاميركي الجديد مهامه، لديه مساحة زمنية لمواصلة تحقيق اهدافه في لبنان كما في غزة، وهو لن يعطي الديموقراطيين اي ورقة تخدم مرشحتهم كامالا هاريس قبل ايام معدودة من موعد الانتخابات الاميركية. وتضيف المصادر: «اصلا هو وسّع حربه على لبنان مستفيدا من الانشغال الاميركي بالرئاسة، ونجح في تلقي كل الدعم المطلوب، بعدما استشعرت واشنطن ان «تل ابيب» تحقق اهداف واشنطن قبل ان تحقق اهدافها، بخاصة بما يتعلق باغتيال قادة حزب الله المطلوبين بمعظمهم للولايات المتحدة الاميركية».
وتتحدث المصادر عن ان «بنك اهداف «اسرائيل» في لبنان لا يزال واسعا، وهي وبالتوازي مع سياسة الارض المحروقة التي تنتهجها في الجنوب، انتقلت لتكثيف غاراتها بقاعا وسط مخاوف من ضربات كثيرة وكبيرة تحضر لها هناك». وتقول المصادر: "وبالتوازي مع مواصلة حمام الدم في لبنان وغزة، لا تتردد «تل ابيب» في ارسال موفديها الى الدوحة للنقاش بطروحات وقف الحرب في غزة، كما تتعامل بايجابية وديبلوماسية مع طروحات المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، لكنها في الحالتين غير مستعدة لوقف النار الا بشروطها التعجيزية».
بالمقابل، ورغم الضربات الكبيرة التي تلقاها محور المقاومة، الا انه لا يبدو على الاطلاق في صدد الاستسلام ورفع الراية البيضاء، بخاصة مع الاستنهاض الواضح لحزب الله لقواه ونجاحه في التصدي لهجومات العدو عند الحدود الجنوبية، وتكبيده خسائر كبرى بالارواح بالتزامن مع انتقاله الى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد في عملياته في الاراضي المحتلة كمّا ونوعا.
وليس خروج الحزب لاعلان انتخاب امين عام جديد له، وتنشيط نوابه حراكهم البرلماني من خلال اللقاءات التي يعقدونها مع ممثلين عن بعض الكتل النيابية، الا رسائل واضحة مفادها ان الحزب تجاوز محنته، وعاد ليمسك زمام الامور كالمعتاد. ويعول حزب الله على ان كل هذا المشهد المستجد قد يجعل «تل ابيب» تعيد حساباتها، فتقبل التسوية الاميركية المطروحة راهنا على الطاولة عبر المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، قبل ان تتفاقم فاتورة حربها في الاسابيع المقبلة، وينجح حزب الله في قلب الامور رأسا على عقب لمصلحته. مع ترجيح ان يكون اي حل مقبل على المنطقة شاملا ويلحظ لبنان وغزة معا، من منطلق ان تجزئة الحلول يهدد بنسفها.
يتم قراءة الآن
-
هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟ مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجسلة انتخاب الرئيس الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب
-
لحظة الصراع الكبرى حول سوريا
-
"مقام كبير" للشهيدين نصر الله وصفي الدين في الضاحية الجنوبيّة محمد علوش
-
تركيا تريد فرض الـ 2254 على سوريا... ولذلك أعطت الضؤ الأخضر لـ "هيئة تحرير الشام" للهجوم... نتنياهو حذر الأسد وقرّر اللعب بالنار معه
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:09
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: منعنا التصعيد مرارا كي لا يحدث ما انتهى إليه 7 تشرين الأول، ومكتب حماس أنشئ للتفاوض بطلب أميركي - "إسرائيلي" وأبرمت عبره اتفاقات لوقف النار منذ 2014.
-
21:08
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: نتفاءل بحذر للتوصل لاتفاق ويجب الضغط على كل الأطراف، وترامب يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار بغزة بوصوله للسلطة.
-
20:41
المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي": عرضنا لعائلات المختطفين التحقيق الصعب بشأن أسباب موت 6 منهم، ونركز على بذل كل ما في وسعنا ومتابعة كل السبل التي يمكننا اتباعها لإبرام اتفاق بشأن غزة.
-
20:41
المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي": سنواصل العمل بحزم ودون كلل من أجل إعادة المخطوفين الأحياء والأموات على السواء.
-
20:40
المتحدث باسم جيش الاحتلال "الإسرائيلي": استعدنا جثة المختطف إيتاي سفيرسكي من جنوبي قطاع غزة، وجثة المخطوف سيبريسكي أعيدت بعملية خاصة وقد قتل على يد آسريه في كانون الثاني 2024.
-
19:47
قماطي عن الانتخابات الرئاسية: نحن متمسكون بسليمان فرنجية ونشجع على الحوار بين الكتل النيابية لمحاولة التفاهم على اسم او اسمين للرئاسة، ولا يبدو أن الطرف المقابل لديه مرشح لرئاسة الجمهورية.