اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم تكن تجربة المفاوضات لوقف النار في غزة، والتزام العدو الإسرائيلي بتعهداته في هذا المجال طوال العام الماضي مشجعة كي يبنى عليها، للقول انه بات مستعدا لوقف حربه على لبنان.

فقد وصلت الامور برئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو ليُعلن اكثر من مرة موافقته على طروحات اميركية وعربية لانهاء القتال في غزة، ليعود ويتنصل من كل ذلك عند موعد التنفيذ. ومن هنا، فان كل ما يُشاع من اجواء ايجابية عن قرب التوصل الى تسوية لوقف العدوان على لبنان، لا يمكن البناء والمراهنة عليه، من دون ان يعني ذلك وجوب دحضه بالكامل. 

وتشير مصادر مطلعة عن كثب على المفاوضات الحاصلة، الى مجموعة عوامل تجعل «الاسرائيلي» غير متحمس لوقف النار في هذه المرحلة، ابرزها اعتباره انه لا يزال متفوقا بنتائج الحرب، وهو يقيس تفوقه بحجم القتل والدمار، لافتة الى ان خروج وزير الدفاع «الاسرائيلي» يوآف غالانت ليتحدث عن ان  حزب الله لم يعد يمتلك الا 20% فقط من قدراته الصاروخية التي كانت لديه، يؤشر الى ان «تل ابيب» ماضية في مخططها الذي تطور من دفع حزب الله مجددا الى منطقة شمالي الليطاني، الى القضاء على قدرات حزب الله كاملة.

وتلفت المصادر الى ان نتياهو يعتبر انه وحتى العشرين من كانون الثاني المقبل، تاريخ استلام الرئيس الاميركي الجديد مهامه، لديه مساحة زمنية لمواصلة تحقيق اهدافه في لبنان كما في غزة، وهو لن يعطي الديموقراطيين اي ورقة تخدم مرشحتهم كامالا هاريس قبل ايام معدودة من موعد الانتخابات الاميركية. وتضيف المصادر: «اصلا هو وسّع حربه على لبنان مستفيدا من الانشغال الاميركي بالرئاسة، ونجح في تلقي كل الدعم المطلوب، بعدما استشعرت واشنطن ان «تل ابيب» تحقق اهداف واشنطن قبل ان تحقق اهدافها، بخاصة بما يتعلق باغتيال قادة حزب الله المطلوبين بمعظمهم للولايات المتحدة الاميركية».

وتتحدث المصادر عن ان «بنك اهداف «اسرائيل» في لبنان لا يزال واسعا، وهي وبالتوازي مع سياسة الارض المحروقة التي تنتهجها في الجنوب، انتقلت لتكثيف غاراتها بقاعا وسط مخاوف من ضربات كثيرة وكبيرة تحضر لها هناك». وتقول المصادر: "وبالتوازي مع مواصلة حمام الدم في لبنان وغزة، لا تتردد «تل ابيب» في ارسال موفديها الى الدوحة للنقاش بطروحات وقف الحرب في غزة، كما تتعامل بايجابية وديبلوماسية مع طروحات المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، لكنها في الحالتين غير مستعدة لوقف النار الا بشروطها التعجيزية».

بالمقابل، ورغم الضربات الكبيرة التي تلقاها محور المقاومة، الا انه لا يبدو على الاطلاق في صدد الاستسلام ورفع الراية البيضاء، بخاصة مع الاستنهاض الواضح لحزب الله لقواه ونجاحه في التصدي لهجومات العدو عند الحدود الجنوبية، وتكبيده خسائر كبرى بالارواح بالتزامن مع انتقاله الى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد في عملياته في الاراضي المحتلة كمّا ونوعا. 

وليس خروج الحزب لاعلان انتخاب امين عام جديد له، وتنشيط نوابه حراكهم البرلماني من خلال اللقاءات التي يعقدونها مع ممثلين عن بعض الكتل النيابية، الا رسائل واضحة مفادها ان الحزب تجاوز محنته، وعاد ليمسك زمام الامور كالمعتاد. ويعول حزب الله على ان كل هذا المشهد المستجد قد يجعل «تل ابيب» تعيد حساباتها، فتقبل التسوية الاميركية المطروحة راهنا على الطاولة عبر المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، قبل ان تتفاقم فاتورة حربها في الاسابيع المقبلة، وينجح حزب الله في قلب الامور رأسا على عقب لمصلحته. مع ترجيح ان يكون اي حل مقبل على المنطقة شاملا ويلحظ لبنان وغزة معا، من منطلق ان تجزئة الحلول يهدد بنسفها.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين